- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الإثنين, 22 حزيران/يونيو 2015 19:44

يعد القلق احد الظواهر النفسية التي تؤثر تأثيراً واضحا في شخصية الانسان بصورة عامة, وفي شخصية الطالب بصورة خاصة. فهو ينعكس على ادائه ومستوى تحصيلة العلمي والمعرفي في المدرسة الذي يكون له الاثر الاكبر على ما سيكون عليه في المستقبل.
وعرف الباحثون القلق, وقاموا بربطه مباشرة بمستوى التحصيل التعليمي الذي يصل اليه الطالب. فالمرحلة التعليمية التي يمر بها الطالب تشكل نقطة بداية مهمة في حياته.
ان التغلب على حالات القلق ومعرفة اسبابها ونتائجها، نقطة مركزية واساسية في عملية تصحيح مسار العملية التربوية.
والقلق هو مرض العصر المخيف الذي لا يفرق بين الصغير والكبير بصورة عامة ويصعب وضع خط فاصل بين القلق العادي والقلق المرضي. ويرى علماء النفس ان القلق حالة من ترقب او توقع الشر، او الشعور بعدم الراحة والاستقرار النفسي الذي يرتبط بالشعور بالخوف.
لغرض الوقوف على حالة القلق عند الطلبة، وأسبابها، استطلعت صفحة "تربية وتعليم" آراء عدد من المعلمين والمدرسين والمهتمين بالشأن التربوي:
سيف عبد الزهرة نعمان / مدرس:
ان للوراثة دورا مهماً في تشكل القلق لدى الانسان. كذلك يلعب التفكك الأسري دورا كبيرا في نشوء القلق لدى الطفل، ما ينعكس على سلوكه في المستقبل وعلى تحصيله الدراسي.
شيماء رزاق حسين/ مدرسة:
ان الضعف النفسي الناتج عن الشعور بتهديد الأسرة والمحيطين، والذي له أسباب كثيرة اجتماعية واقتصادية، قد يؤدي الى معاناة الطالب من اضطراب وتوتر نفسي شديد. كذلك ان عدم شعور الطالب بالامان والاطمئنان، يعد من اكبر العوامل تأثيراً على شخصيته، وشعوره بالراحة النفسية التي اذا ما انعدمت لن يستطيع القيام بعمله المدرسي، ما ينعكس على تحصيله الدراسي. كما ان تعرض الطالب للقسوة والتسلط او الدلال المفرط من جانب الاهل, يؤدي به في نهاية الامر الى القلق وعدم الراحة النفسية، وبالتالي إلى تدني الانجاز والتحصيل الدراسي. فالدلال الزائد يفقد الطفل شخصيته، بحيث يصبح ضعيفا ولا يملك القدرة على العمل والانجاز.
احمد فؤاد كاظم / مرشد تربوي:
ان الطالب الذي يحرم من الشعور بالامن والاطمئنان نتيجة لتصرفات وسلوك الاهل معه، سيفقد الثقة في نفسه ويشك فيها، وهذا بدوره يجعله يعاني القلق. كذلك ان التناقض وعدم الانسجام بين الوالدين وحدوث الخلافات الدائمة بينهما، التي من الصعب الشعور معها بالراحة او التغلب عليها، تجعل الطالب فريسة سهلة للقلق والشعور به بصورة دائمة، اضافة الى اهتمام الاهل بأنفسهم واهمال الابناء، حيث يشعر الطالب بالتوتر والخوف وعدم الاهمية التي قد تصل به الى الشعور بالقلق الدائم من عدم وجود الاهل بجانبه في المواقف الصعبة والحرجة التي يمر بها في مراحل حياته المختلفة.
كوثر نجم عبد الحسين/ طالبة علم النفس:
هناك كثير من الاهل يتابعون الطالب في كل شيء يقوم به، ويحاسبونه عليه، وخصوصا الاخطاء التي يرتكبها والتي يعاقب عليها، الامر الذي يجعله يفقد الثقة بنفسه والقدرة على القيام بابسط الاعمال او حتى التعامل مع الاخرين، اي انه يشك في قدراته. كذلك ان من بين أسباب القلق الاقتداء بالوالدين المصابين بحالات قلق. فالآباء القلقون كثيرا ما يزرعون القلق في نفوس ابنائهم دون ان يشعروا بذلك او يقصدوه، والابناء بدورهم يقومون بمراقبة ابائهم القلقين, وكل هذا ينعكس سلبا على تحصيلهم الدراسي او التعليمي.
علي عباس محمود/ مشرف تربوي:
يلعب القلق دورا مهما في المشكلات المدرسية التي تؤثر بشكل سلبي على الطلبة. فهناك عوامل تربوية مختلفة يؤثر كل عامل فيها بصورة او بأخرى على الطالب وتحصيله، مثل المناهج الدراسية التربوية الصارمة التي لا تأخذ بعين الاعتبار الفروق والاتجاهات والرغبات والميول, والتي تكون بعيدة عن المرونة وغير متفاعلة مع الطلبة ومشكلاتهم المختلفة والمتعددة. كذلك ان ارتباط القلق بالفشل داخل المدرسة في مادة تعليمية واحدة، يؤدي الى شعور الطلبة بالخوف الذي يسيطر على كيان كل واحد منهم كلما قابل المادة او تعامل معها, وهذا يعني ان الطالب?يعيش في حالة من القلق والصراع والخوف من المادة الدراسية.
سلمان داود حافظ / معلم متقاعد:
يتأثر قلق الطلاب التعليمي بالقلق الاسري على دراسة الطالب في المدرسة، خصوصا عندما يقوم الاباء برسم وتخطيط مستويات مختلفة من الطموحات العالية لأبنائهم الذين يرغبون في تفوقهم المدرسي، وذلك كوسيلة دفاعية عن مراكزهم الاجتماعية. وفي حالات كثيرة يكون قلق الاسرة هو السبب في فشل الطالب وتدني تحصيله الدراسي والتعليمي , لان قدراته لا تتفق مع مطالب الاسرة ورغباتها.
نوال محمد حمزة / مدرسة متقاعدة:
يعود تدني تحصيل الطالب وفشله في المدرسة الى العيوب الموجودة في العملية التعليمية، او الى ارتباط صعوبات المدرسة بصراع شديد او قلق متأصل ومزمن لدى الطالب. وتلعب الخبرات الاليمة الناتجة عن العقاب الذي يعاقب به الطالب بصورة علنية امام زملائه الطلبة والسخرية منه ومن قدراته وتحصيله في احدى المواد الدراسية, دورا في التأثير على تحصيله الدراسي المتدني.
واخيرا نقول:
ان للقلق تأثيراً واضحا على التحصيل الدراسي لدى الطلبة في المراحل التعليمية المختلفة, ويتفاوت هذا التأثير تبعا لاسباب وظروف شخصية خارجية واجتماعية, وعلى المسؤولين في وزارة التربية ان ياخذوا هذه الجوانب بالاعتبار خلال تعاملهم وتعليمهم وحكمهم على الطلبة وتحصيلهم الدراسي المتدني , وكيف يمكنهم تفادي هذه الظاهرة وتأثيرها على الطلبة في كل مرحلة، وعلى النظام التعليمي ككل عن طريق تحديد الاولويات والتوقعات وطرق المعاملة وطرق التدريس الصحيحة والتوجيه المناسب الصحيح للطلاب، الذي يبعث فيهم الراحة النفسية والاطمئنان والامان ويدفعهم دائما نحو الاحسن, ووصولا الى مستوى اعلى من التحصيل الدراسي والتعليمي والمعرفي والاجتماعي لبناء الوطن.