مشروع "جنوب شرق الأناضول" يهدد العراق بكارثة مائية

بغداد - طريق الشعب

حذّر متخصصون في مجال الري والمياه من مغبة إنشاء مجموعة من السدود على نهري دجلة والفرات في الأراضي التركية، ما يلقي بظلاله السيئة على وضع المياه في العراق، والمشاكل المستقبلية التي قد تنتج في حال عدم التوصل لاتفاقيات مع دول المنبع ولا سيما تركيا، مشددين على ضرورة إنشاء مشاريع لتطوير واقع الري والمياه في العراق لتدارك المخاطر التي قد تصيب الكثير من المجالات الاقتصادية والحيوية كالزراعة والبيئة ووضع المناخ.
وتتابع تركيا إنشاء السدود على حوضي دجلة والفرات في أراضيها، لتطلق ما يسمى مشروع جنوب شرق الأناضول (الكاب)، ويتكون المشروع من 22 سداً ومشروعاً، ويتوقع الانتهاء منه عام 2023، ويقوم بإرواء ملايين الدونمات في الأراضي التركية، لكنه يعرض العراق الى كارثة مائية.
وقال عضو لجنة الزراعة والمياه النيابية هادي الياسري لوكالة (واي نيوز)، ان "المفاوضات بين العراق وتركيا مستمرة منذ سبعينيات القرن الماضي للتوصل لاتفاقات بخصوص موضوع المياه وحصص الدول المتشاطئة مع تركيا، كاتفاقية الأمم المتحدة حول الأنهار الدولية عام 1997، وبروتوكول عام 1989 بين تركيا وسوريا والعراق، الا ان تركيا لم تبدِ التزاما حقيقيا ببنود تلك الاتفاقيات".
واشار الى ان "لجنة الزراعة والمياه النيابية كانت قد أعدت، في وقت سابق، مشروع قانون المجلس الأعلى للمياه الذي يختص بشؤون الأنهر والثروات المائية"، عازيا اسباب الفشل في اقرار القانون الى "معارضة كتلة التحالف الكردستاني".
وشدد الياسري على "ضرورة رسم إستراتيجية موحدة بشأن تأمين حصة العراق من المياه".
وتعمل تركيا على إكمال مشروع سد "جزرة" الاروائي وسد "اليسو" الكهرومائي على الحدود العراقية ما يتسبب بفقدان قرابة 40 بالمئة من مياه نهر دجلة.
من جانبه، قال المدير العام الأسبق لشركة الرافدين لإنشاء السدود غضبان السهيل ان "التباطؤ في تنفيذ مجموعة من السدود في السابق سبب للعراق ضرراً كبيراً، ما أتاح لتركيا وسوريا بناء سدودهما العملاقة وإملائها وتشغيلها قبل ان يتمكن العراق من إكمال مشاريعه الخزنية"
واضاف السهيل ان "إنشاء السدود والخزانات المائية العملاقة في كل من سوريا وتركيا والفروع الرئيسية لدجلة في تركيا وايران قد مكنهم من توسيع الرقعة الزراعية، متناسين الحقوق المكتسبة للعراق وحرمانه من استثمار مساحات واسعة من أراضيه الزراعية ما اضطر العراق الى اعادة النظر في مشاريعه".
وشدد السهيل على "ضرورة التوصل لاتفاقات بين العراق وتركيا بالإضافة الى إنشاء السدود الكبيرة والصغيرة وتنفيذ مشاريع استصلاح الأراضي وتشغيل وصيانة المشاريع القائمة، فضلا عن استثمار المياه الجوفية وحفر الآبار لتدارك الازمة".