طلعت قصاب ...شمعه انارت لنا طريق الحرية / شه ما ل عادل سليم

ودع يوم أمس عالمنا المناضل الشيوعي الاربيلي طلعت احمد عزيز القصاب المعروف ب( طلعت قصاب , ابو هندرين ) , مواليد اربيل 1943 , وذلك بعد أن لازم فراش المرض لفترة طويلة، لتنطفئ شمعة أخرى كانت تساهم بكل ما لديها من قوة فى تبديد عتمة الاستبداد والاستغلال والقهر التى نعيشها .....
انتمى المناضل طلعت قصاب الى صفوف الحزب الشيوعي العراقي في عام 1958 ...وكان من المتمسكين بقضية شعبه وحزبه ومناضلا صلبأ لا يلين ولم يتبدل أو يبدل مواقفه وقناعاته أو ينقل بندقيته من كتف إلى كتف مهما كانت الإغراءات أو الظروف في يوم كانت تتبدل فيه المواقف والوجوه بل وقف كالطود شامخا ... وكان كذلك حتى الرمق الأخير في حياته .
وبحكم خبرته وشجاعته أنيطت به مهمات صعبة و مسؤوليات كبير في مراحل النضال المختلفة ضد الحكومات العراقية المتعاقبة داخل مدينة اربيل , وكان رمز الصمود والتحدي وشوكة في وجه ازلام النظام البعثي الفاشي .
أضافة الى كل ذلك كان الفقيد يقود التنظيم العسكري في مدينته اربيل و أتخذ من داره مقرا لعمله السياسي فترة طويلة للقاء رفاقه واصدقائه وتسيير أمور ونشاط منظمة الحزب ......
كما أنقذ حياة العديد من رفاقه الذين وضعت أسماؤهم في قوائم الاعتقالات والاغتيالات في اواخر السبعينات اثر الهجمة البعثية الفاشية على الحزب الشيوعي العراقي ....
تحول بيته الى مكان أمن لاختفاء بيشمركة حزبه في الثمانينات من القرن الماضي , كما شارك في انتفاضة اذار 1991 المجيدة ضد النظام الصدامي المقبور ... وكان أول من رفع راية حزبه على مباني الدوائر الحكومية في مدينة اربيل .
كان الفقيد مثقفا، وسياسيا وعسكريا بارع ، وإنسان طيب المعشر وهذه صفات لا تتوفر إلا في شخصيه فريدة مثل ابو هندرين ....
ان تسمية أبنه البكر يإسم جبل (هندرين) لفته وفاء وعرفان لدور رفاقه الانصار ( البيشمركة ) الابطال الذين الحقوا هزيمة نكراء باللواء الرابع وتعقبوا فلوله المهزومة الى داخل معسكر رواندوز في معركة عرفت باسم جبل هندرين الاستراتيجي في عام 1966 ,و الذي كان يشكّل اهم نقطة ستراتيجية آنذاك وكان يشرف على الطرق المهمة الموصلة الى المناطق البارزانية ...والتي تعتبر من اكبر واهم معارك ثورة ايلول الكبرى, فرغم زج الحكومة العراقية باعداد هائلة من الجيش والجحوش و عدد من كتائب المدفعية وسربين من الطائرات المقاتلة والمدافع الثقيلة الا انهم لم يصمدوا امام عزيمة بيشمركة الحزب الشيوعي العراقي ومعهم قسم من اصدقاء الحزب من مسلحي المناضل (عزت سليمان بك) كبير قرية (دركلة) , والحق البيشمركة واصدقائهم من مقاتلي عزت سليمان بك بالقوات الحكومية خسائر كبيرة قدرت ﺑ (75 ) قتيلاً و(250 ) جريحاً، وتم الاستيلاء على اعداد كبيرة من الأسلحة والعتاد ... حسب تقارير منظمة الحزب الشيوعي العراقي في راوندوز .
نعم ...ان رحيل المناضل طلعت قصاب خسارة كبيرة لعائلته ولرفاقه ولحزبه , غير ان سيرته النضالية من اجل عراق الغد ومن اجل كردستان وتحقيق العدالة الاجتماعية ستبقى حية في نفوس الكثيرين ممن عايشوه وعرفوه عن قرب , تمدهم بالهمة والامل على مواصلة النضال من اجل تحقيق الاهداف والاحلام التي كرس لها الفقيد حياته في قيام عراق ديمقراطي تعددي يصون كرامة الانسان وحقوقه ويظمن مصالح الشعب وكادحيه في الامن والعيش الكريم والعدالة الاجتماعية .
لقد غاب طلعت قصاب بجسده عن حياتنا، لكنه سيظل بيننا بقيمته ونضاله وشجاعته وانسانيته وسنتذكره دائماً فى كل معركة نضالية ونتعلم من روحه ومواقفه المشرفة ...
ستظل صورة الرفيق ابو هندرين حاضرة أمامنا إلى الابد , بقامته الطويلة , بتواضعه الكبير , بشجاعته الفائقة , بجرأته , بصموده ونبرات صوته الواثق .
أخيرا أتقدم بعزائي لأفراد اسرته , لحزبه ولكافة أصدقائه ورفاقه , ولكل من تألم لفراقه الابدي ......
تحية احترام ووفاء ﻠـ (المناضل الشيوعي الصلب طلعت قصاب ) .
ذكراك طيبة ...ولك الخلود لعملك ونضالك المثمر ونشاطك وحبك للوطن وللناس ......
وداعاً طلعت قصاب وعهدأ بالوفاء ........