أكاديميون وناشطون يناقشون مشكلة الفقر في البصرة

صلاح العمران
عقدت جمعية الاقتصاديين العراقيين في محافظة البصرة، السبت الماضي، جلسة حوارية بعنوان "مشكلة الفقر في محافظة البصرة"، تحدث فيها عدد من الأكاديميين والناشطين، وحضرها جمع من المهتمين بالشأنين الاقتصادي والسياسي.
أدار الجلسة رئيس الجمعية علي العضب، وافتتحها بالحديث عن الفقر في المحافظة، وارتباطه بالبطالة، وعن المسؤولية التي تقع على عاتق الدولة لحل مشكلة الفقر، منوها بما ورد في الدستور العراقي من مواد وفقرات تؤكد ان الثروات الطبيعية كالنفط والغاز ملك للشعب العراقي، ومعلقا بالقول: "أما على أرض الواقع، فإن هذه الفقرات كتبت ولم يجر التقيد بها!".
كان أول المتحدثين في الجلسة، الناشط المدني محمد صبيح الكيالي، الذي تناول موضوع البطاقة التموينية ومفرداتها، مبينا انها رغم سلبياتها، قدمت شيئا بسيطا للناس، وخاصة الفقراء الذين يعانون شظف العيش، ولافتا إلى ان التلكؤ في توزيع مفردات البطاقة أدى الى تفاقم الازمة لدى الفقراء والمحتاجين.
وذكر الكيالي ان الفقر لا يقتصر على العوز المادي، وإنما يشمل أيضا كل من لا يملك ضمانا صحيا وماليا حكوميا.
بعد ذلك قدم الناشط المدني د. يسر الغزي تعريفا للفقر، مشيرا إلى انه يمثل عدم توفير الاحتياجات الاساسية للفرد بسبب انخفاض الدخل المالي، الذي حدد عالمياً بـ 60 دولارا شهرياً.
وتطرق د. الغزي إلى المشاريع الزراعية في العراق، وإلى دور منظمة الأغذية والزراعة للامم المتحدة (FAO) في إسناد الفلاحين، ودرء الاخطار الاقتصادية عنهم، فضلا عن دور منظمة اليونيدو في مكافحة الفقر ومساندة الفقراء في إقامة مشاريع لدعم الصناعات المنزلية، ومساعدة مربي الحيوانات المنتجة للألبان على تأسيس جمعيات صغيرة في الناصرية والديوانية وتوفير فرص عمل للعاطلين.
وطالب د. الغزي من خلال جمعية الاقتصاديين وزارة التخطيط بدعوة المنظمات الدولة إلى تأسيس المشاريع التشغيلية المشتركة في البصرة، بما يخدم القطاعين الزراعي والصناعي، وتشكيل لجنة من غرفة تجارة البصرة واتحاد الصناعات تعمل على دعم اقتصاد المحافظة من خلال إعادة تشغيل المعامل المتوقفة بصورة جزئية أو كلية، ووضع الدراسات في سبيل نهوضها.
من جهته تحدث أستاذ العلوم الاقتصادية في الجامعة المفتوحة في الدنمارك، د. عباس الفياض، عن الفقر، مشيرا إلى انه يعني تدني دخل الفرد وعدم قدرته على توفير الحاجات الأساسية من سكن وغذاء وصحة، مبينا ان هناك فجوة كبيرة بين الفقراء وأصحاب الأموال في البلد، ولافتا إلى ان العراق بات من بين أسوأ البلدان في الفساد والفقر.
وتحدث في الجلسة أيضا كل من المهندس جبار الحيدري، ونائب رئيس جمعية الاقتصاديين في البصرة عبد الكريم الحجاج، وعضو الجمعية محمد شمخي جبر.