مواساة

بيان .. الصالون الثقافي في منتدى الجامعيين العراقي الأسترالي زوربا العراق " يوسف العاني " يغادرنا بلا رفيف

يتقدم الصالون الثقافي في منتدى الجامعيين العراقي الأسترالي بوافر العزاء إلى عائلته والشعب العراقي لرحيل الرائد المسرحي الكبير يوسف العاني ، الذي غادرنا الى الأبدية في إحدى مستشفيات عمان ، والراحل الكبير رمز من رموزنا الوطنية الكبيرة ، وحامل مشعل التجديد والتنوير في المسرح والحياة معا ، على رغم من انه لم يكن أكاديميّا متخصصاً في المسرح ولا يحمل شهادة عالية في هذا الاختصاص، إذ انه اكمل دراسته في كلية الحقوق بعد أن فشل في تحقيق حلمه أن يكون طبيبا لاسباب صحية تتعلق بنظره .. وهذا هو سر ظريف في حياة العاني ، فهو لم يصبح طبيبا ولم يستمر في مهنة المحاماة التي احترفها قليلا . وأن انعطافته الكبرى حين دخوله " معهد الفنون الجميلة " ووقوفه على المسرح لأول مرة ، وهذا كان تاريخا لميلاد ه الشخصي خلّده العاني بوصفه عيدَ ميلاد ٍ شخصي يحتفل به بدلا من ميلاده المثبت في البطاقة الشخصية .
درس أول يعطينا عصارة أخلاقية لوفاء الفلاح الى حقله ، لتكامل الموهبة مع مناخها ، للتضحية بالميزات المادية المحتملة في حقل القضاء وما تجلبه من مكانة إجتماعية مرموقة في المجتمع العراقي آبان خمسينيات القرن العشرين .

لقد زهد الرجل بكنزه ـ وتحول الى حقل لا يحظى كثيرا بإمتيازات حقول الحياة الأخرى آنذاك
.
كان الراحل الكبير من الشخصيات الاستثنائية في الحياة ، التي تستطيع التوقف والتمعن في سر الحقل الذي ينتمون اليه ، وسر الموهبة التي يتمتعون بها ، والسر الاخير الكامن في بقاء هؤلاء في واجهة المشهد دائما ، هو الحيوية ، الديناميكية ، الحضور الدائم ، المقبولية ، القدرة على البقاء في القمة دائما .
رحل العاني الكبير في بقايا الأيام وحين لا يكون للنسر أن يحلق عاليا ، وكان حينها يتوكأ على ألمه نزيلا للمشافي ومصحات التعلل من داء " العقوق"..حتى كانت النهاية ، نحن نعرف ان الموت نهاية منطقية للكائنات ، ولكن لا نريد لهذا العلم الكبير ان يكون مجرد رقم في سجلات الموتى ، نريد للشعب العراقي والحكومة ان تحسن وفادة جثمانه وهو عائد الى بغداد ، المدينة التي احبها وافنى سنين عمره لرسم خارطة الجمال والمحبة فوق مسارحها .
نحن في الصالون الثقافي نطالب المجتمع العراقي شعبا وحكومة باحياء مسرح بغداد واعادة هيبته الفنية بوصفه مصدرا من مصادر الجمال المديني لبغداد وابنها البار يوسف العاني .
شمعة بيضاء بطول نخلة عراقية نشعلها في المنافي لروحك ايها الراحل الكبير
الصالون الثقافي في منتدى الجامعيين العراقي الأسترالي
سيدني
11-10- 2016