وثائق وبيانات

ليكن الاول من ايار حافزا على مواصلة العمل للاصلاح والتغيير

مع اطلالة الاول من ايار كل عام تحتفل الطبقة العاملة العراقية وشغيلة العالم بعيد العمال العالمي، عيد العمل والتضامن والوحدة ، والنضال من اجل الحريات والحقوق النقابية والسياسية، والعيش الرغيد والحياة الحرة الكريمة، وفي سبيل السلام والديمقراطية واحترام حقوق الانسان والعدالة الاجتماعية، وصولا الى عالم خال من الحروب ومن كل اشكال القهر والتمييز والاستبداد والاضطهاد، ومن استغلال الانسان لاخيه الانسان .
وفي هذا العيد الاممي، تساهم الطبقة العاملة العراقية وحركتها النقابية ، منذ تبلور وعيها الطبقي والسياسي والتنظيمي، وتحتفل به، ومعها جماهير واسعة من ابناء شعبنا وقواه الوطنية والديمقراطية ، ومنها الحزب الشيوعي العراقي ، مستذكرة بفخر واعتزاز نضالاتها وامجادها وتضحياتها الكبيرة وشهداءها الاماجد ، ومحولة اياه الى حافز اضافي لمواصلة الكفاح المتفاني في سبيل ظروف عمل لائقة وحياة افضل، ومن اجل استقلال البلاد وسيادتها الوطنية الكاملة وبناء النظام الديمقراطي ، والانتصار لشعبنا في معاركه الوطنية الكبرى.
وكثمرة لهذا النضال ، وبالنظر الى موقع الطبقة العاملة ودورها في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبلاد، اعلنت الحكومة الوطنية المنبثقة عن ثورة الرابع عشر من تموز 1958 الاول من ايار عيدا رسميا، واعترفت بشرعية العمل النقابي واجازت الاتحاد العام لنقابات العمال. ورغم قساوة الظروف التي مرت على بلدنا، واصلت طبقتنا العاملة، صانعة الحياة والخيرات، عطاءها لخير الشعب والوطن .
نستقبل مع طبقتنا العاملة وكادحي بلدنا عيد اول أيار، وبلدنا لا يزال يئن تحت ثقل الازمة السياسية العامة التي تطال كافة مناحي الحياة، وتولد المزيد من القلق على حاضر وطننا ومستقبله، في ظل تفاقم حالة الشك وعدم الثقة بين الكتل السياسية المتنفذة ، التي تصر على التمسك بمنهج المحاصصة الطائفية- الاثنية ، المولد للازمات.
ويفاقم نشاط القوى الارهابية والمليشيات المنفلتة، والخسائر البشرية والمادية الناجمة عن عمليات الارهابيين والقتلة المجرمين، من معاناة الناس متعددة الجوانب، ما يستدعي اجراء مراجعة تقويمية عاجلة للخطط والمشاريع ذات العلاقة، واعادة بناء المؤسسات والاجهزة الامنية والعسكرية، على وفق الكفاءة والنزاهة والوطنية، والاخلاص للبناء الديمقراطي الدستوري، بعيدا عن المحاصصة.
و تنعكس آثار الأزمة المستحكمة على عموم الاوضاع المعيشية لشعبنا، وخصوصا كادحوه. فالبلد يعاني من الفوضى وعدم الاستقرار والبطالة ، ونسب الفقر المرتفعة وتزايد اعداد الارامل واليتامى والمعوزين، وغياب الخطط الاقتصادية العلمية، ومن الادارة غير السليمة، وغير الكفوءة، وتواصل الاعتماد على الريوع النفطية، الى جانب غياب سياسة تنويع قاعدة الاقتصاد الوطني، وعدم النهوض بقطاعاته المنتجة، لا سيما الصناعة والزراعة، وبقاء العشرات من المؤسسات معطلة، مما اضاع الكثير من فرص العمل وزاد اعداد العاطلين، وبينهم نسبة متزايدة من الخريجين والشباب. فضلا عن بقاء الحاجة ملحة لتأمين انسيابية الخدمات العامة والبطاقة التموينية، وحل مشاكل الكهرباء والماء والسكن والنقل العام .
ان حزبنا الشيوعي العراقي يدعو، في مناسبة عيد العمال المجيد، الى رص صفوف الطبقة العاملة العراقية وتوحيد حركتها النقابية ، ويجدد دعمه حقوقها وتبنيه مطالبها ، ويشدد على وقف التدخلات الفجة في شؤون النقابات، وعلى ضمان حق منتسبيها في اختيار ممثليهم وقياداتهم بحرية تامة ، بعيدا عن الضغط والاكراه وشراء الذمم ، ووفقا لانظمتها الداخلية المقرة من قبلها ديمقراطيا. كما يؤكد ضرورة الاسراع في اصدار قانون جديد للعمل، وقانون شامل للضمان الاجتماعي، ويدعم مطلب الغاء القانون الصدامي رقم 150 لسنة 1987 الذي حول العمال الى موظفين، وحرّم النشاط النقابي في مؤسسات القطاع العام ، ويساند مطلب اطلاق حق التنظيم والنشاط النقابيين في جميع المشاريع والمؤسسات الانتاجية والخدمية ، بضمنها العائدة للدولة .
وفي عشية عيد العمال الاغر هذه السنة، يتوجه الناخبون العراقيون الى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم في مجلس النواب، في ممارسة ديمقراطية جديدة نريد لها ان تتكلل بالنجاح، وان تتم بنزاهة وشفافية وبصورة سلسلة، بما يتيح الفرصة امامهم لاختيار الاكفأ والانزه والاكثر اخلاصا ، على وفق قناعاتهم وخياراتهم ، وبعيدا عن الابتزاز والتزوير والضغوط على اختلاف انواعها ومسمياتها. آملين ان تكون مؤسسات الدولة واجهزتها المدنية والعسكرية على مسافة واحدة من القوائم جميعا بالقول والفعل ، وان تؤدي المفوضية العليا للانتخابات دورها المكلفة به قانونيا بمنتهى المهنية والحيادية. ونحن نتطلع الى ان تكون هذه الانتخابات خطوة فعلية ومؤثرة، نحو وضع بلادنا على طريق الاصلاح والتغيير المنشودين. التغييرالذي يفضي الى تحقيق الامن والاستقرار ، واقامة دولة المواطنة – المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمؤسسات والقانون ، ويهدم نظام المحاصصة الطائفية.
ومن اجل إنجاز التغيير الذي بات امرا ضروريا، نتوجه في هذه اللحظات الحاسمة الى بنات وابناء شعبنا ، حاثّينهم على التوجه بكثافة الى صناديق الاقتراع ، واختيار من جربوهم واختبروهم ، وعرفوا تاريخهم الوطني المشرف ونزاهتهم واخلاصهم لوطنهم وشعبهم ، وعلى منح ثقتهم لذوي الايادي البيضاء. وهؤلاء هم مرشحو قائمة التحالف المدني الديمقراطي، وبينهم مرشحو الحزب الشيوعي العراقي، فهم الجديرون بعضوية مجلس النواب.
فلنصوت لهم ، كي يكونوا صوت شعبنا وكادحيه وشغيلته وفقرائه في المجلس الجديد ، الصوت المتميز في الدفاع عن قضايا الشعب والوطن .
في عيد الاول من ايار نهنىء الطبقة العاملة العراقية والعالمية ، ونحيي نضالها في سبيل السلام والعدالة والمحبة والديمقراطية والاشتراكية.
عاش الاول من ايار ، رمز النضال والتضامن الامميين !
المجد لشهداء الطبقة العاملة والشعب الابرار !
اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي
24-4-2014