وثائق وبيانات

جريمة إمام ويس النكراء ومساعي اشعال المحرقة الطائفية / 24/آب/2014/

يواصل الإرهابيون الظلاميون ارتكاب جرائمهم الشنيعة بحق أبناء شعبنا العراقي، بمختلف تلاوينه الدينية والقومية والفكرية.
فبعد مجزرة قاعدة "سبايكر" المروعة في محافظة صلاح الدين، وجرائم ابادة المواطنين الايزيديين المنكرة، امتدت يد الإرهاب الآثمة امس الاول الجمعة الى محافظة ديالى، لتقترف مجزرة أخرى هذه المرة في جامع مصعب بن عمير بمنطقة إمام ويس شمالي المحافظة، راح ضحيتها اكثر من 60 مدنياً بين شهيد وجريح، أعدموا أثناء تأديتهم الصلاة في الجامع المذكور.
وتأتي الجريمة المروعة الجديدة، في وقت تخوض فيه قواتنا المسلحة الاتحادية وقوات البيشمركة معارك باسلة لاستعادة السيطرة على الأراضي العراقية، التي استولى عليها تنظيم "داعش" الإرهابي وحلفاؤه.
لقد استغل الإرهابيون الفراغ الأمني الحاصل في مناطق شمال بغداد وغربها، ليقوموا بجرائمهم النكراء التي لا تقل بشاعة عن جرائم القتل وسبي النساء والأطفال، وتهجير العوائل العراقية من مدنها، وبالخصوص ما جرى ويجري في محافظة نينوى الحبيبة.
ولا تخفى على احد طبيعة النوايا الخبيثة لمرتكبي مجزرة جامع مصعب بن عمير، الذين يسعون إلى إثارة وتأجيج المشاعر الطائفية ودفع البلاد إلى حالة الاقتتال الطائفي والأثني، في وقت يحتاج فيه العراقيون أمسّ الحاجة، إلى مشاعر التضامن والتكاتف والتآخي لطرد سرطان "داعش" خارج الجسد العراقي.
ولطالما أكدنا، ونعيد التأكيد أن الحلول المعتمدة في مواجهة الإرهاب الذي استفحل مؤخراً، يجب أن لا تقتصر على الوسائل الأمنية وحدها، بل لا بد أن تنطلق من استراتيجية متكاملة، ورؤية دقيقة، تستوعب الإبعاد السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية للأزمة الراهنة.
ومثل هذه المعالجة لا يمكن أن تتحقق دون إشراك جميع القوى الحريصة على مصير العملية السياسية، وعلى مشروع العراق الديمقراطي الاتحادي الموحد، وعلى انجاز مهمة تشكيل حكومة وحدة وطنية واسعة التمثيل، ذات برنامج عمل قادر على مواجهة الأزمة والتحديات.
إننا إذ ندين المجزرة التي ارتكبها الإرهابيون المتوحشون في جامع مصعب بن عمير، نطالب في الوقت عينه الجهات المعنية بفتح تحقيق نزيه فيها، تعرض نتائجه أمام الرأي العام، وبملاحقة المرتكبين وإنزال اشد العقوبات بهم.
كما نتوجه بأحر التعازي وبمشاعر التضامن لذوي الشهداء وبالتمنيات بالشفاء العاجل للجرحى والمصابين.