وثائق وبيانات

كلمة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي بمناسبة يوم الشهيد الشيوعي

الاخوات والرفيقات العزيزات
الاخوة والرفاق الاعزاء
الحضور الكريم
الضيوف الاعزاء
تطل علينا مع شهر شباط من كل عام طيوف الهداة الضخام،وتتهادى الينا مواكب طويلة مهيبة لقوافل متواصلة من سُمار الاذى والظلام الرهيب،ممن خضبوا بدمهم ثرى الوطن الحبيب، وطرزوا بالشموخ والكبرياء الصفحات الانصع من تاريخه المجيد .. مع استذكار شباط الاول عام ١٩٤٩ حين اعتلى مؤسس وقائد حزبنا الشيوعي فهد ورفيقيه حازم وصارم اعواد المشانق متحدين الموت غير هيابين، و استذكار شباط الثاني عام ١٩٦٣؛ يوم اغتصب قطاع الطرق البعثيون و حلفاؤهم الرجعيون ثورة الرابع عشر من تموز الوطنية الديمقراطية، واغتالوا خيرة رجالها الاحرار،ومعهم اغتالوا حماة الديار، ولاة النضالقادة الحزب الشيوعي الشجعان سلام عادل وجمال الحيدري والعبلي والمئات من رفاقهم الميامين، وفتحوا ابواب الوطن امام قطعان حرسهم القومي الوحشية لتستبيح العراق، وترتكب جرائمها البشعة بحق عشرات الالاف من خيرة وانبل بناته وابنائه؛ من شيوعيين وديمقراطيين ووطنيين احرار..ومع استذكار جريمتي شباط، يستعيد الشيوعيون ذكرى رفاقهم شراة الردى بالخلود، الذين سقطوا في حقبة حكم البعث العفلقي- الصدامي بعد انقلابهم الثاني عام ١٩٦٨. ومع هؤلاء واولئك تستعيد كل قرية ومدينة من عراقنا الحبيب؛ ?ن اعلى قمم ووديان كردستان حتى ابعد قرية في اقاصي الجنوب، ومن شرق البلاد الى غربها، تستعيد ذكرى الوان الطيف العراقي الاصيل من ابنائها وبناتها من اعضاء حزبنا الشيوعي ومحبيه ومناصريه، الذين واجهوا اقسى الظروف والمحن على ايدي الانظمة الرجعية والدكتاتورية التي تعاقبت على حكم البلاد على مدى اكثر من ثمانية عقود، تستعيد ملاحم من تحدى منهم سوط الجلادين في غياهب السجون والمعتقلات، و من امتشق السلاح لمواجهة الدكتاتورية في حركة انصارية باسلة دخلت انصع الصفحات وارحب الافاق في تاريخ الحزب والشعب.
في شباط من كل عام نستذكر السيرة العطرة لاولئك الذين افتدوا بارواحهم الغالية ودمائهم الزكية الطاهرة تربة الوطن المقدسة وقضية الشعب العادلة، قضية فقراء العراق وكادحيه من العمال والفلاحين والكسبة وعموم ذوي الدخل المحدود، قضية الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية و الوطن الحر والشعب السعيد.
واليوم الرابع عشر من شباط ما احوجنا جميعا لاستحضار الدروس كي نستمد العزم والهمة الثورية من هذا السفر النضالي المجيد لشهداء الحزب الشيوعي العراقي ولكل شهداءالحركة الوطنية، الذين سقطوا دفاعا عن تربة وطنهم وقضاياه العادلة المشروعة، وفي الدفاع عن حريته واستقلاله وحقوق ابنائه....
الاخوات والاخوة
الرفيقات والرفاق
ما تزال بلادنا تئن تحت ثقل ازمات عدة تبدو لثقلها وكانها عصية على الحل، رغم التغييرات في مراكز المسؤولية بالدولة، وفي توجهات الحكومة وسياساتها، بعد تشكيل الحكومة في الصيف الماضي. وعدا التركة الثقيلة الموروثة من الحكومة السابقة، مايزال الصراع والتنافس بين الكتل الحاكمة وداخل اطراف الكتلة السياسية الواحدة متواصلا، فيما تتزايد العراقيل والمطبات امام مسار الحكومة الحالية..
يجري هذا في وقت تواجه فيه البلاد تحديات جمة يقف في مقدمتها تحديين كبيرين ؛
- الاول - تحدي امني- سياسي مرتبط بما حصل في العاشر من حزيران الماضي واحتلال داعش لمناطق واسعة من اراضي وطننا، وما ارتبط ويرتبط بهذا الحدث من تطورات وتداعيات.
- والثاني- تحدي اقتصادي معيشي، يتمثل بالازمة المالية التي نعيشها اليوم، والتي ارتبطت بالانخفاض الحاد في اسعار النفط في الاسواق العالمية وفي عوائد الدولة، وبالحاجة الى موازنة عسكرية اضافية لمواجهة عصابات داعش ، الى جانب ارتباطها بالحاجة الى موازنة اضافية لاغاثة اكثر من مليوني لاجيء من الذين اجبروا على ترك مدنهم هربا من جرائم الارهابيين ومن المعارك المندلعة او المتوقعة هناك . وعلينا الا ننسى ان هذه الازمة ليست بمعزل عن سوء الادارة السياسة و المالية وحالة الفساد المستشرية في مفاصل الدولة والمجتمع.
تحققت خلال الفترة الماضية نجاحات للقوات المسلحة والحشد الشعبي والبيشمركة وابناء العشائر في المناطق الساخنة، كما هو الحال في ديالى وآمرلي وسنجار. وتم صد هجمات التنظيمات الارهابية الوحشية في الانبار وكركوك والضلوعية ومناطق اخرى غيرها.
وهناك مؤشرات متزايدة على تنامي قدرات القوات الامنية والحشد والبيشمركة وعناصر المقاومة في المناطق المحتلة من قبل تنظيمات الدولة الاسلامية (داعش). حيث استطاعت ان تنزل خسائر بها وتحد من قدرتها على الاستيلاء على اراض جديدة. ولكن رغم ما تحقق لا بد من ادراك ان الشوط ما يزال قاس وطويل للانتصار على هذه العصابات والحاق الهزيمة الكاملة بها.
وفي سياق التصدي لداعش تبرز مسألة تسليح العشائر، ودعم المعارضين في المناطق التي يسيطر عليها. وينبغي النظر الى هذه الخطوة باعتبارها ملفا سياسيا بامتياز رغم طابعها العسكري.
لا بد من ان يجري التعامل بطريقة واعية وبما يحفز ابناء المدن المحتلة على القيام بواجبهم ويكونوا في مقدمة المتصدين للمنظمات الارهابية.
ومن الاهمية بمكان التاكيد هنا على ضرورة وضع كافة التشكيلات العسكرية الجديدة تحت اشراف الدولة وقيادتها ،ويمكن للحرس الوطني ان يشكل الاطار الرسمي لاستيعاب كل هذه التشكيلات، الامر الذي سيسهل بكل تأكيد المطالبة بحصر السلاح بيد الدولة. .
الرفيقات والرفاق
الحضور الكريم
تبرز في الظرف الراهن الاهمية الاستثنائية لموضوعة المصالحة الوطنية كاستحقاق هام لخلق الاجواء الايجابية بين القوى الحاكمة وفي داخل المجتمع ذاته، وعلى نجاحها يعتمد الكثير لاعادة هيبة الدولة والاستقرار والشروع بالاعمار، ويتطلب ذلك الاستعداد من جانب الجميع لتقديم تنازلات جدية متبادلة، بعيدا عن المهرجانات والمؤتمرات الاستعراضية. ويمكن تدشين ذلك من خلال الدعوة الي مؤتمر وطني حقيقي يجري التحضير الجدي له وتشارك فيه جميع القوى والاطراف السياسية المشاركة في العملية السياسية و المؤمنة بالدستور وبالتداول السلمي للسلطة و ببناء العراق الديمقراطي الاتحادي.
وفي هذا الشان يرى حزبنا ان اي تغيير في مواد قانون المساءلة والعدالة ينبغي ان يساهم في خلق اجواء ايجابية تكون عامل مساعد في عقد المؤتمر الوطني وتساهم بتذليل العقبات امام تحقيق المصالحة الوطنية المنشودة..
شهدت محافظات عدة خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة تظاهرات واعتصامات عديدة لمنتسبي شركات التمويل الذاتي في وزارة الصناعة احتجاجا على الاجراء التعسفي والمجحف من جانب الحكومة بقطع رواتبهم، كما هو الحال في بغداد والحلة والكوت والبصرة والديوانية. ويوما بعد اخر تتسع دائرة هذا الحراك واعداد المشاركين فيه، و تتعمق المطالب التي يرفعها المحتجون، الامر الذي يتطلب تعبئة منظمتنا لدعم ومساندة هذه الاحتجاجات والمشاركة فيها حتى تحقيق المطالب المشروعة لاصحابها.
اننا في هذه المناسبة نجدد ايضا دعمنا واسنادنا لنضالات الشعوب العربية وشعوب العالم كافة من اجل الحرية والديمقراطية والسلام والعدالة، ونحيي نضال الشعب الفلسطيني وشهداءه البررة.
المجد والخلود لشهداء الحزب الشيوعي العراقي ولشهداء الشعب والحركة الوطنية.
عاش الحزب الشيوعي العراقي
والسلام عليكم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* كلمة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي القاها الرفيق الدكتور حسان عاكف، عضو المكتب السياسي للحزب.