من الحزب

نداء من سكرتير الحزب الشيوعي العراقي في مناسبة انتخابات 30 نيسان 2014

يا بنات وأبناء شعبنا الكرام، أيتها الأخوات العزيزات، أيها الإخوة الأعزاء
يا جميع الأصدقاء

لكم مني أجمل التحيات وأطيب الأمنيات، ونحن نعيش أياما غير عادية، حساسة وحرجة، في عشية موعد الاستحقاق الدستوري لاختيار من يمثل الشعب في مجلس النواب المقبل، حيث يتصاعد التوتر الاجتماعي، مقترنا باحتقان في الاوضاع العامة، واشتداد في وطأة الازمات التي شملت كل جوانب حياتنا، وتدهور ملحوظ في الملف الامني، وتفاقم في النشاط الإرهابي، وما ينتج من خراب بشري ومادي، وما يسبب من مآسٍ.. وما يفتحه ذلك كله من احتمالات خطرة ومؤذية لشعبنا ووطننا.
أيها الأحبّةُ
إننا في لحظة امتحان، ونحن نواجه فرصة تاريخية لوضع مسار البلد على السكة الصحيحة، وللخلاص من التركة الثقيلة التي أنتجتها عقود الاستبداد والاحتلال والحروب والحصار، والفساد والمفسدين، والإرهاب وعصابات الجريمة المنظمة والمافيات، والتدخل الأجنبي في شؤوننا الداخلية وتخريب وحدتنا الوطنية، والإدارة السيئة المبنية على نهج المحاصصة الطائفية الإثنية.
إنها مناسبة انتخاب مجلس النواب العراقي في آخر هذا الشهر. وأظنكم توافقونني على اهمية مجلس النواب في نظامنا السياسي- الدستوري. وكلكم على بينة من دوره التشريعي والرقابي، وفي انتخاب رئيس الجمهورية، وتسمية رئيس الوزراء والموافقة على تكليفه والمصادقة على تشكيل الوزارة، وما يعنيه ذلك كله من تأثير ومدلولات في تقرير مصائر البلد، ورسم ملامح حاضره وآفاق مستقبله السياسي والاقتصادي - الاجتماعي والثقافي، وفي صياغة توجهات النظام السياسي وعلاقاته الداخلية والخارجية.
أعزائي
اليوم، والجميع يروم التغيير والانتقال ببلدنا الى الافضل، ليكون وطنا يرفل بالاستقرار والأمن والحرية والديمقراطية، بالعيش اللائق والكريم، بالتقدم والعدالة الاجتماعية، وبتحقيق معاني الاستقلال الناجز، والتخلص من الفوضى، وتعزيز سيادة القانون ودولة المؤسسات، والتعويض عن سنوات القهر والحرمان، وفتح الطريق واسعا لبناء دولة المواطنة، التي هي البديل الشرعي الدستوري عن دولة المحاصصة الطائفية، القادر على استثمار طاقات العراق البشرية وثرواته الغزيرة، لصالح أبنائه وسعادتهم وتطورهم الثقافي، بعيدا عن النهب والإثراء غير المشروع والفساد، وبما يعزز تنوع اقتصاد البلاد وتوسع إمكانياته الانتاجية (الصناعية والزراعية والخدمية)، وفي النهاية على نقل العراق الى مصاف الدول المتقدمة.
من اجل ذلك كله لا بد من المشاركة الواسعة الفعالة في العملية الانتخابية، كي نمارس حقنا في رسم مستقبلنا وبنائه، ولنضمن نزاهة واستقامة الانتخابات، ونحقق المؤمل منها والمرتجى.
فلنترك السلبية والتردد والانتظار، فمن لا يساهم بفاعلية في تقرير مصيره ومصير شعبه، لا ينال التغيير، ولا يدرأ الفساد، ولا يبني الافضل.
ولكي نحقق ما نبتغيه فعلا، ونتجاوز مشاعر الاحباط والخيبة وفقدان الثقة، التي كرستها سنوات نكث الوعود، ونقض المواثيق والعهود، وعدم تنفيذ البرامج، وابقاء البلد في دوامة الفوضى والتخلف.. لا بد ان نتأكد من صدقية ما يقال وينشر وما يعلن من برامج، عبر فحص من سيتولون تطبيقها، والتعرف على صفاتهم وسماتهم، وتاريخهم وكفاءاتهم، وما أظهرته التجربة العملية للسنوات الماضية .
الأصدقاء الأعزاء
لقد طرح التحالف المدني الديمقراطي (232) برنامجا وطنيا وإنسانيا واسعا، واقعيا، يعبر بعلمية وموضوعية وصدق، وبخبرة وتجربة عميقتين، ومعرفة دقيقة، عن مصالح أكثرية ابناء شعبنا، وطموحهم الى بناء عراق جديد لكل العراقيين. وان الوطن وقضية اعادة بنائه، لفي امس الحاجة الى برنامج كهذا، وتوجه سليم كالذي ينطوي عليه.
ولقد قدم لنا هذا التحالف قائمة مرشحين قادرين، بعزيمتهم وقوة إرادتهم، وبحسن نيتهم وحسن أدائهم، ومراقبة من يدعمونهم، ان يقرنوا القول بالفعل، وينفذوا تعهداتهم. ودليله على ذلك:
- التاريخ النضالي لمرشحيه في مقارعة نظم الاستبداد والدكتاتورية، والعمل من اجل الديمقراطية.
- الكفاءة الفكرية الثقافية والسياسية التي تميزهم، والمتمثلة في مساهماتهم الواضحة في حياة البلد العامة، وأهليتهم عند تولي المسؤولية.
- قدرتهم المجربة على الانجاز والمواظبة، وتكريس الجهد والوقت لخدمة الشعب وأداء المهام.
- ما يتسمون به من نزاهة ونظافة يد، وعدم تهاون مع سرقة المال العام ونهب ثروات الشعب، ومع الفساد والمفسدين.
لهذه الأسباب مجتمعة ادعوكم أخواتي وإخوتي، لانتخاب قائمة التحالف المدني الديمقراطي (232). ولنعمل سوية على ان يحتل هذا التحالف موقعه اللائق في المؤسسة التشريعية القادمة، ويعبر عن مصالح شعبنا وتطلعاته اصدق تعبير.
الى اللقاء عند صناديق الاقتراع يوم 30 نيسان الجاري.
وشكرا لكم

حميد مجيد موسى
سكرتير اللجنة المركزية
للحزب الشيوعي العراقي
19-4-2014