من الحزب

صبحي الجميلي : ما حصل نتاج المنهج الخاطيء المعتمد في ادارة البلاد

 لندن / معن كدوم

استمرار لفعاليات منظمة الحزب الشيوعي العراقي في بريطانيا بالذكرى الثمانين لتاسيس الحزب، وبمناسبة الذكرى السادسة و الخمسين لثورة 14 تموز، استضافت منظمة الحزب في بريطانيا الرفيق الدكتور صبحي الجميلي عضو المكتب السياسي للحزب في ندوة حوارية عن تطورات الوضع السياسي والمستجدات التي تعصف بالعراق ، وذلك يوم الاحد المصادف 20 /7 /2014 في لندن.
في بداية الندوة رحب الرفيق د . رضوان الوكيل سكرتير المنظمة بالرفيق الجميلي والحضور متحدثا عن ثورة 14 تموز ، مشيرا الى انها كانت المُعبِّر الحقيقي عن إرادة شعبنا في الخلاص من الحكم الملكي الرجعي و بداية لعهد جديد يرفل فيه شعبنا لأول مرة بالحرية بعد سنوات عديدة من القهر والسجون والمنافي والأعدامات التي طالت نخبة من خيرة أبناء شعبنا .
وقال ان الثورة حققت العديد من المنجزات التي جسدت أهدافها الوطنية ، الأجتماعية والأقتصادية . ولكن القوى الرجعية والمعادية للشعب ، مدعومة من الدوائر الأستعمارية ، لم تكف عن التآمر على هذه الثورة التي كانت رمزا لحرية الشعب والوطن ، حتى جرى وأدها على أيدي أنقلابيي الثامن من شباط 63 الأسود .
وفي كلمته ادان الوكيل الهجمة الارهابية التي طالت شعبنا وطننا من قبل داعش والمؤيدين لها ودعاالى تضافر كل الجهود الوطنية والشعبية لدحر الارهاب ، بأعتبارها تمثل الخطر الأكبر والعدو الرئيسي لكافة أبناء شعبنا، ومؤكدا ضرورة التصدي بحزم للنعرات الطائفية والشوفينية وكل ما يهدد الوحدة الوطنية .
ثم اعطى الحديث للرفيق صبحي الجميلي الذي بدوره شكر المنظمة الحزبية والضيوف على هذه المبادرة وبدا حديثه مذكرا باهمية ثورة 14 تموز والدروس المستخلصة منها وارتباطاتها بالوضع المستجد في العراق وقال : ان ثورة 14 تموز حدث تأريخي عظيم غير معالم العراق الحديث ، وانه رغم انتكاسة الثورة الا ان دروسها غنية ومنها ان الانتصار لايمكن ان يتحقق دون الدعم الجماهيري ، والذي كان العامل الحاسم في انتصار الثورة ، والدرس الثاني هو التلاحم بين الجيش والشعب .
وقال الجميلي ان اعداء الثورة الذين تآمروا عليها قد استفادوا من الخلافات السياسية التي كانت بين الاحزاب وهذا ما يتكرر الان حيث وظفت القوى المعادية وعلى رأسها داعش الخلافات السياسية وكذلك السياسات الخاطئة للاحزاب المتنفذة التي ولدت الكثير من المأسي والصعوبات ، وجرى توظيف ذلك وغيره من العوامل في استباحة الموصل ومدن اخرى في بلدنا يوم 10 حزيران الماضي الذي يعتبر يوما فارقا في تاريخ العراق الحديث .
تطرق الرفيق الجميلي الى المسببات والعوامل التي ادت الى دخول داعش الى الموصل حزيران واحتلالها العديد من المدن العراقية وقال : اول هذه العوامل هو ما يتجسد في المشهد السياسي العام في البلد والذي وصفناه في الحزب الشيوعي العراقي بأنه مشهد مأزوم ويعيش حالة استعصاء نتيجة للاداء غير السليم للكتل السياسية المتنفذة والتي سارت على نهج الطائفية و المحاصصة السياسية والذي حذرنا منه كثيرا وقد اتفقت معنا العديد من القوى على ان العراق سيواجه المزيد من الازمات ان تواصل ذات النهج والاداء .واشار المتحدث الى اهداف ومرامي مواصلة التاجيج الطائفي وتوظيف ذلك من اجل البقاء في السلطة ،وهذا بدوره اثرسلبا على الوحدة الوطنيةواضعف النسيج الاجتماعي . وقد زاد الوضع تعقيدا انفلات المليشيات وما تقوم به خارج القانون وسلطة الدولة . وخلص الجميلي الى ان استمرار النهج والاداء الحاليين هو ما اوصلنا الى ما نحن عليه ، بل وربما سيؤي الى الاسوء ان تواصل .
واشار الى حالة القطيعة والمشاكل العالقة بين المركز والاقليم والذي حال دون التنسيق المطلوب بين الطرفين للتصدي لداعش وحلفائها . كما توقف عند التلكؤ والتاخر في تنفيذ بعض المطاليب المشروعة للجماهير التي خرجت في التظاهرات والاعتصامات رغم تحذيرنا ومطالبتنا بضرورة تنفيذ ماهو دستوري كي لا تصل الناس الى حالة الياس والجزع من امكانية تحقيق مطالبها بالطرق السلمية والشرعية .
وقال الجميلي ان ما حصل ليس بعيدا عن التدخل الاقليمي والدولي ونتائج ما يحصل في سوريا وانعكاسها سلبا على اوضاعنا الداخلية.وشرح بالتفصيل مواقف مختلف الدول التي تنطلق مما تسميه بامنها القومي ، ومن مصالحها .
وبالتفصيل جرى الحديث عن الجيش وتركيبته وتاثره بالمحاصصة ، مما اضعف بنائه السليم وعدم ترسخ العقيدة الوطنية لمنتسبيه . وكذلك ضعف التدريب والتجهيز والجهد الاستحباري ، مؤكدا على اهميةاعادة بناء الجيش على وفق معايير الوطنية والكفاءة والنزاهة .
بعدها تناول الرفيق صبحي وجهة نظر الحزب تجاه سير العملية السياسية ومفهوها واكد على انها العملية التي بدأت منذ سقوط الصنم في 2003 والهدف المرجو منها هو الخلاص من الدكتاتورية والاحتلال وفتح الافاق على تحقيق المشروع الوطني واقامة الدولة المدنية الديمقراطية التي نرى انها الحل لما يواجه العراق من صعوبات ومشاكل .
وانتقد الجميلي اعمال مؤتمر عمان الاخير الذي وضع هدفا له اسقاط العملية السياسية الجارية في بلدنا وارجاع العراق الى عهود الظلم والاستبداد والدكتاتورية ، واضاف نحن مع اصلاح العملية السياسية وصولا الى التغيير الشامل المنشود والذي نادينا به ونعمل من اجل تحقيقه ، وليس التغيير بالمفهوم الضيق الذي تبشر به بعض القوى .
وادان المتحدث جرائم داعش وما تقوم به من اعمال تتنافى مع ابسط حقوق الانسان وقيمه ، وخاصة ما حصل مؤخرا من تهجير العوائل المسيحية واجبارها على ترك مدينتهم الموصل بظروف لا انسانية تعكس همجية القائمين بها .
وتطرق الرفيق الجميلي الى الحلول والمقاربات للخروج من الازمة التي تلف الوطن ، مؤكدا على دور الجماهير في تغير موازين القوى والضغط على السياسيين واجبارهم على تغيير مواقفهم ونمط تفكيرهم ، واعتماد الحل الوطني المستند الى المواطنة وبعيدا عن نهج المحاصصة الطائفية والاثنية ، مولد الازمات .
كما اكد على الحاجة الماسة الى حكومة وحدة وطنية ، و بوجوه جديدة قادرة على تقديم الافضل وتتوجه لتنفيذ ارادة الشعب نحو التغيير الذي طالب به .
واخيرا جرى الحديث عن الحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي وحق تقرير المصير وظروف تحقيقه ، وعن معايير وشروط تشكيل الاقاليم ، واعتبر الجميلي ان المادة 140 رسمت خارطة طريق لحل مشاكل المناطق المتنازع عليها ، ولا بد من تنفيذها .
وفي نهاية الندوة تفاعل الحضور من خلال بعض المداخلات القصيرة و الاسئلة التي تمت الاجابة عليها وتبيان مواقف الحزب مما يجري في وطننا وعمله الدائب من اجل عراق ديمقراطي اتحادي ، آمن ومستقر .