من الحزب

في ندوة جماهيرية بمدينة الكوت : اللبان: اختزال الكارثة الوطنية والمأساة الإنسانية بالتدخل الخارجي وحده خطيئة

واسط - طريق الشعب
على حدائق نقابة المهندسين في الكوت، اقامت محلية واسط للحزب الشيوعي العراقي عصر الجمعة الماضية ندوة جماهيرية، ضيفت فيها الرفيق محمد جاسم اللبان، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، الذي تحدث عما يمر به بلدنا العزيز من مشاكل وتحديات خطيرة على الصعيدين الأمني والعسكري، وعلى جميع الصعد ورؤية الحزب للاسباب الحقيقية الكامنة وراء الأزمة الخانقة لنظام الحكم، وكيفية الخروج منها.
في البدء جرى التأكيد على ان السبب الرئيس لكل ما يعانيه شعبنا في الوقت الحاضر هو سرطان المحاصصة الطائفية- الأثنية التي بني عليها النظام السياسي الاجتماعي وما افرزه هذا النظام من صراع على السلطة والنفوذ والمال، وبالتالي أنتج لنا دولة فاشلة في كل المقاييس، وشللاً شبه كامل في عمل مؤسسات الدولة ودوائرها الرسمية. وقد استفاد الارهابيون وكل اعداء العراق والديمقراطية من هذا النهج المعادي لمصالح الشعب، ولا سيما جماهيره الكادحة، وادى في المطاف الأخير الى الأنهيار الأمني وسقوط الموصل والمحافظات والمدن العراقية الأخر? بيد عصابات "داعش" وحلفائها من بقايا البعث والمنظمات الارهابية.
وأضاف الرفيق اللبان قائلاً: "نعم هناك تدخل خارجي واسع جدا، ولكن اختزال هذه الكارثة الوطنية والمأساة الانسانية بالتدخل الخارجي فقط هو الخطيئة بعينها."
ان الانشغال بالصراعات العبثية الانانية وسياسة التهميش والإقصاء وعدم تقديم اي شيء يعتد به سواء في الملف الأمني، ام الخدمات، ومكافحة الفساد المالي والاداري، ومكافحة الفقر والبطالة، وتقديس الحكام لمبدأ المحاصصة المقيت هي العوامل الاساسية للتدهور المريع الذي نعيشه الان.
ان حزبنا الشيوعي ومعه كل القوى الوطنية والديمقراطية، قدمت الكثير من المبادرات والاقتراحات العملية، وآخرها المذكرة التي قدمت الى رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي للخروج من هذه الأزمة المركبة، عن طريق عقد المؤتمر الوطني الجامع لكل القوى السياسية والاجتماعية المؤمنة بالعملية السياسية والديمقراطية، والاتفاق على برنامج عمل موحد يعالج كل المشكلات القائمة الان، ويعيد النظر جذرياً بالعملية السياسية، وتشكيل حكومة وحدة وطنية جامعة، لها برنامج واضح تحدد فيه الاولويات وبسقوف زمنية معلومة.
وفي الختام تحدث الرفيق اللبان عن تطلع الجميع الى التزام الدكتور العبادي بما وعد الناس به، ورفضه ان يكون ضمن وزارته القادمة اي من الفاشلين والفاسدين، وكل الذين ساهموا بايصال العراق الى هذا الحضيض.
كما تمت الأجابة عن كل الأسئلة والاستفسارات والمداخلات التي طرحت في نهاية الندوة.