من الحزب

الشيوعي الكوردستاني: مسيرتنا معمّدة بالنضال والتضحيات


اصدر المكتب السياسي للحزب الشيوعي الكردستاني بيانا في مناسبة حلول الذكرى 82 لتأسيس الحزب ، وجاء فيه :
في الحادي والثلاثين من آذار في كل عام يحتفل الشيوعيون الكوردستانيون والعراقيون، سوية بذكرى تأسيس الحزب الشيوعي الكوردستاني والحزب الشيوعي العراقي، متطلعين الى المستقبل و مستذكرين مسيرة أكثر من ثمانين عاما من تاريخ الحركة السياسية وتطوراتها في كوردستان وعموم العراق.. مسيرة تم تعميدها بنضالات و تضحيات حزب الشيوعيين، ومعهم أوساط واسعة من أصدقائهم وانصارهم ومناضلي الحركة الوطنية الديمقراطية العراقية والحركة التحررية لشعبنا الكوردستاني.
وقال البيان : لقد ولد الحزب الشيوعي العراقي في ٣١ آذار عام ١٩٣٤، تعبيرا عن الضرورة الموضوعية لوجود تنظيم طليعي للطبقة العاملة والكادحين يسترشد بالماركسية، لخوض النضال الوطني والطبقي. ويجدد الحزب الشيوعي العراقي والكوردستاني مشروعيتهما النضالية في ضرورة استمرار تواجد التنظيم الطليعي للطبقة العاملة والكادحين سواء في كوردستان أو عموم العراق، وتجسيد ذلك في استرشادهما بالماركسية لدراسة واقع المجتمع والمعبر عنه في البرنامج السياسي للحزبين، ونضالهما المشترك ومواقفهما اليومية في الوقوف الى جانب حاجات الجماهير ومطالبها الأساسية.
وعن مواقف الحزب من القضية القومية للشعب الكردي ، فقد اوضح البيان بان الحزب الشيوعي العراقي ومؤسسه الخالد فهد قد استوعبا طبيعة الوضع في كوردستان والخلفية التاريخية للمسألة القومية، ولذا تصدر صحيفته المركزية كفاح الشعب عام ١٩٣٥ شعار استقلال كوردستان، وطرح الحزب خلال المسيرة النضالية الطويلة برامج واقعية ملموسة تتناسب مع تطور القضية الكوردستانية وتضحيات الشعب الكوردستاني. وانعكس هذا الفهم على خصوصية الجانب التنظيمي لتنظيم الشيوعيين الكوردستانيين مما عمق مسيرة كفاح الشيوعيين الكوردستانيين ونضالاتهم حيث المساهمات النضالية الأولى في مدرسة الكفاح الثوري، ومواكب الشهداء، من أجل وطن حر وشعب سعيد ، وتطور ذلك في اعلان الحزب الشيوعي الكوردستاني في الثلاثين من حزيران عام 1993، وتمسك الشيوعيون الكوردستانيون باعتبار ٣١ آذار يوم تأسيس الحزب الشيوعي الكوردستاني أيضا وذلك تعبيرا عن التشارك في التاريخ النضالي والتضحيات والشهداء الحالمين بالمساواتية والعدالة الاجتماعية والتغيير.
ان التاريخ المشترك للشيوعيين الكوردستانييين والشيوعيين العراقيين هو تاريخ الصمود والمقاومة في سجون الديكتاتوريات التي حكمت العراق، وهو تاريخ النضال الوطني من أجل التحرر والديمقراطية، تاريخ وثبة كانون وانتفاضة ال زيرج وتظاهرات العمال، وهو تاريخ انتفاضات فلاحي دزه يي ووارماوا واضراب كاور باغي ولجان الدفاع عن ثورة تموز 1958 ومعارك وبطولات البيشمركة في كركوك وكرميان والسليمانية، ودشت اربيل والموصل وفي دهوك ومآثر الشيوعيين في الانتفاضة، وهو تاريخ سيتواصل من خلال اصرار الحزبين على الدفاع عن شغيلة اليد والفكر في كوردستان وعموم العراق ومن أجل المصالح الوطنية الكوردستانية والعراقية، وبما يحقق مبادئ الحكم الرشيد والتنمية ويفتح آفاقا واسعة للاشتراكية.
واعلن الحزب في بيانه عن دعمه واسناده نضال الحزب الشيوعي العراقي وسائر قوى التيار الديمقراطي المدني، وعبر عن تضامنه مع التحركات الجماهيرية في بغداد والمدن الاخرى، ودعا الى حل الاشكاليات بين اقليم كوردستان والحكومة العراقية من خلال الحوار وبما يضمن التعايش السلمي المشترك والامن والاستقرار والقضاء على الارهاب.
وعلى الصعيد الكوردستاني يرى الحزب بان التناقضات والصراعات المرافقة له على الصعيد الكوردستاني حول الاستحقاقات السياسية المصيرية وما يتعلق بالعملية السياسية في كوردستان، تهمين عليها حتى الآن عقلية تعامل الاطراف السياسية الكوردستانية من منطلق الكسب الحزبي البحت على حساب المصلحة العامة، والسعي الى احتكار القرار من قبل القوى التي تعتبر نفسها اللاعب الأكبر، اضافة الى شخصنة المواضيع، واللجوء احيانا الى المزايدة السياسية واحياء الشعبوية في الخطاب السياسي، واستخدام الاعلام في المزايدة السياسية في وقت يعاني المواطن الكوردستاني من تفاقم الأزمات فيما يخص ضمان الراتب ومستلزمات الحياة اليومية في مجال الكهرباء وتوفير الخدمات اضافة الى الغلاء في الاسواق، اضافة الى ظاهرة الهجرة الى الخارج .ان القضية الوطنية الكوردستانية وآفاقها الواعدة يقتضيان المزيد من التكاتف والتوافق والتاكيد على المشتركات في هذه المرحلة الانتقالية الحساسة التي تشهد بناء المؤسسات، اضافة الى العمل من أجل توفير وضمان الحاجات اليومية للجماهير.ومن هذا المنطلق يؤكد حزبنا الشيوعي الكوردستاني على مشروعه المعلن منذ حزيران العام الماضي لحل أزمة في الاقليم .
ومضى البيان قائلا : ان احتفالنا بالذكرى الثانية والثمانين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكوردستاني اشارة واضحة الى العمق والامتداد الطبيعي للحزبين والاستمرارية في النضال من أجل مجتمع العدالة والديمقراطية والاشتراكية، مع التأكيد على ان الحزبين يجسدان التوجه الحقيقي نحو الديمقراطية واليسار ويشكلان نواة لتجمع القوى المدنية والعلمانية في كوردستان و عموم العراق.