من الحزب

حسان عاكف: الحراك الجماهيري متواصل وأصبح حقيقة ثابتة

مجيد ابراهيم
شهدت مدينة لاهاي مساء 27 آب الجاري، امسية حوارية مع الدكتور حسان عاكف عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي ونائب رئيس المجلس العراقي للسلم والتضامن، حول اخر التطورات السياسية في الوطن، وذلك بدعوة من منظمة الحزب الشيوعي العراقي وبالتنسيق مع تنسيقية التيار الديمقراطي العراقي في هولندا، وبحضور طيف عراقي متنوع.
وفي بداية الأمسية؛ رحب مدير الجلسة مجيد ابراهيم بالحضور الكريم، بضمنهم الاستاذ سعد نعمة مكطوف (القنصل العام في السفارة العراقية كذلك بالأخوة الدكتور حيدر مسؤول اللجنة القانونية والاستاذ تحرير، العاملين في السفارة). وبعد ان وقف الحضور دقيقة صمت حدادا على ارواح شهداء شعبنا، استعرض الدكتور حسان وحلل المستجدات السياسية الاخيرة في البلاد.
وناقش الرفيق عاكف ستة محاور تضمنت؛ تطورات الحرب ضد داعش والعمليات الجارية لتحرير الموصل، تفاقم الازمة العامة في البلد والصراعات بين الكتل الحاكمة وداخل كل كتلة، الاستجوابات الاخيرة لوزيري الدفاع والمالية وتداعيات استجواب وزير الدفاع، الحراك الجماهيري، الدعوة إلى الانتخابات المبكرة، الاجراءات السياسية على طريق المصالحة المجتمعية و الوطنية والقوانين الثلاثة ذات العلاقة (قانون العفو العام، قانون المساءلة والعدالة، قانون حظر حزب البعث).
وفي معرض الحديث عن تطورات الحرب على داعش قيم الدكتور عاكف ايجابيا الانتصارات التي تحققت خلال السنة الاخيرة في مناطق عدة من البلاد، واشار الى مختلف جوانب تداعيات وتعقيدات تحرير نينوى والخلافات القائمة حول من هي القوى العسكرية التي يمكن لها ان تشارك في عملية التحرير، والوضع الاداري لمحافظة نينوى بعد التحرير.
ثم اوضح الدكتور عاكف طبيعة الصراع والتنافس بين الكتل السياسية المختلفة، كذلك داخل كل كتلة على حدة، مشيرا الى ان الخلافات الموجودة بين تنظيمات الكتلة الواحدة تكاد تضاهي تلك المناكفات الموجودة بين الكتل ذاتها ان لم تكن تفوقها احيانا.
ورأى د. عاكف ان قضية استجواب وزير الدفاع لم تكن تخلو من استهدافات وتسقيطات سياسية ولتصفية حسابات وخصومات قديمة وجديدة. ورغم ان اغلب حديث وزير الدفاع عن الفساد والمفسدين ليس بالجديد، ولكنه القى حجرا في مياه راكدة واشار الى اسماء لها مسؤولياتها، مما احدث هزة واضحة ستبقى ارتجاجاتها وتداعيات اقالته قائمة ومستمرة.
واشار عاكف إلى أن الحراك الجماهيري متواصل وقد اصبح حقيقة ثابتة لا يمكن نكرانها.وبين الدكتور عاكف ان التنسيق الميداني (في ساحات التظاهر) في الحراك الشعبي ضروري ومطلوب، لكنه لا يعني التحالف السياسي او التماهي مع الاخرين، وحول ما يطرح من الدعوة الى انتخابات مبكرة، اوضح د.عاكف ان الواقع الموضوعي لا يساعد على اجراء انتخابات مبكرة، لن تخرج بنتائج مختلفة عن البرلمان الحالي، طالما بقي قانون الانتخابات ومفوضية الانتخابات على حالهما، عدا الحاجة الماسة لتفعيل قانون الاحزاب والكف عن المماطلة في تنفيذه خدمة للاحزاب الحاكمة تجنبا لمساءلتها عن مصادر تمويلها والتشكيلات العسكرية المرتبطة بها.
وختم الدكتور عاكف محاضرته بالتعقيب على نصوص من القوانين ذات العلاقة بالإجراءات السياسية على طريق المصالحة.
وعكست الملاحظات والاسئلة التي طرحت بعد ذلك هموم العراقيين في المنفى ومعايشتهم محنة شعبهم، خصوصا في ما يتعلق بالحراك الشعبي والآمال المعلقة عليه، وقد اكد الدكتور عاكف، ان الحزب مع مواصلة كل اشكال التعبئة لخلق حركة شعبية ضاغطة تعيد توازن القوى بين الشعب والقوى الحاكمة، والعمل الدائب بكل الوسائل لتحويل هذه الحركة الشعبية الى اداة اساسية للاصلاح والتغيير المنشودين.
وكما كان للهم السياسي حضوره فقد كان للشعر حضوره ايضا في الامسية الحوارية، حيث تألق سحر الكلمة بقصائد عذبة جميلة، تغنت بحب الوطن، القاها الشاعر حيدر عبد الخضر ولاقت استحسانا واعجابا من الحاضرين، سبقها بمقدمة قصيرة عن المشهد الثقافي في الوطن.