من الحزب

تكريم الرفيق باتريك ريبو الصديق الوفي لشعبنا العراقي

شهدت خيمة "طريق الشعب" في مهرجان "لومانيتيه" حفل تكريم للشخصية الشيوعية الفرنسية، صديق الشعب العراقي الرفيق باتريك ريبو.
والرفيق ريبو صحافي واستاذ جامعي، يتولى رئاسة تحرير دورية "اوراق فكرية". انجز بحوثاً عن الاهوار العراقية وأهلها، واشتهر بتضامنه الدائم مع شعبنا العراقي.
في حفل التكريم تصدرت صورته منصة الخيمة، التي احاط بها حشد المحتفلين، وهم يستمعون الى رسالة المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الموجهة الى المحتفى به. كما استمعوا الى رسالة خاصة وجهتها اليه في المناسبة الرفيقة بشرى برتو.
وقد عبّر الرفيق ريبو لاحقاً عن امتنانه للحزب الشيوعي العراقي في رسالة وجهها الى مكتبه السياسي.
*********
إلى الرفيق باتريك ريبو
عزيزنا باتريك
الاصدقاء والرفاق الحضور
لأكثر من ثلاثين عاما، خاض الشعب العراقي ، والشيوعيون والديمقراطيون على وجه الخصوص، نضالاً صعباً ضد أكثر نظام دكتاتوري قمعاً عرفته بلادنا منذ تأسيس الدولة العراقية قبل ما يقرب من القرن.
وفي هذه الأوقات الصعبة عندما تعرض المناضلون الشيوعيون والديمقراطيون للاضطهاد والملاحقة من قبل الأجهزة الأمنية للنظام، استشهد الكثيرون منهم، وأنهم، سقطوا شهداء، إما تحت التعذيب، او عن طريق الاعدامات بعد محاكمات سريعة زائفة. وفي نهاية السبعينات من القرن الماضي، اتخذت الحملة القمعية ضد الشيوعيين طابعا شرساً منظما استهدف القضاء على الحزب الشيوعي العراقي كما خطط لذلك النظام البعثي آنذاك، لذلك اضطر آلاف الشيوعيين والديمقراطيين مغادرة العراق ، وحاول بعضهم اللجوء إلى فرنسا..
في هذه المعركة ضد الدكتاتورية، من أجل السلام والديمقراطية وجد الشعب العراقي والشيوعيون العراقيون الحزب الشيوعي الفرنسي الى جانبهم. ولم يقتصر الدعم الأممي للحزب الشيوعي الفرنسي على المواقف السياسية التضامنية مع نضال الشيوعيين وجميع الديمقراطيين المعارضين للنظام الدكتاتوري ، وانما اتخذ التضامن ايضاً اشكالاً ملموسة وفعّالة، وفي جميع هذه الأنشطة والفعاليات التضامنية كان الرفيق (باتريك ريبو) في الموقع الأمامي وكثيرا ما كان يلعب دوراً قياديا فيها.
كان باتريك أحد مؤسسي اللجنة الفرنسية ضد القمع في العراق التي تم انشاؤها في اوائل ثمانينات القرن المنصرم، وكان عملها ينصب على فضح وادانة الجرائم التي يرتكبها نظام صدام وتعريف الرأي العام الفرنسي بنضال الشيوعيين والديمقراطيين العراقيين ضد الدكتاتورية وكسب التضامن مع نضال الشعب العراقي، كما كانت اللجنة تسعى إلى تقديم المساعدة إلى طالبي اللجوء السياسي واطلاق المبادرات من أجل ممارسة الضغط على السلطات العراقية آنذاك لكي تحترم حقوق الأنسان الأساسية في العراق. وكان باتريك يحرر رسائل الاحتجاج الموجهة إلى السفارة العراقية حينئذ ويشارك في وفود الحزب الشيوعي الفرنسي التي كانت تذهب إلى السفارة العراقية لتسليم رسائل الاحتجاج.
لم يغب باتريك عن أي تظاهرة تضامنية مع الشعب العرقي طيلة سنوات الحكم الدكتاتوري، وللرفيق باتريك التزامات ونشاطات نضالية متعددة التي تتطلب منه الكثير من الجهود والزمن، اضافة إلى كونه مدرساً ومحاضرا وباحثا اكاديمياً. ورغم كل ذلك، فانه كان حاضرا على الدوام عند التوجه إليه باي طلب مساعدة إلى طالب لجوء أو إلى عراقي يواجه صعوبات أو للتدخل لدى احدى السلطات او الادارات الفرنسية.
وكان يقول باتريك دائما عن نفسه بأنه " قبعات متعددة"، اي ان يتمتع بأكثر من صفة، وجميعها صفات مشرفة ، ومنها صفتة العلمية والثقافية فهو محرر في مجلات سياسية وعلمية وثقافية. و قد تردد إلى العراق كجغرافي مختص وباحث وكتب عدة اوراق علمية متخصصة بشأن مشكلة المياه في العراق وسوريا وتركيا، ونشرت له مؤخرا مقالة مهمة في المجلة الفكرية الفرنسية "لا بنسييه “La Pensée موضوعها معارف وعلوم الحضارة العربية-الاسلامية.
الرفيق العزيز باتريك
باسم الحزب الشيوعي العراقي، ونيابة عن الشيوعيين والديمقراطيين وغيرهم من أبناء الجالية العراقية في فرنسا ، الذين باتوا يعتبرونك اليوم واحداً منهم لسخاء اعمالك تجاههم لأكثر من ربع قرن. نعبر عن امتناننا وتقديرنا العالي لك، ومن خلالك إلى جميع رفاقنا الشيوعيين الفرنسيين الذين كانوا متضامنين على الدوام مع شعبنا ونضاله من أجل الحرية والديمقراطية والتقدم الاجتماعي.
نتمنى لك موفور الصحة والسعادة والنجاح في حياتك الشخصية والنضالية.
يحيي الشيوعيون العراقيون فيك المناضل الشيوعي والانسان ذا المواصفات المتميزة.
شكرا لك يا باتريك
المكتب السياسي
الحزب الشيوعي العراقي
8 ايلول 2016
***************
الى المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي
الرفاق الأصدقاء الأعزاء
لقد كان لتكريمكم لي اثناء عيد الـ"لومانيتيه" عميق الأثر في نفسي، فشخصي المتواضع لم يكن يستحق مثل هذا الحفل ، في حين أن العديد من رفاقكم ومن الديمقراطيين قد استشهدوا من أجل أن يظل الحزب الشيوعي العراقي نابضاً بالحياة.
ارجو أن تعلموا أنكم ستجدوني على الدوام إلى جانبكم للدفاع عن قضاياكم النبيلة التي تنشد السلام والتقدم الاجتماعي والديمقراطية ومكافحة الفساد، والمساواة في الحقوق بين الرجال والنساء،و تناهض الطائفية، ذلك الوباء في بلدكم الجميل الذي بدأت معرفتي به منذ عام 1960.
أشكر لكم مرة أخرى هذه الالتفاتة التي تتوجه مباشرة إلى قلبي والتي تؤكد صحة وعدالة نضالاتنا المشتركة.
يعيش الحزب الشيوعي العراقي.
مع خالص التحيات الأخوية
باتريك ريبو
12 أيلول 2016
*************
الرفيق العزيز باتريك
علمت بسعادة بالغة بتخصيص رفاقي العراقيين هذا الاحتفال لتكريمك لانك تستحق منا الشكر الكبير رغم انه جاء متأخرا.
اتذكر اول مرة تعرفت فيها عليك منذ حوالي نصف قرن وفي اللجنة الفرنسية ضد القمع والتي كنت انت احد مؤسسيها والناشطين فيها من اجل اسناد نضالنا ضد دكتاتورية صدام حسين، كما اتذكر ايضا مقالاتك في التضامن مع قضيتنا. واحتفظ بشكل خاص بذكرى الصداقة والتضامن اللتين احطتمونا بها، زوجي وانا، انت ورفاقك الفرنسيون الآخرون والحزب الشيوعي الفرنسي. فهذه الصداقة جعلت حياتنا في فرنسا ونضالنا اكثر انتاجا وسعادة. وبهذا اود ان اقدم جزيل الشكر إلى حزبكم والى الاصدقاء الآخرين الذين ساندونا اثناء معيشتنا في فرنسا.
نصف قرن حياة كاملة قضيتها ايها العزيز باتريك باسناد مناضلينا والعديد غيرهم من مناضلي منطقتنا. نصف قرن من الثبات والتمسك بافضل المشاعر الانسانية.
انتهز فرصة هذا الاحتفال لأعبّر لك عن شكرنا الجزيل وتمنياتنا الخالصة بطيب المواصلة والصحة والعمر النشط المديد، وفي الوقت نفسه وعلى الصعيد الشخصي بالسعادة والنجاح لك ولعائلتك.
بشرى برتو
لندن في 8 أيلول 2016