من الحزب

الشيوعي العراقي يدعو لمواجهة عمليات التهجير الطائفي / خضر الياس ناهض

أدان الرفيق رائد فهمي عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، عمليات التهجير الطائفي التي تتم بشكل بشع وترتكب فيها أقبح الجرائم وبضمنها إبادة من تصفية عوائل كاملة.
في اثناء ذلك قال رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس محافظة البصرة أن التهجير ليس كبيراً ولا بحجم ما تشيعه وسائل الإعلام، وأن عشيرة السعدون هي من بادرت بالهجرة من البصرة قبل تسلمها أي تهديد، بينما رأت رئيسة لجنة المرحلين والمهجرين البرلمانية أن مشروع التهجير مخطط له وتنفذه مجاميع إرهابية، داعية الحكومة إلى إبراز دورها إزاء هذه المشكلة بدلا من أن تقف وقفة المتفرج.
وقال رائد فهي أنه "تتوارد الأخبار الأليمة عن التهجير الطائفي القسري الذي يطال مواطنين واسراً، بما في ذلك عوائل تنتمي الى قبائل عريقة في إقامتها في مناطق التهجير".
وأضاف فهمي في تصريح لـ"طريق الشعب"، يوم أمس، أن "عمليات التهجير تتم بشكل عنفي وترتكب فيها افظع الجرائم حيث تتم تصفية عوائل كاملة في العديد من الحالات، وتستخدم كافة أنواع الترهيب"، مشيرا إلى أن "هذه العمليات تعيدنا إلى ما حدث في سنوات الاحتراب الطائفي، حيث تتم العملية بشكل اقل انتشارا وفوضوية، ولكن يبدو أنها تتم بشكل مبرمج ومخطط".
وأشار إلى أن "عمليات التهجير طالت محافظات عديدة، منها البصرة والناصرية، ومحافظات أخرى تقع في شرق العراق ووسطه منها ديالى، بالإضافة إلى مناطق أخرى منها حزام بغداد وكركوك ونينوى".
وبين أن " التهجير القسري يمارس بصورة متقابلة من قبل تنظيمات طائفية متطرفة، كأن يتم تنفيذ هذه العملية عن طريق منظمات إرهابية معروفة مثل تنظيم القاعدة أو من قبل ميليشيات يبدو أنها معروفة الهوية من قبل سكنة وأهالي مناطقها، وتتحرك بحرية نسبية رغم الإدانات الرسمية لها".
ولفت إلى أن "التصدي لهذه العملية يتم عبر إجراءات أمنية محدودة التأثير، وهناك اتهامات بالتقصير للقيادات الأمنية الذين يتهاونون في التصدي لهذه العمليات في بعض المناطق"، منبها إلى أن "هذه العمليات تبدو انها تسير وفق مخطط مرسوم، وليست ذات طابع عشوائي، ووفق عملية تكاد تكون منهجية تهدف الى إفراغ مناطق محافظات معينة من تنوعها السكاني".
وحذر من ان استمرار الأمور على ما هي عليه الآن، "سيخلق حقائق جديدة على الارض"، متسائلا : "ماذا سيطرح بعد أن يتم هذا الفرز الطائفي والاثني؟ وهل نحن أمام مسعى لتكريس هذا الواقع الجديد لاحقا".
ودعا إلى الانتباه "لكل ما يجري ليس في بعده الإنساني والأمني وحسب وإنما ببعده السياسي والاجتماعي والثقافي والتاريخي".
وأكد ضرورة "مواجهة تلك العمليات بذات الجدية والخطورة التي يمثلها هذا المخطط، بمعنى أن تعي القوى السياسية عموما والقوى الممسكة بالسلطة خصوصا أبعاد عمليات التهجير الجارية، وان تتصدى لها بحزم، ومن منطلق المحافظة على حقوق جميع المكونات، وتأمين الحماية لها وصيانة النسيج الوطني العراقي الذي يتعرض الى التخريب والهدم".
من جهته، قال جبار الساعدي، رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس محافظة البصرة أن "تنظيمات القاعدة تقف وراء التهجير الطائفي الذي يحصل في المحافظة".
وبيّن أن "القادة الأمنيين قاموا بزيارة إلى شيوخ عشائر السعدون في قضاء الزبير"، موضحا أن "موضوع التهجير ليس كبيراً ولا بحجم الصورة التي يرسمها الإعلام، وأن عشائر السعدون هي من بادرت بالهجرة قبل تسلمها أي تهديد".
وأشار إلى أن لجنته "وفرت حماية لشيوخ العشائر السنية ومضايفهم"، منوها إلى أن "الاغتيالات لم تقتصر على الطائفة السنية، وإنما شملت جميع المواطنين البصريين".
من جانبها، أكدت لقاء مهدي وردي، رئيسة لجنة المهجرين والمرحلين في مجلس النواب، أن "مشروع التهجير مخطط له وتنفذه مجاميع إرهابية، وأن بوادر عملية التهجير بدأت من بعض مناطق العاصمة بغداد، حتى وصل الأمر إلى تهديد عشائر كاملة في بعض المحافظات".
وطالبت وردي الحكومة بـ"إبراز دورها إزاء هذه المشكلة بدلاً من أن تقف وقفة المتفرج المتغاضي". إلى ذلك، ذكر مصدر مطلع في حكومة ذي قار المحلية، أن "ظاهرة التهجير لم تكن موجودة في محافظة ذي قار سابقاً، ولكن نلاحظ أن هذه الظاهرة برزت في المحافظة أخيراً".
وبيّن المصدر الذي رفض الإفصاح عن اسمه، في تصريح لـ"طريق الشعب"،أمس، أن "التهجير ابتدأ بقسم من عشيرة السعدون (المنتفك)، لان هذا القسم من العشيرة يعتبر المؤسس للمحافظة، ولكننا لاحظنا تصاعد النفس الطائفي ليشمل جميع فروع عشيرة السعدون".
وأكد أن "من يقوم بعمليات التهديد لهذه العشيرة يحمل هويات "باجات" أمنية من الدولة، تمكنهم من ممارسة هذه العملية بحرية وبصورة علنـية".
وكان رئيس الوزراء نوري المالكي، قال في كلمته الأسبوعية التلفزيونية يوم أمس، إن "ما تعرضت له عشائر السعدون ومواطنين في محافظات ذي قار وواسط والبصرة من استهداف من قبل عصابات إرهابية، يدعونا للقلق، وأقدم لهم التعازي بهذه الفاجعة".
وأضاف أنه "تم توجيه الأجهزة الأمنية لملاحقة كل الذين عليهم شبهة التورط باستهداف تلك العشائر وحمايتهم في محافظاتهم"، مبينا أن "وفداً من عشائر السعدون سيأتي اليوم إلى بغداد، وسأستقبله لمناقشة التحديات التي تواجهها العشائر في محافظاتها، ومعرفة الجهة التي تقف وراء استهدافهم، والقصاص منها".