من الحزب

الاصلاح الأمني ضرورة لوقف الهجمات الإرهابية

يشهد بلدنا هذه الأيام خروقا أمنية كبيرة، تتمثل في محاولات شرسة تقوم بها المجاميع الإرهابية عبر تفجيرات إجرامية، سقط ضحيتها ويسقط الكثير من المدنيين الأبرياء.
وقد انفجرت صباح امس في العاصمة بغداد ، أربع سيارات مفخخة في مناطق مدينة الصدر وشارع فلسطين والزعفرانية، وعبوات ناسفة في مناطق أخرى. وهي جميعها امتداد للهجمة الإرهابية التي استهدفت ناحية القادسية في محافظة النجف، وللتفجير المفجع في سوق السنك ببغداد.
ويأتي هذا كله، في وقت يحتفل فيه الملايين من أبناء شعبنا في مناسبة أعياد رأس السنة، في مسعى جبان من جانب الارهابيين لإشاعة الظلام ومشاعر الإحباط مع حلول العام الجديد، الذي نريد له أن يكون عام الخلاص من تنظيم داعش وبقية قوى الإرهاب. كما يأتي مع تواصل التقدم العسكري والانتصارات التي تحققها قواتنا الباسلة في محافظة نينوى، لتحريرها من دنس المجاميع الإرهابية.
هذه التطورات المقلقة، التي يطلقها الإرهابيون الساعون إلى توسيع دائرة المآسي والخوف، مستفيدين من انشغال قادة السلطة بصراعاتهم السياسية للحفاظ على مواقعهم دون أي اكتراث بمعاناة المواطنين وآلامهم؛ يجب أن لا تمر دون وقفة جادة لمعالجة الثغرات التي ينفذ منها الإرهاب لاقتراف أفعاله الشنيعة.
والحق، أن صبر العراقيين ينفد يوماً بعد آخر، أمام تهاون السلطات في اتخاذ إجراءات حقيقية لوقف سيل الدماء البريئة؛ إجراءات ملموسة، يتوجب أن يكون في مقدمتها إصلاح الجهاز الأمني بمجمله، بعيداً عن المحاصصة الطائفية والاثنية، ومكافحة الفساد الذي ينخر مفاصله، وتسمية وزراء أكفاء لتولي وزارتي الداخلية والدفاع.
ان المعركة مع الإرهاب لن تنتهي بتحرير مدينة الموصل، وغيرها من المدن التي ما زالت تكتوي بجحيم داعش، بل لا بد ايضا من حماية أرواح وممتلكات المواطنين كافة في جميع أنحاء الوطن، وتأمين الاستقرار الكامل، بما في ذلك الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
نتوجه ختاما بأحر التعازي واصدق مشاعر التضامن الى ذوي الشهداء، وبخالص تمنيات الشفاء العاجل للجرحى والمصابين.