من الحزب

على طريق الشعب: 83 عاما من العطاء المتجدد

تحل يوم غد الجمعة (31 آذار 2017) الذكرى الـ83 لتأسيس حزبنا الشيوعي العراقي، التي يحتفل بها الشيوعيون العراقيون وأصدقاؤهم ومناصروهم في أنحاء الوطن العزيز وخارجه.
إن الاحتفاء بهذه المناسبة العزيزة، أمر لا يخص الشيوعيين وحدهم. فظهور قوة سياسية منظمة مطلع القرن الماضي، تعتمد منهجاً فكرياً يؤمن بالعدالة والمساواة والتحرر من شتى أشكال الاستغلال، يؤشر النضج المبكر للحركة الوطنية العراقية.
ولم تكن ولادة الحزب الشيوعي العراقي، قبل أكثر من ثمانية عقود، محض صدفة في تاريخ نضال شعبنا، أو إرهاصة عابرة، بل أملت وقوعها الحاجة الموضوعية وتطور نشاط وجهد الكثير من الشخصيات والوجوه النيرة في حركه شعبنا الثورية.
لذلك انبرى عراقيون تملؤهم الغيرة والشعور بالمسؤولية الوطنية وتتمثل فيهم انبل خصال شعبنا، وبوعي عميق وثقافة مميزة، واستنادا الى منهج علمي، الى اللقاء والعمل المشترك وبناء التنظيم الذي وضع في صلب مهامه الاساسية الدفاع عن المصالح الطبقية الآنية للكادحين؛ من العمال والفلاحين والمثقفين الثوريين ، وعن مطامحهم الاجتماعية المستقبلية في الخلاص من استغلال الإنسان لأخيه الانسان.
ومن اجل هذا نظم الشيوعيون صفوفهم، مندمجين بكفاح جماهير شعبنا ومؤثرين فيه، باذلين الغالي والنفيس للارتقاء ببلدنا ولتحقيق اماني شعبنا ومطالب كادحينا، وصولاً إلى "الوطن الحر والشعب السعيد".
وعلى هذا الطريق واجه الشيوعيون اعتى نظم الاستبداد والدكتاتورية, معتمدين شتى اساليب النضال واشكاله, ومستلهمين تقاليد شعبنا الثورية في مكافحة الجور والظلم والاضطهاد، ومتصدين للانظمة الدموية الارهابية بصلابة الواثق من قضيته وعدالتها.
و ظل الحزب، طيلة سفر نضاله الطويل، ورغم تقلبات الزمن وتعقيداته، أميناً على مبادئه، حريصاً على منهجه، مؤمناً بالتجديد في الرؤى وأساليب النضال. ولم تكن محطة المؤتمر الوطني العاشر، الذي أنعقد قبل أربعة أشهر، سوى واحدة من محطات المراجعة والتجديد والتدقيق وتحديد الأولويات وتطوير البرامج وتحسين الاداء والارتقاء به .
واليوم، وأمام التحديات العديدة التي تواجهها بلادنا، والمتمثلة بالخلاص من الإرهاب، ومعالجة الازمة الشاملة، وإعادة إعمار ما هدمته الحروب ودمره الفساد؛ يقف الشيوعيون ومعهم المخلصون من أبناء الوطن، في كل ساحات الاحتجاج، متصدين لنظام المحاصصة الطائفية والاثنية الذي تسبب في الأزمات، رافعين لواء التغيير لبناء الدولة المدنية الديمقراطية، على أسس المواطنة والعدالة الاجتماعية.. عاقدين العزم على تحقيقه.
بهذه الروح الايجابية المتفائلة، وبهذا النفس الكفاحي، يستنهض الشيوعيون قواهم وهم يحتفون بالذكرى ال83 لتأسيس حزبهم وبنفس الروح يتعاملون مع عبر ودروس العقود الثمانية الماضية من النضال المتفاني في خدمة الشعب والوطن وفي التعبير عن مصالح الكادحين.