من الحزب

الشيوعي العراقي: يوم الارض.. رمز كفاحي للشعوب

واحد وأربعون عاما مضت على احداث " يوم الارض" التي شهدتها المدن الفلسطينية، يوم الثلاثين من آذار عام 1976، ذلك السبت الدموي، عندما اعلن الاضراب العام والشامل في الجليل والمثلث والنقب، احتجاجا على سياسة اسرائيل الاستيطانية، حيث اجتاحت قواتها المدججة بالدبابات والمصفحات القرى الفلسطينية مطلقةً النار بشكل عشوائي ليسقط ستة شهداء ( خير احمد ياسين وخديجة شواهنه وخضير خلايله ورجا حسين ابوريا ومحسن طه ورأفت الزهيري) في بلدات عرابة وسخنين ودير حنا، لتروي دماؤهم الزكية ارض وطنهم فلسطين، ولتضيء الطريق لقوافل المناضلين، وتزيد من عزم رفاقهم وابناء شعبهم في المقاومة والتحدي والصمود والارادة في التمسك بالارض، وليجر الاعداء اذيال خيبتهم، وليكون ذلك اليوم " يوم الارض" مفخرة من مفاخر اصالة الروح الفلسطينية بالانتماء والعطاء والتشبث بالوطن رافعين مشاعل النضال المشرف عاليا.
ان يوم الارض ليس ذكرى لانتفاضة الشعب الفلسطيني فحسب، بل رمز كفاحي للشعوب والاحرار في العالم اجمع للتمسك بالارض والوطن، وعنوان لرفض كل اشكال السياسات الهمجية العدوانية في مسخ الهوية الوطنية، انها ذكرى وخارطة طريق تترسخ يوما بعد يوم وجيلا بعد جيل في وجدان الفلسطينيين وكل محبي الحرية والمساواة والعدالة.
ولم تنته احداث "يوم الارض" عند ذلك التأريخ، وان روح المقاومة والكفاح مستمرة مادامت السياسات الاسرائيلية الهمجية تحاول خنق الفلسطينيين والتضييق عليهم ، في عمليات تهويد المناطق وجرف الاراضي ، وبناء آلاف الوحدات السكنية، وهدم المساكن الفلسطينية في القدس، واستمرار عمليات القتل والابادة .
وتشكل الهبات الجماهيرية ومنها " انتقاضة القدس" دفعا وزخما لمواصلة نضال الشعب الفلسطيني ضد العدوان وسياسة الاستيطان والعنصرية وممارسات الاحتلال الاسرائيلي ضد الارض والانسان الفلسطيني، والسعي للقضاء على طموحاته في ظل استمرار الدعم المفتوح لهذا الاحتلال البغيض من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ومحاولات الالتفاف على حقوق الفلسطينيين، ما يتطلبه تعزيز التضامن الفعلي والحقيقي مع نضالات الشعب الفلسطيني وانهاء معاناته التي قاربت سبعة عقود وان لا يقتصر الدعم على اصدار القرارات الاممية والعربية بل العمل على تطبيقها لتمكين الشعب الفلسطيني من تحقيق طموحاته المشروعة.
نحن في الحزب الشيوعي العراقي اذ نجدد تضامننا الكامل مع نضال الشعب الفلسطيني وتضحياته الجسام في مواجهة سياسة اسرائيل العنصرية الصهيونية والسياسات العدوانية الهمجية الاستيطانية، نؤكد على حق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس وضمان حق اللاجئين بالعودة الى ديارهم ، وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية الكفيلة بزيادة المقاومة ضد الاحتلال والاستيطان وفضح ممارسات وانتهاكات اسرائيل وجرائمها بحق الشعب الفلسطيني.
الحضور الكريم
تشهد بلادنا ازمة بنوية عميقة ومعقدة بسبب من طبيعة نظام الحكم بعد التغيير في 2003 الذي اعتمد في منهجه على المحاصصة الطائفية الاثنية في بناء وادارة الدولة مما ادى الى تفشي الفساد وتكريس دولة المكونات، وعرضت وطننا الى انتهاكات من عصابات ارهابية لداعش واعتداءات سافرة لقوى خارجية.
وفي هذه الايام تحقق قواتنا المسلحة من الجيش والشرطة والبيشمركه والمتطوعين من الحشد الشعبي وابناء المحافظات المحتلة وبدعم التحالف الدولي انتصارات مستمرة في اخر فصل من فصول احتلال قوات داعش لمحافظاتنا وارضنا العزيزة في نينوى والمناطق الاخرى، مسجلة بتلك المعارك التحريرية اروع الملاحم البطولية والوطنية والغيرة النقية في التصدي للقوى الظلامية والتكفيرية والاعتداءات الخارجية وتأمين الحرية والعيش الكريم لشعبنا العراقي. وهذا ما يفرض على الدولة ومؤسساتها والحكومة والمنظمات الدولية تقديم المساعدات والعون والدعم لملايين النازحين والمهجرين للتخفيف من معاناتهم وتوفير كل مستلزمات اعادة بناء المدن المدمرة والمنكوبة ومنها نينوى من اضرار المعارك، واستئناف عمل المؤسسات الحكومية مهماتها، وعدم اخضاعها الى المزاودات السياسية او لاي اعتبارات اخرى والحفاظ على وحدة المحافظات بما يضمن الحقوق القومية والادارية والثقافية لابناء المحافظات وحل قضية المناطق المتنازع عليها وفقا للحل الدستوري للمادة 140.
الحضور الكريم
وردا على الازمة المستفحلة في البلاد التي تطحن بعجلتها المواطن العراقي يستمر الحراك الشعبي مطالبا بانهاء نظام المحاصصة المقيت ومحاربة الفساد وتحسين الخدمات العامة عبر الاصلاح والتغيير واقامة دولة المواطنة والمساواة والعدالة، والذي يتطلب نضالا دؤوبا لخلق اصطفافات جديدة وتحالفات لقوى وطنية وديمقراطية عابرة للطوائف لتشمل قطاعات شعبية واسعة لها المصلحة لتحقيق التغيير المنشود.
ان الوصول الى الهدف السامي الذي ينشده شعبنا العراقي لا يمكن تحقيقه الا من خلال انتخابات عادلة ونزيهة والعمل على تشديد المطالبة بتشريع قانون انتخابات عادل ومنصف لجميع القوى السياسية الكبيرة والصغيرة وضمان تمثيل جميع المكونات الاجتماعية واعادة تشكل المفوضية العليا المستقلة على اساس النزاهة والمهنية والاخلاص باعتبارها قضية وطنية بامتياز واشراك الامم المتحدة للاشراف على الانتخابات، وقطع الطريق امام القوى المتنفذة التي تحاول احتكار السلطة واعادة انتاج سياستها التدميرية بالضد من ارادة الشعب العراقي وتعريض سيادة واستقلال الوطنيين للانتهاكات والتدخلات الخارجية. لقد اكد حزبنا الشيوعي العراقي في مؤتمره الوطني العاشر على ان الاصلاح والتغيير اصبح حاجة وضرورة ملحة للخلاص من نظام المحاصصة والتي لا يمكن تحقيقه الا من خلال المشروع الوطني الديمقراطي الهادف الى بناء الدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية على اساس العدالة الاجتماعية.
اننا على يقين ان ارادة شعبنا العراقي وتأريخه وارثه النضالي الطويل سوف يتلمس طريقه المعبر عن طموحاته في بناء عراق جديد، وقادر على دحر كل اشكال التدخلات والمشاريع الخارجية الاقليمية والدولية، ويخط الطريق نحو الحرية والديمقراطية والتقدم والازدهار.
ألف تحية للشعب الفلسطيني في يوم الارض الخالد..
المجد والخلود لشهداء فلسطين والعراق الابرار..
ـــــــــــــــــــ
كلمة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي في حفل "يوم ارض فلسطين"، الذي أقيم يوم أمس، ألقاها الرفيق بسام محي عضو المكتب السياسي
.