من الحزب

الرفيق محمد جاسم اللبان: بمنطق الغنيمة والفرهود يتعامل المتنفذون مع السلطة والدولة / فاضل زيارة

استضافت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في جنوب السويد يوم الجمعة 31/5/2013 الرفيق محمد اللبان عضو المكتب السياسي للحزب في ندوة جماهيرية تحدث فيها عن ما تمر به بلادنا الحبيبة من كارثة شاملة وعن مواقف حزبنا لتخليص البلاد من هذه المحنة.
في بداية الندوة رحب الرفيق صادق الجواهري بالرفيق اللبان وبالحاضرين مؤكدا على ان اللقاء بالرفيق العزيز أبو فلاح يأتي في وقت يتعقد فيه المشهد السياسي العراقي الذي يعيش حالات متكررة من الاستعصاء ناجمة بالأساس عن الصراع المحتدم بين القوى المتنفذة حول السلطة والثروة والنفوذ وحول شكل ومحتوى الدولة العراقية، وما يزيد المشهد تعقيدا غياب الإرادة السياسية واعتماد المحاصصة الطائفية والقومية مبدأ لاقتسام السلطة بدل تبادلها على قاعدة الديمقراطية والمشاركة في صنع القرار مما خلق ديمقراطية ناقصة ومشوهة تعاني البلاد من أزماتها اليوم.
بدأ الرفيق اللبان حديثه مؤكدا على أن هناك مسببات لهذه الأزمة الخانقة التي أدخلت العراق في عنق الزجاجة واتجاهه الى حافة الخطر، وهي استمرار القوى المتنفذة بنهجها الحالي، وكذلك تشبث القوى السياسية بمنطق الأنانية والحزبية الضيقة وأنها تتعامل مع الدولة والسلطة بمنطق الغنيمة والفرهود. وأشار الى ان ثالوث الإرهاب والفساد والطائفية هو المهيمن على بلدنا، وتشابك السلطة والمال في كافة مؤسسات الدولة. كما أكد على ان هناك تحولاً كبيراً من اعتماد نهج المحاصصة الطائفية والاثنية الى المراهنة على التأجيج الطائفي المقيت، أي تأجيج الشارع دون الانتباه الى ما يجري من انفلات امني. وأكد الرفيق اللبان على أن أبرز أسباب الانفلات الأمني، بقاء السلاح خارج السلطة، ووجوده بيد الجميع جراء غياب وضعف السلطة، وضعف إمكانيات المؤسسة الأمنية والعسكرية التي بنيت على أساس طائفي، مما جعل ولاء المؤسسة العسكرية للأحزاب والطوائف وليس للشعب والوطن، وأخيرا التدخلات الأجنبية التي يسببها ضعف الدولة وسماح الكثير من القوى السياسية داخل العراق بهذه التدخلات بل أحيانا الاستنجاد بها، وخاصة باللاعبين الأساسيين أمريكا وإيران. وأشار الرفيق اللبان الى تضخم المؤسسة الأمنية والعسكرية إذ يوجد عسكري واحد مقابل كل 30 عراقي، بينما يوجد طبيب واحد مقابل 25 ألف عراقي. وأكد الرفيق اللبان على إن جميع القوى السياسية مسؤولة عما يجري في العراق الا ان المسؤولية الأولى تقع على عاتق رئيس الوزراء باعتباره يمسك بمفاتيح اللعبة ومركز القرار السياسي.
ثم تطرق الرفيق اللبان الى ان الوضع في العراق يتسم بمظاهر جديدة أهمها:
أولا- إصرار الحكومة على خلق الأزمات، فما أن تخرج من أزمة لتدخل في عدة أزمات أخرى في فترة زمنية واحدة وهذا يدل على محاولة التغطية على فشل الحكومة في كافة المجالات.
ثانيا- زيادة مظاهر التفرد من قبل الحكومة في إدارة الأمور وغياب الشراكة الوطنية.
ثالثا- زيادة البعد الطائفي للازمة بصورة أكثر من السابق والعمل باتجاه التأجيج الطائفي وتحول بعض القيادات الرسمية الى رموز طائفية بامتياز.
رابعا- استخدام الجيش في الصراعات السياسية الداخلية وهو مخالفة دستورية صريحة . ما حصل في الحويجة كان شيئاً خطيراً.
خامسا- ظهور ميليشيات جديدة وآخرها الجيش اللادموي.
سادسا- احتدام الصراع بين الحكومة والبرلمان وهذا عكس ما يجب ان تكون عليه العلاقة، إذ من اجل التفرد بكامل الحرية في اتخاذ القرارات كلاهما يعمل على اضعاف الآخر.
سابعا- الحراك الجماهيري وخاصة في المناطق الغربية ووجود مطاليب مشروعه لم يجر التعامل معها بجدية وانما بمنطق المراوغة والتسويف ، الامر الذي ادى الى تعقيدات جديدة تمثلت في زيادة حجم ونفوذ المتطرفين فيها .
ثم تطرق الرفيق اللبان الى العلاقة بين المركز والإقليم، وحاجة الطرفين الى البحث عما هو مشترك وتأجيل ما هو مختلف عليه من اجل التوصل الى حلول.
هذه اللوحة المعقدة جعلت الجميع يشعر بالخطر وقد تجاوزت الخطوط الحمراء. ورغم تعدد المبادرات الا إنها لا يتوقع منها الكثير، لأنها تركز على القوى السياسية التي هي سبب الأزمة وسبب استمرارها. وأشار الى دعوة الحزب لعقد المؤتمر الوطني ببرنامج عمل واجندات واضحة من اجل تفادي ما جري في العراق ، والا فالانتخابات المبكرة واعادة الامانة الى اهلها ، الى الشعب العراقي . وأكد على ان هذا الوضع سيستمر الى الانتخابات القادمة وان الحل الجذري يكمن في تغيير ميزان القوى السياسي والاجتماعي في العراق وان لم يتغير فلن يستقر العراق حتى بعد الانتخابات البرلمانية القادمة، لذلك فان الحزب يعول كثيرا علي صعود التيار الديمقراطي، وأكد على أهمية الأغلبية الصامتة من الشعب العراقي والذين من مصلحتهم التغيير وبناء دولة وطنية ديمقراطية، وان الحزب يعمل على إعادة بناء المجتمع العراقي وإصلاح العملية السياسية.
ثم أجاب الرفيق على الكثير من الأسئلة والاستفسارات التي وجهت من الحضور، وكانت تتعلق بقانون الانتخابات وتطوير عمل الحزب بين الشباب ودور اليساريين والديمقراطيين والكفاءات في توعية الشعب، كما تحدث عن دور الأجيال القادمة في بناء الحزب واستخدام التقنيات والأساليب الحديثة في العمل . كما أشار الى دور المرجعيات الدينية فيما يجري داخل العراق.
وختم الرفيق اللبان حديثه بأننا يجب الا نبخس حق الانتصارات الصغيرة إذ أنها ما تلبث الى ان تتحول الى انجازات كبيرة.