من الحزب

الشيوعي العراقي يرحب بالمبادرة والحوار بشأن الاستفتاء ويدعو للتعامل بروح المسؤولية


طريق الشعب
رحب الرفيق د. عزت ابو التمن عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي بالمبادرة التي اطلقها رئيس الجمهورية د. فؤاد معصوم، وحث فيها على الحوار بين الزعماء السياسيين في البلاد للتوصل إلى حلول ملموسة وعاجلة، تكفل تجاوز الأزمة التي أحدثتها مسألة استفتاء إقليم كردستان وتداعياتها.
واعرب ابو التمن في تصريح خاص لـ "طريق الشعب" عن التأييد للمبادرة، والتطلع الى استقبالها ايجابيا من قبل جميع الاطراف، وفي مقدمتهم الاخوة في قيادة الاقليم والقيادات الكردية الاخرى، ومتمنيا "على الحكومة العراقية والاطراف السياسية جميعا ان تتعامل معها بروح المسؤولية الوطنية والتوجه المخلص بروح الشراكة والمواطنة على حل المشكلات القائمة".
وقال الرفيق ابو التمن مضيفا: "نعتقد ان الحوار الجدي والمسؤول، والحرص على المعالجة العاجلة للملفات العالقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم وفق جداول زمنية متفق عليها، وبما يطمن ابناء شعبنا الكردي على حفظ حقوقهم ومطامحهم المشروعة، هو الطريق الناجع لتجنيب شعبنا العراقي وبلدنا العزيز تداعيات الازمة الخطيرة الراهنة، التي يصعب التكهن بتداعياتها وتأثيراتها على الصعيدين السياسي والامني، في وقت لا تزال فيه المعركة العسكرية ضد قوى الارهاب متمثلة في داعش، تتواصل في اتجاه الحسم النهائي". وتابع يقول ان التفجيرات التي حدثت في الايام الفائتة، بينت استمرار هذه المعركة بعد ما تحقق فيها من انتصارات كبيرة، ما كان لها ان تُحرز لولا تلاحم الارادتين الوطنية والشعبية، والتعاون والتنسيق بين الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم".
واكد د. ابو التمن ان "دعمنا لمبادرة رئيس الجمهورية، ولما بذل قبلها من جهود وطنية وما اطلق من مناشدات من طرف الاحزاب والقوى السياسية الوطنية وقادة الرأي العام والمثقفين العراقيين، انما ينطلق من تحبيذنا الجهود الوطنية التي هي الاساس في بناء الاستقرار والبناء، ومن مراهنتنا على الاعتدال، وحرصنا على ايجاد مخرج سريع من هذه الازمة، وابقاء بلدنا بعيدا عن التدخلات الاجنبية، والحد من الدور الاقليمي الذي ينطلق من مصالح لا تتطابق بالضرورة مع مصالح شعبنا العراقي".
واستطرد عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي في تصريحه مشددا على "ضرورة ادامة افراح شعبنا التي اطلقتها انتصارات قواتنا المسلحة بكل صنوفها، من جيش وشرطة اتحادية وجهاز مكافحة الارهاب وحشد شعبي وبيشمركة على داعش الارهابي، وتعزيزها بمزيد من النجاحات في تحرير ما تبقى من مناطق الوطن المستباحة، ولدحر الارهاب وعصاباته المجرمة"
وجدد في الوقت نفسه تأكيد حقيقة ان "الحل الجذري لمشكلات البلاد وازماتها المتشابكة والمعقدة، يكمن في الخروج من نهج المحاصصة الطائفية والاثنية البغيضة ، الذي هو اساس البلايا التي تعصف بالبلاد، ومنبع ازماتها التي تتوالد دون انقطاع".
واختتم الرفيق عزت ابو التمن تصريحه قائلا ان "من الضروري التوجه بجد وعزم نحو توفير الامن والاستقرار للعراقيين، ومباشرة الاعمار والبناء، واعتماد التنمية المستدامة، وحل موضوعة النازحين، وتشريع القوانين التي تسهم في بناء دولة المواطنة، الدولة المدنية الديمقراطية القائمة على القانون والمؤسسات الدستورية واحترام الحريات والحقوق وضمان العدالة الاجتماعية".
مبادرة رئيس الجمهورية
وأصدر رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، أمس، بيانا أعلن فيه عن إطلاق مبادرة للحوار بين الزعماء السياسيين للتوصل إلى حلول ملموسة وعاجلة تكفل تجاوز الأزمة التي أحدثها استفتاء إقليم كردستان.
وقال معصوم في البيان الذي تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، "تواجه بلادنا العزيزة أزمة سياسية تنذر بتفاقم قد يضع العملية السياسية والمصلحة الوطنية العليا أمام أخطار وتهديدات جسيمة لا تسمح لنا مسؤوليتنا الدستورية بتركها على الغارب، وهو ما يستدعي دعوتنا جميع الأطراف المعنية ولاسيما المتمثلة في السلطتين التشريعية و التنفيذية على مستويي إقليم كردستان والسلطة الاتحادية إلى لزوم التصدي الفوري لمعالجتها، كأولوية قصوى، مهما اقتضى ذلك من جهود استثنائية، على أن تصب في ضمان الوصول بنجاح لحلول سلمية ديمقراطية تقوم على مبدأ الشراكة وتفهم طموحات أبناء كردستان وكافة المواطنين الآخرين، ورفض المواقف الاستفزازية و المتطرفة، وتمضي قدما في زرع الثقة اللازمة بين الجانبيين والتوجه معا لبناء دولة المواطنة والحقوق التي نطمح إليها جميعا".
وأضاف معصوم أنه "بناء لمقتضيات المصلحة العامة قررنا إطلاق مبادرة للحوار ونبدأها بدعوة قادة وزعماء القوى السياسية لعقد اجتماعات مكثفة للتوصل إلى حلول ملموسة وعاجلة تكفل تجاوز هذه الأزمة والتوجه الى العمل معا على تحقيق الأهداف المشتركة ومعالجة النواقص والأخطاء مهما كانت شدة الاختلافات في وجهات النظر والمواقف".
وتابع معصوم "أننا على ثقة تامة بقدرة شعبنا على تجاوز هذه الأزمة والخروج منها أقوى شكيمة وأعمق وحدة وأشد عزماً على معالجة مشاكله الحالية وتطوير النظام السياسي الديمقراطي وبناء مستقبله المشرق".
وأشار إلى أنه "لغرض المباشرة الفورية بوضع هذه المبادرة موضع التنفيذ، قررنا إلغاء سفرنا إلى اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة وتكليف رئيس الوزراء بإلقاء كلمة العراق فيها".
اجتماع الرئاسات الثلاث
وقال النائب عن التحالف الوطني، رسول ابو حسنة، في تصريحات صحفية تابعتها "طريق الشعب" ان "رئاسة مجلس النواب وجهت دعوة الى رؤساء الكتل السياسية لحضور اجتماع مهم"، مبينا ان "الاجتماع سيكون بمعية الرئاسات الثلاث ولم تتم معرفة مكان عقده حتى (مساء امس)".
واشار الى ان "جدول الاعمال يتركز على ملابسات ملف استفتاء اقليم كردستان وما تمخض عنه من مستجدات أهمها اقالة محافظ كركوك نجم الدين كريم".
وفد كردستاني إلى بغداد
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم الاتحاد الوطني الكردستاني سعدي بيرة، إن "وفدا كرديا سيزور بغداد الاثنين او الثلاثاء ليستكمل الحوار والنقاشات مع التحالف الوطني"، مضيفا ان "الوفد الكردي سيأخذ بنظر الاعتبار مبادرة رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، ويعمل على استكمال وانضاج الحوارات السابقة".
وبشأن تمسك القيادة الكردية بإجراء الاستفتاء في الموعد المحدد، بيَّن بيره ان "ذهاب الكرد نحو الاستفتاء ناجم عن انعدام الثقة، وفي حال اعادة بناء الثقة وبضمانات يمكن ان تتغير الكثير من الامور".