من الحزب

رائد فهمي في مهرجان لومانتيه

طريق الشعب
نظمت خيمة جريدة لومانتيه ضمن فعاليات مهرجانها السنوي هذا العام ندوة جماهيرية حول الأوضاع في الشرق الاوسط، حضرها ما يقارب 500 ناشط دولي من جنسيات مختلفة. وقدم سكرتير اللجنة المركزية لحزبنا الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي في الندوة مداخلة مطولة بيّن فيها ان معاهدة سايكس بيكو لم تضع في اعتبارها طبعا مصالح شعوب المنطقة.
وأشار فهمي الى ان قضية تغيير الحدود المطروحة من قبل القوى القومية منذ خمسينيات وستينيات اضافة الى سبعينيات القرن الماضي، ارتبطت بدعوتها الى الوحدة العربية وقال "بغض النظر عن اتفاقنا أو عدم اتفاقنا مع شعار الوحدة فانه لا يعني تغيير الحدود بشكل مجرد، انما يطرح بالشكل التالي: اي تغيير ولمصلحة من ومن هي القوى الداعية له؟" مضيفاً ان هناك تغييرا تدعو له قوى امبريالية او قوى كبرى يعبر عنها مشروع الشرق الاوسط الكبير، وقسم آخر لتسهيل تنفيذ افكار برنار لويس (وهو عالم في مجال الشرق الاوسط ومتخصص في تاريخ الاسلام)، والتي تؤكد على ان هذه المنطقة يجب تجزئتها الى مناطق اصغر وفق انتماءات طائفية وقومية. وهذا النوع من التقسيم، كما يؤكد فهمي، ومعه تغيير الحدود، مرفوض لأنه يعمل على ايجاد كيانات ضعيفة وانتماءات ضيقة غير قادرة على الدفاع عن حقوق البلدان.
واضاف فهمي ان هناك قوميات في البلدان العربية لها تطلعات تحررية وقسم منها يطالب بحق تقرير المصير وهذا أمر ندعمه.
وبين سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ان "هناك مشاريع تطرح منذ سنوات وتهدف الى تقسيم العراق والمنطقة وهي ليست من بنات افكار اليوم. وان المشكلة لا تكمن في طرح المشاريع انما تحويلها الى واقع. وهذا الواقع يسمح بتنفيذها عندما يكون النسيج مفككا وهناك انقسامات ونزاعات داخل البلدان".
وأكد ان مواجهة ذلك في بالعراق تمر عبر تشكيل الدولة على اساس المواطنة فهذه كفيلة بالقضاء على حالة التشظي التي يعيشها المجتمع وبناء ديمقراطية حقيقية واتاحة المشاركة لجميع ابناء الشعب.
وختم الرفيق مداخلته بالقول: عندما نتحدث عن الاستفتاء وموضوع استقلال كردستان نقول ان ذلك لا يجري بشكل مجرد فهو يعتمد على الظروف التاريخية المشخصة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، "واليوم عندما نريد ان نغير في العلاقة الفدرالية الموجودة يجب ان نأخذ بالحسبان الظروف التاريخية الحالية ونعمل من اجل ان يكون للحركة الديمقراطية تأثيرها، ونناضل من اجل تعزيزها وان يكون هذا منسجما مع نضال الشعب الكردي من اجل تحقيق حقوقه القومية. ويفترض ان لا ننظر الى ذلك بمعزل عن الواقع العراقي ولا نتجاهل السؤال: لمصلحة من يأتي، وكيفية مواجهة تحديات قد تستوجب تضافر الجهود وتوفير شروط مهمة. وفي جميع الاحوال نعتقد ان الحالة الفدرالية لم تستنفد امكانياتها".
واكد فهمي ان "الحوار ضروري لمواجهة التحديات والمصاعب ولمنع استغلال الخلافات الحاصلة لتصعيد النعرة الشوفينية".
يذكر ان الندوة كانت مكرسة للحديث عن تغيير الحدود وإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط، وقد حضرها ممثلون عن الاتحاد الوطني الكردستاني والحركة الكردية في سوريا والسفير الفلسطيني في باريس ورئيس ابحاث فرنسي معروف.