من الحزب

السمينار النقابي اليساري الاول في البلدان العربية (نحو حركة نقابية ديمقراطية و مناضلة) يختتم أعمال يومه الثاني بنجاح/ داود أمين

واصل السيمنار اليساري النقابي الأول في البلدان العربية، المنعقد في اربيل، بدعوة من الحزبين الشيوعي العراقي والشيوعي الكردستاني، أعمال يومه الثاني، صبيحة الجمعة 25|10|2013، بالوقوف دقيقة حداد، إحتراماً لشهداء الطبقة العاملة العربية والعالمية، وإستذكاراً لفقيد الحزب الشيوعي اللبناني، ورئيس تحرير مجلة ( الطريق ) الرفيق( محمد دكروب) الذي رحل يوم أمس. وقد تُلي على الحاضرين، نعي اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني للفقيد.
كانت أول المداخلات لهذا اليوم، مداخلة الحزب الشيوعي العراقي، قدمها الرفيق حسان عاكف، عضو المكتب السياسي للحزب، والتي أكد فيها، أن التطور الرأسمالي، هو النهج المُرجح، في بلداننا العربية على المدى المنظور، ولأن خيارنا الإشتراكي، هو من يضع البلاد، على طريق التنمية الشاملة، من النواحي الإجتماعية والإقتصادية، فإن إنضاج شروط تحقيق هذا الخيار، تبقى صيرورة نضالية طويلة الأمد، ولهذا فإن خوض نضال جماهيري لا هوادة فيه، يظل واحداً من أبرز مهام قوى التقدم. ثم أشار الرفيق لسياسة حزبنا، الذي يقف بالضد من التوجهات الليبرالية الجديدة، الرامية إلى تصفية قطاع الدولة، والخصخصة الشاملة، وإطلاق العنان لقوى السوق، فالحزب يدعو لتأهيل وإصلاح الشركات المملوكة للدولة، وإصلاح نظام الإدارة الإقتصادية في القطاع الحكومي، وبالتوازي مع ذلك، يدعو حزبنا ويعمل، من أجل إصدار التشريعات، التي تُنظم آليات عمل السوق، بما يحفظ حقوق ومصالح المستهلك. كما تحدث عن إستقلالية العمل النقابي، وإبعاده عن هيمنة الحكومة أو الأحزاب، والإستقلالية لا تعني عدم إنخراط حزبيين ناشطين، في هذا العمل، أو إبتعاد النقابات عن العمل السياسي الديمقراطي في إطاره العام.
ثم قدم الرفيق عثمان حمه سعيد، رئيس نقابة البناء والمشاريع، في محافظة السليمانية، عبر الشاشة، صوراً لمعاناة شرائح من الطبقة العاملة في السليمانية، وآثار إصابات العمل، على أجساد عدد من العمال.
بعده كانت مداخلة الرفيق كاسترو، ممثل الحزب الشيوعي اللبناني، وفيها أشار لواقع الإتحادات العمالية الرسمية التابعة للسلطة، والتي دخلت فيها الآن، الطوائف والمناطق والأحزاب، مما صعَّب عمل القوى اليسارية، كما تحدث عن تجربة العمل النقابي في لبنان، ووجود 52 إتحاداً عمالياً، يضم أكثر من 700 نقابة، في ظل منع العمل النقابي في القطاع العام، وفي كثير من مواقع القطاع الخاص، كما تحدث عن خلافات الحركة النقابية العالمية والعربية، وصعود عناصر غير كفوءة لقياداتها، وفي نهاية مداخلته، أكد على ضرورة التواصل، بين القوى والأحزاب اليسارية والمنظمات الديمقراطية، والتنسيق فيما بينها.
ثم أعقبه الدكتور التهامي، ممثل الحزب الشيوعي السوداني، الذي تحدث عن تأريخ الطبقة العاملة السودانية ونضالاتها، وقيادة اليسار السوداني لتلك النضالات، وتبوء الرفاق السودانيون لمواقع متقدمة في الإتحاد العالمي للعمال، وأشار لضرورة تغيير القيادات الرخوة الحالية، في الإتحاد الدولي للعمال العرب، وإنتزاع عمال أفريقيا من القيادة الحالية، وأشار لسعيهم لخلق حركة نقابية ديمقراطية عامة في السودان، لا تقتصر على اليساريين فقط.
بعده قدم الرفيق اركان بدر، ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين مداخلته، التي أشار فيها، إلى أن المدى المنظور، يشير لبقاء المنطقة العربية، تحت وطأة السياسة الأمريكية، التي تنظر لمنطقة الشرق الأوسط، بإعتبارها ساحة لمصالحها الإقتصادية والإستراتيجية، ودعا الرفيق لعولمة تحقق نظام عالمي منصف ومتكافيء، نظام يحترم الإنسان، ويتفاعل مع كل الثقافات، لبناء عالم آخر، عالم العدالة والحرية الحقيقية، وأكد أنه بالرغم من نضوج العامل الموضوعي، إلا أن العامل الذاتي لا زال غائباً، والأمر يحتاج لنضال مثابر، من قبل القوى الثورية، وتشكيل إطار للتشاور.
ثم كانت المداخلة التالية لممثل حزب التقدم والاشتراكية في المغرب، الذي أكد أن البيروقراطية والتبعية، هما ما يعاني منهما العمل النقابي، الذي إعتبره ليس تنظيماً موازياً لحزب ما، بل هو رافد من روافد الحركة الثورية.
الرفيق ممثل جبهة التحرير الفلسطينية، أكد في مداخلته، على ضرورة تفعيل دورنا، عبر التوحد الفكري، والتوجه لدعم الإقتصاد الوطني، والإتجاه نحو عملية التغيير الديمقراطي، وتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة. وأشار لمعاناة الطبقة العاملة الفلسطينية، ومصاعبها الإقتصادية والإجتماعية، من جراء الإحتلال الإسرائيلي وحالة الإنقسام الفلسطيني.
ثم تحدث الرفيق ممثل الحزب الشيوعي الكردستاني، مشيراً في مداخلته، لحاجة الجماهير الشعبية للعمل الديمقراطي النقابي، للدفاع عن مصالحها السياسية والمطلبية. خصوصاً في ظل الوضع الحالي، الذي يتميز بإنتعاش نضالات الجماهير الشعبية، وأشار الرفيق للعلاقة الجدلية، بين العمل الديمقراطي النقابي، مع العمل الحزبي المباشر، بإعتبارهما حلقتين مترابطتين في صيرورة الصراع الإجتماعي.
ثم كانت مداخلة الحزب الشيوعي المصري، قدمها الرفيق حمدي حسين، وفيها أشار لأهمية هذا اللقاء الذي يأتي ومصر قد نجحت في إسقاط المشروع الأمريكي، الذي كان يسعى، لتمكين الفاشية الدينية من حكم مصر، وأشار الرفيق لدور عمال مصر في كسر حاجز الخوف لدى الشعب المصري، عندما تظاهروا من أجل إسقاط نظام مبارك.
بعده كانت مداخلة الحركة التقدمية الكويتية، التي اشارت، إلى أن الطبقة العاملة الأن، هي ليست تلك التي كانت في القرن التاسع عشر، إذ هناك تغير في البنية، كما تغيرت بنية النظام الرأسمالي، وتحدث المداخلة عن الحركة العمالية في الكويت، وأشارت إلى أن الإسلاميين غير معنيين بها، ولا هي في دائرة إهتمامهم، فالأخوان المسلمون في الكويت لديهم بنوك وشركات، وهم حلفاء وشركاء طبقيون للحكام. وأشارت المداخلة إلى أن أحزابنا، فقدت الكثير من دورها ونفوذها، في الحركة النقابية العمالية، وهو مؤشر خطر، يؤشر على تراجع حركة اليسار بتلاوينها المختلفة.
ثم تحدث الرفيق عباس، ممثل جبهة التحرير البحرينية، عن الحركة النقابية العمالية في البحرين، والصراع داخلها ومع أصحاب العمل والحكومة، كما تحدث عن إتصالات عمال البحرين، بالحركة العمالية العالمية، والمشاركة في الكثير من فعالياتها.
بعده كانت مداخلة الحزب الشيوعي الأردني، التي اشار فيها، لواقع الحركة العمالية الأردنية، وعلاقة الحركة بالربيع العربي، ومهامها في المرحلة المقبلة، ثم دعوته لبرنامج يساري للعمل النقابي.
ثم كانت آخر مداخلات الأحزاب لممثل حزب الشعب الفلسطيني، الذي تحدث عن أثر الإنقسام الفلسطيني الداخلي على الحركة النقابية العمالية.
بعده كانت الفرصة للمداخلات الفردية، التي ساهم فيها عدد ليس بقليل من الرفاق الحاضرين، وإستمر النقاش للساعة السادسة مساءاً حيث أختتمت أعمال هذا اليوم.
هذا وكان الرفيق جاسم الحلفي قد ادار الجلسة الأولى، ثم تناوب الرفاق من مختلف البلدان، على إدارة بقية الجلسات، ومن الجدير بالذكر مساهمة الرفيق حميد مجيد، سكرتير حزبنا الشيوعي في أعمال السيمنار، ومساهمته في المداخلات أيضاً.