شهداء الحزب

في كوبنهاكن:الشهداء الشيوعيون، قناديل تضيء عتمة الطريق

كوبنهاكن: طريق الشعب


كثيرون، هم الشهداء الشيوعيون.
كثيرون جدا، اولئك الذين ضحوا بارواحهم من اجل حريتهم وحريتنا، ومن اجل وطنٍ خالٍ من الجوع والحروب والظلام.
كثيرون هم، الذين نحتفي بهم اليوم، حيث تمر الذكرى السنوية على اطلاق الرصاصة الاولى، او المشنقة الاولى، هي ذكرى اعدام الشهيد الاول، الشهيد الرمز، مؤسس الحزب وقائده، الذي تقدم قافلة الابطال، رافعا اللافتة الحمراء (الشيوعية اقوى من الموت واعلى من المشانق).
كثيرون هم، الشيوعيون الذين اختاروا الطريق الوعر بهامات متحدية، ومن دون ان يرتدوا ثوب الضحية، فروتْ دماؤهم ارض العراق، وفي سبيل العراق، وفجر العراق، لعلّ طائر الفينيق ينبعث من رماده مرة اخرى.
نحتفي اليوم، ونحن نقترب من الذكرى الثمانين لميلاد حزبنا، وبين صفحات هذه الثمانين، ترك لنا الشهداء رسائل كثيرة، كان من اهمها ان نكون اوفياء للمبادئ والاهداف التي من اجلها نزفت جروحهم.
واذ يحتفي الشيوعيون في كل مكان يتواجدون فيه، بشهدائهم في الرابع عشر من شباط من كل عام، فأن منظمة الحزب في الدانمارك احيت هي الاخرى في مساء نفس اليوم احتفالا يليق بهذه الكوكبة اللامعة، حيث تزينت جدران القاعة بمعرض كبير لصور الشهداء كان تضمن برنامج المنظمة في هذه المناسبة، عرض فلم لصور الشهداء على شاشة المسرح الكبيرة طوال وقت الجزء الاول من الاحتفال.
حضر في هذه الامسية بالاضافة الى الشيوعيين واصدقائهم، عدد من عوائل وابناء الشهداء، كما حضره نخبة من السياسيين والمثقفين والشعراء.
ابتدأ الحفل الرفيق (ابو كاوا)، بكلمات استذكارية، وبمقاطع شعرية، مجدت الشهداء واهابت باقدامهم وشجاعتهم، ثم طلب من المحتفين، الوقوف دقيقة صمت حدادا على ارواحهم.
بعد ذلك، كانت الكلمة (لمنظة الحزب) في الدانمارك، القاها الرفيق (ابو وائل)، والتي جاء فيها، (ان حزبنا الشيوعي العراقي وهو يعيش احتفالاته بذكرى ميلاده الثمانين، يستذكر باجلال، الالوف من الشيوعيين والشيوعيات، من كافة قوميات وأديان وطوائف شعبنا، ومن جميع مدنه وأريافه، الذين وقفوا بشموخ ضد كافة اشكال الطغيان وكتبوا بدمائهم تاريخ الحزب، الراسخ بعمقً في وجدان العراقيين، والذين نعاهدهم على الاستمرار بذات الطريق، وذات الاصرار، من اجل غد افضل لنا، ولابناء شعبنا بدون استثناء.
ومن هذا المنطلق، فاننا نتوجه لشعبنا العراقي المكتوي بنار الارهاب والطائفية، ببرنامجنا الوطني الديمقراطي،ـ برنامج التحالف المدني الديمقراطي ـ كخيار بديل للخروج من نفق الازمات والشلل الذي تعاني منه العملية السياسية، والتي تضع مستقبل بلدنا برمته على كف عفريت ان لم نتدارك الامر).
كما جاء في كلمته، (ان طريقنا نحو الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ليست سهلة ابدا، ولن تكون بلا مخاطر، ولكننا سنظل في موقع الدفاع الاول عن مصالح الشعب والوطن، وإن أسماء شهيدات وشهداء حزبنا الخالدين، ستظل محفورة وإلى الأبد في ذاكرة جيلنا والأجيال القادمة، وستظل ملهما لنا لاجتراح الماّثر).
عندما يحتفي الشيوعيون بيوم الشهيد، يحضر التراث العراقي الثوري على ايقاع القصائد والاناشيد والاغاني الوطنية، فكانت المساهمة الاولى في هذا المجال الى الرفيقة (بهار)، التي غنت بصوتها الانيق، اغنية (مرني مرني.. بشمع زفتك مرني.. ذكرى فهد وحسين.....)، ثم غنت الاغنية التي تثير المواجع، (يبني يالغايب.. يبني وحكَ هاي المسية... ).
وكان للرفيقة (ام شروق) مساهمة شعرية ايضا، فقرأت امام الحاضرين وبأداء مميز، القصيدة الحماسية المشهورة التي خاطب بها الشاعر الشهيد (محمد الخضري)، (بجينة ومابجينة اعليك، ياجلمة ابحلكَ تاريخ...).
وبعد استراحة قصيرة تناول فيها الحاضرون الشاي والقهوة وبعض المعجنات، عاد الجمهور ليشاهد فلما، اعده المكتب الصحفي لمنظة الحزب في الدنمارك، والذي يروي بصوت الرفيق (ابو سرجون) قصة شهداء (مجزرة قصر النهاية)، وعددهم 22 شيوعيا، اعدموا في الليلة التاسعة والعاشرة من اذار 1963، ودفنوا في مقبرة جماعية، وكان البعض منهم، قد دُفن وهو مازال حيا بطريقة تعبر عن ابشع انواع الوحشية والانتقام.
اما الشاعر المبدع الرفيق (كامل الركابي)، الذي قدمه الرفيق الشاعر (عبد القادر البصري) فقد كانت له الفقرة الختامية من الحفل، والتي كانت عبارة عن قراءات شعرية، جعلتنا متعتها نشعر وكأننا في بداية الحفل، قصائد كثيرة والتقاطات ذكية ومدهشة، ابتدأها الشاعر بقصيدة:
شيوعيين
كل نبضه اﺒﮔلبهم
ورد للناس
ورياحين
شيوعيين
كل نسمه ابفجرهم
خبز للفقره
وشمس
يفرش ضواها
ابيوت المحبين
شيوعيين
كل شمعه ابسهرهم
فرح للثوره
الضوت بعيونهم
طيبين
اصفه
من الليالي اﻠﮔمره
من ماي النبع
من هدوة التلحين
شيوعيين
(نايفهم)
يحط دمه عله ﭽفه
وبالملح
تسهر جروحه
ومايذل ويلين