شهداء الحزب

حفل أستذكاري لشهداء الحزب في بودابست

على مدى ثمانية عقود ، سجل شهداء الحزب والحركة الوطنية ملاحم تكاد تكون نادرة في تاريخ الشعوب ، لقصة نضال نيل شهادة الخلود ، أبتدأت من الرابع عشر من شباط عام 1949 عندما صعد مؤسس الحزب الشيوعي العراقي الخالد فهد مع رفيقيه صارم وحازم ، أعواد المشانق متحدين جزاريهم بالموت الذي أضحى نبراسا يضيء دروب سعادة الشعوب.
بهذه الكلمات أفْتتحَ اﻹحتفال اﻷستذكاري ليوم الشهيد الشيوعي العراقي ، الذي نظمته منظمة الحزب في المجر ، ببودابست . وتخليد لذكرى شهداء العقود الثمانين من عمر الحزب ، وقف المستذكرين دقيقة حداد على أرواحهم . وما أن أنْهيَتْ كلمة المنظمة بشعار المجد لشهداء الحزب، حتى شنف سماع الحاضرين الرفيق خليل الفخري برائعة الجواهري الكبير يوم الشهيد ، تلاه عدد ممن زحف البياض على ما تبقى من شعر في قحفة رؤوسهم عن تجاربهم ومشاهداتهم ، ملخصين ملحمة فداء الوطن ، منذ أن أعتلى الخالد فهد ورفاقه المشنقة، وهو يهتف الشيوعية أقوى من الموت وأعلى من أعواد المشانق. تواصل الدم الشيوعي ليشعل بوهجه قناديل طريق النضال لحاملي وصاياهم وتعاليمهم ، مسجلين ملاحم بطولية تفرض نفسها على الذاكرة ولا تمحى ، لا عشقا للموت بقدر ما كانت عشقا للحياة الحرة الكريمة ، حياة العزة والكرامة ، والدفاع عن القيم الرفيعة ، التي ضحوا من أجلها ، عشاق بناء الوطن الحر والشعب السعيد ، وتتابع حماس الحاضرين بالحديث عن ذكرياتهم عن الهجمة البربرية التي شنها حزب البعث الفاشي ضد الشيوعيين وقادة ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة في صبيحة الثامن من شباط اﻷسود، بجمل لا تهيج المشاعر ، والعاطفة فحسب ، وإنما تثير اﻷعتزاز والشموخ للأجيال القادمة ، هذه الهجمة التي أريد لها كما أكد الرفيق خليل القضاء على الحزب الشيوعي العراقي ، مؤكدا على أن أعداء الحزب لم يستوعبوا لحد الآن ، أن الشيوعيين قد مدوا جذورهم في أعماق تربة الوطن ، وزرعوا بذور شجرة حياته في كل بيت عراقي ، لتكون معينا لا ينضب للمناضلين من أجل الحرية والكرامة والعدالة اﻷجتماعية ، وعبر مسيرته النضالية، تحدث الرفيق خليل عن رحلته بين السجون ، بعد أنقلاب البعث الفاشي ، والتي أوصلته الى السجن الصحراوي نكرة السلمان، معيدا الى اﻷذهان إستشهاد الضابط صلاح حسن في الصحراء بعد تهريبه من نكرة السلمان.

هذا وقد إنتهت اﻷحتفالية باجماع الحاضرين على صيانة ذكرى هؤلاء اﻷعزة ، بتذكير اﻷجيال القادمة بمن ضحوا وقدموا حياتهم أساسا لبناء الوطن الحر والشعب السعيد.