شهداء الحزب

رفاق شهداء عايشتهم،{ 6 } الرفيق الشهيد عواد حريجة / علي عرمش شوكت

اتذكرك ايها الرفيق العزيز عواد عندما كنت طالباً في متوسطة القادسية في منطقة العطيفية ببغداد، وحينما كان عمرك يكمل تواً السابعة عشر عاما . وكنت تلح على والدك الرفيق " جاسم الكناني ". لكي يرشحك الى عضوية الحزب الشيوعي، ولم تحظ بموافقته بحجة ان عمرك لم يصل بعد الى السن المحدد في النظام الداخلي. فاضطررت لمفاتحة رفيق اخر فوجدتما مخرجاً لموضوع العمر وتم تجاوز ذلك. ورشحت الى عضوية الحزب، وعندما بُلغت بحضور اجتماع الخلية التي نُسبت اليها، تواجدت في مكان الاجتماع قبل غيرك من الرفاق، وبعد برهة من الوقت . حضر الرفيق المشرف على الخلية، واذا به الرفيق ابو عواد " جاسم الكناني " ففوجئ بوجودك في مكان الاجتماع، مما دعاه الى ان يطلب مغادرتك المكان.الذي كان بيتاً لأحد اقاربك.وهنا تدخل المسؤول المباشر عن الخلية ليعلم الرفيق جاسم بان عواداً هو الرفيق الجديد المنسب الى هذه الخلية، وكان ذلك مدعاة لأثارة غضب الرفيق ابي عواد، مما حدا به بعد الاجتماع لكتابة رسالة احتجاجية الى الحزب مطالباً فيها محاسبة الرفيق الذي رشح عواد الى عضوية الحزب. وكذلك الغاء ترشيحه، لانهما اخفيا حقيقة سن عواد عن الحزب وخالفا النظام الداخلي. الا ان منظمة الحزب في منطقة العطيفية ومساكن عمال السكك في الشالجية قد ردت على الرفيق ابي عواد بان عواداً اكبر من سنه. وذكرت المهمات التي قام بها، وعلى سبيل المثال، كان محوراً للشباب في عمره وتشكيل فريق كروي باسم " فريق اتحاد فهد" كما كان انشط من الجميع في الكتابة على الجدران لشعارات الحزب بخصوص " السلم في كردستان" وكان على رأس كتلة " اتحاد الطلبة العام " في متوسطة القادسية ، وتشكيل وقيادة حلقة اصدقاء. رشح بعض افرادها الى عضوية الحزب قبل قبول ترشيحه. ولذا استحق الترشيح.
وبذلك تبدد قلق ابي عواد الناجم عن خشيته من مخالفة النظام الداخلي من قبل ابنه، بل وازاده فخراً بالرفيق " ضياء " وهو الاسم الحزبي لعواد الذي اختاره تيمناً باسم الرفيق " ضياء العجمي " الذي توفي غرقاً تحت جسر الصرافية لظروف غامضة آنذاك، وقد ظل عواد متمسكاً بهذا الاسم حتى ان تزوج ورزق بولد اسماه " ضياء ".
كان عواد عضواً في الحزب الشيوعي العراقي اثناء انقلاب الثامن من شباط الفاشي، ولم تتمكن قطعان "الحرس القومي" من القبض عليه ولا على رفاق خليته الذين عقدوا اجتماعاً وقرروا تسمية خليتهم بـ " اللجنة المركزية المؤقتة للحزب" وانتخبوا الرفيق الشهيد صادق "جبر الموسوي" سكرتيراً لها. وعندما القي القبض على الشهيد صادق واستشهد في ملعب الادارة المحلية في المنصور دفناً حتى الحزام ونهشاً بكلاب جائعة. وكان يهتف بحياة الحزب حتى اخر نفس فيه. اختفى عواد بعد استشهاد صديقه عمره ورفيقه صادق. منتقلاً الى مدينة الثورة ، وهناك غير اسم ابيه وبات يعرف بـ " عواد حريجة" .
ولقدرته الفذة على التخفي والتحرك في أن معاً. كلفه الحزب بمهمة خاصة عام 1964، وكان كفوءاً لتلك المهمة. غير انه قد تم القبض عليه بسبب محض الصدفة السيئة. ولم تتمكن اجهزة الامن النيل من صلابته وامانته على اسرار حزبه. ظل الشهيد { ابو ضياء } صامداً متنقلاً بين السجون والمعتقلات. الا انه لم يغب عن باله الهروب من السجن والالتحاق بصفوف حزبه، فقد ساهم في حفر نفق في معتقل الفضيلية مع الرفاق كاظم فرهود و سليم اسماعيل وغيرهم. الا ان المحاولة فشلت. كما ساهم في عملية تهريب الرفاق كاظم فرهود وسليم اسماعيل اثناء نقلهم من سجن نقرة السلمان الى السماوة. وعاد الى ذلك السجن الصحراوي مضافاً الى ملفه تهمة التهريب، وقبل ذلك كان مشاركاً بإضراب السجناء عن الطعام دام ستة وعشرين يوماً.
لقد فجعت وتولاني الحزن العميق حينما قرأت خبر استشهاد الرفيق عواد" ابو ضياء " رفيق المهمات الصعبة بحق، حيث اعدم عام 1995 في سجن "ابو غريب"، وكان القبض عليه بسبب دوره القيادي اثناء انتفاضة اذار 1991 في التحرك الذي جرى في مدينة الثورة.
اليك يا ابا ضياء ، مني ومن كل رفاق حزبك وقفة اجلال واعتزاز وافتخار بك، وسوف لن ننساك ولن ينساك حزبك حزب الشهداء الأبرار .
سوف نبحث في هضاب الشمس عن رحيق
ولن نبرح الطريق.
ونتفيأ بظل حزبنا الشيوعي العريق.
نطل من عليائه .. ونستأذن التاريخ
لننحت على اسواره اسمك ايها الرفيق