شهداء الحزب

الشهيد محمد سليم الصفار بطل أزهق عمّاش روحه النيّرة / جعفر حميد مراد

محمد سليم الصفار احد الفوانيس المعلقة على صدر ليلنا الموحش، ذكراهم تنير للاتي من الاجيال دروبا تعبق بالقيم الانسانية والنضالية، قيم الثبات على المبادئ رغم مشاق الدروب التي كتب على اجيالنا ان تسلكها من اجل حرية وسعادة شعبنا المضام. كان محمد سليم من الطلبة المتفوقين فحصل على البعثة لدراسة الاقتصاد في احدى الجامعات الامريكية وحين عاد الى الوطن ساهم مع زملائه من التقدميين في تأسيس جمعية الخريجين التي حصلت على اجازة لاصدار مجلة "المثقف" التي صدر عددها الاول غداة ثورة 14 تموز.
عمل في الجهاز المصرفي وعيّن في اواسط الخمسينات مديرا لفرع مصرف الرافدين في عمان، وتحسبا لاحتمال سيطرة النظام الاردني على موجودات المصرف من مال ووثائق هامة، بحكم ارتباط بلدينا في الاتحاد الهاشمي آنذاك، سارع صبيحة ثاني ايام الثورة الى نقلها بسيارته الى فرع دمشق وعاد في نفس اليوم الى عمان..
وتولى بعد ذلك ادارة فرع مصرف الرافدين في بيروت. ثم نقل الى بغداد مديرا لفرع المصرف في السنك. كان استشهاد محمد سليم الصفار المثال الذي كررته الحركة الوطنية في انبل رموزها وحفل به سجل الشيوعيين على امتداد تأريخ الحزب الذي يحتفلون بالذكرى الثمانين لميلاده.
تولى الشهيد نقل كوادر حزبية من مكان الى أخر حفاظا على سلامتهم ابان انقلاب الثامن من شباط البعثي الفاشي، لكن أحدهم إعتقل ولم يصمد طويلا تحت التعذيب البعثي فأعترف بأن الذي نقله محمد. فألقي عليه القبض من قبل الحرس القومي وتعرض الى ابشع انواع التعذيب في أقبية قصر النهاية حتى ان المسامير والكلبسات غرست في رأسه وذلك بإشراف مباشر من القيادي البعثي صالح مهدي عماش، فأمر أخيرا بتصفيته محاولا ستر عمالته للمخابرات ألآميريكية.
فقد كانت تحويلاتها المالية لعماش، غداة ثورة 14 تموز، معروفة للشهيد إذ جرت اثناء إدارته لفرع مصرف الرافدين في عمان.
هكذا استشهد البطل محمد سليم الصفار رافعأ راية حزبهِ الشيوعي بشرف ونبل.