شهداء الحزب

حكاية الشهيد خالص حميد ومحاولات الحزب وجاندرا لانقاذه من حبل المشنقة! / منعم جابر

في منطقة البارودية في بغداد ولد الشهيد المناضل خالص حميد في عام 1930 وكان والده موظفاً حكومياً ومثقفاً نوعياً الا ان مطالب الحياة اثرت سلبا على العائلة، وتحولت العائلة الى منطقة الفضل.
شب خالص وانحاز الى الفكر التقدمي ووجد في الحزب الشيوعي المكان المناسب لطموحاته وتطلعاته وقد انتمى الى الحزب عام 1956 وكان خالص يتواجد بصحبة بعض شجعان بغداد ومنهم الشهيد خليل ابو الهب "الاشقياء الشرفاء"! تعرض المناضل خالص للاعتقال عام 1957 لكن انتصار ثورة 14 تموز 1958 وانتصار مدها الثوري والجماهيري دفع بخالص بقوة للمزيد من التألق لكن تعرض الثورة للهجومات المضادة وتراجع الحكومة امام ضغط القوى الرجعية والعميلة عرض خالص والكثير من رفاقه الى الاعتقال والسجن حيث أعتقل عام 1960 و 1961 وبذلت والدته جهوداً كبيرة في متابعته في السجون والمعتقلات. وسكن خالص مع والدته في بيت حزبي "وكر" اختفى به الكثير من الشيوعيين ولعل النكسة الاكبر في تأريخ الشعب العراقي هي انقلاب 8 شباط 1963 ويومها اعتقل خالص بسبب تعاون بعض المتخاذلين وكانت والدة خالص تلعب دور ناقلة البريد الحزبي بين الشيوعيين في خارج المعتقلات والسجون ومن هم في سجون الفاشست وتعرضت للاعتداء والاساءة من قبل افراد الحرس القومي! بعدها غادر خالص الى كردستان ليلتحق بالثورة الكردية ناذراً نفسه للشعب والوطن.
كيف هرب خالص الى كردستان؟

حدثني الرفيق كيلان الهزاع بأن وجود خالص في بغداد يشكل خطراً على حياته فقرر ان يغادر الى كردستان ولكن الامن كان متشددا، عندها عملنا خطة بأن يقوم الشهيد خالص بسياقة سيارة الاجرة المغادرة الى السليمانية بصفته سايق وبالعادة لا تطلب هويته وفعلاً نجحت الخطة وتجاوز خالص الخطر ليظل في كردستان لفترة طويلة. عمل خلالها مع جماعة القيادة المركزية لإيمانه بخطهم حتى مطلع السبعين حيث عاد للعمل ضمن خط الحزب وبدأ يخطط للعودة الى بغداد منذ عام 1973 هو ومجموعة من الرفاق لكن بعض اعوان النظام وشوا بهم الى دائرة الأمن في السليمانية وتم القبض على خالص مع الشهيد نصير النهر وجماعة أخرين وارسلوا الى بغداد وتمت محاكمتهم في "مسلخ الثورة" وحكم عليهم بالاعدام وقد كلف الحزب يومها المحامي طيب الذكر سعد يحيى قاف للدفاع عنهم الا ان الفاشست كان لهم قرار الاعدام!

جهود محلية ودولية للدفاع ولكن؟

بذل الحزب جهوداً جبارة لأنقاذ خالص ورفاقه وخاصة جهود الراحل عامر عبد الله ولكن صدام كان يحتال ويوعد ويكذب ويسوف وعمل رفاقنا جهوداً واستخدموا أساليب ضغط دولية وأهمية ولكن دون جدوى. وفي اخر المحاولات تم تكليف روميش جاندرا سكرتير مجلس السلم العالمي للضغط وفعلاً حضر الى بغداد واتصل بصدام والبكر من اجل تخليص الرفاق ومنهم شهيدنا المناضل خالص حميد لكن الجهود لم تستمر ونفذت جريمتهم النكراء في عام 1974. لكن خالص ورفاقه ظلوا شامخين والفاشست الى المزبلة.