شهداء الحزب

الشهيد حافظ ابراهيم ياسين / علي طاهر

جمعتني بالشهيد حافظ ابراهيم منظمة للحزب الشيوعي العراقي في مدينة بغداد بعد عام 1981 .وقد ترك دراسته في معهد التكنولوجيا\بغداد أثر الهجمة الشرسة والهمجية على تنظيمات الحزب. وقد كان شاباً يافعاً، الابتسامة لا تفارقهُ ويمتاز بروح المرح والنكتة وكانَ بسيطاً و متواضعاً وقسى على نفسه وعلى عائلتهِ الشيوعية لأنه يؤمن بقوة الحياة والمستقبل .وعاش بلا مأوى آمن ولا مستمسكات شخصية تساعدهُ على التنقل والعمل بتحدي الانسان الشيوعي .وكان مبيتهُ في احيان كثيرة في محل للكماليات في منطقة الحبيبية- بغداد لصديقه نوري لفته. بعد غلق المحل عليه من الخارج.
واستمر عملنا التنظيمي حيث اصبح الشهيد حافظ هو المنظم اواخر عام 1985 حتى اواخر اًذار او بداية نيسان 1986 حين عودة الشهيد صبحي يعقوب منصور من كردستان ليستلم منه العمل التنظيمي. وبعدها رحُل الى تنظيم اخر. ايار او حزيران 1988 زار الشهيد بيتنا يسأل عني ولم يحصل على جواب من اهلي كوني كنت تاركاً سكني بناء على توجيهات حزبية. ترك الشهيد حافظ مع الشيوعيين المجهولين متع الحياة وعاشوا اوجاع الوطن رغم خذلان الايام وشبح الموت والاعتقال لا يفارق المخيلة. مما زادتهُ صلابة وإيماناً بالقدرة على التخلص من المواقف المحرجة. وتشهد محطات باصات نقل الركاب ومساراتها الطويلة وإسفلت الشوارع كيف يقضي الرفيق الشيوعي نهاراته بدون عمل. لكن الشهيد حافظ ابراهيم واصل نشاطه الحزبي بهمة للتحرك على المنقطعين الاتصال بالحزب وكسب الاصدقاء الذين لديهم ميول ماركسية او معارضين لنظام البعث الفاشي والحرب المفروضة وقام بزيارة اهوار الناصرية وبالأخص منطقة الطارق وبصحبة الرفيق بهلول ناصر كونهُ من اهل المنطقة ويعمل معه في نفس المنظمة الشيوعية لغرض خلق ركائز للحزب في الاهوار. وكان يرتبط به تنظيماً الشهيد كريم لفته (البناء) وعمل معه بأعمال البناء. وكانوا اصدقاء وبينهم معرفة عائلية. واجتزنا سنين مملوءة بالحزن والمتاعب والدم وكنا اقوياء رغم الالام والأوهام ونضالنا عبارة عن نفق طويل لا نهاية له. وكانت احلامنا مؤجلة وكنا نلتقي على المحبة كثيراً. ونتحدث عن المشاريع الانسانية والأمنيات البسيطة ونناضل كي لا يصل الخراب الى ارواحنا. وعندما فرت السنين وانتظرت سنوات لأعرف اسمه الحقيقي هو حافظ وليس احمد. وأعلمت بالخبر الموجع لنفسي باستشهاده بعد ان قاموا بتعذيبه واستمروا طويلا وبكل الوسائل وقاوم حتى الموت ليمنحني الحياة مع آخرين.
انكَ باقٍ في ذاكرتي وكل من احبوك. ولا انساك ما حييت لاني اعتز بك وبفقدانك فقدتُ اخاً ورفيقاً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*اعتقل في حزيران 1989 واُعدم في 12\10\1989 بتهمة انتمائه للحزب الشيوعي.