الشهيد نافع منعم والاحتراف في نابولي الايطالي لولا انقلاب شباط الاسود / منعم جابر
- التفاصيل
- نشر بتاريخ الأربعاء, 03 أيلول/سبتمبر 2014 20:11
بمناسبة احتفالات الحزب الشيوعي العراقي بالذكرى الثمانين لتأسيسه وضمن منهجنا في الصفحة الرياضية لجريدة "طريق الشعب" بالتعريف بالرياضيين الابطال من شهداء الوطن والرياضة لمواقفهم الوطنية والانسانية من الشيوعيين والديمقراطيين واليساريين زمن كل الطيف العراقي بنشر صورة ناصعة وحقيقية عن رموز الوطن وشهدائه من الرياضيين املين تعاونكم بالكتابة عن شهدائنا الابرار من عموم مناطق ومدن العراق استذكارا وتقديرا لتضحياتهم الوطنية.
نافع منعم "جوليس العراق" الملاكم الذي لايخسر
سبق وان تحدثنا عن الشهيد الرياضي نافع منعم الاسود المولود في بغداد عام 1936 وقد تميز الشهيد بممارسته لالعاب كثيرة منها المصارعة وكمال الاجسام ورفع الاثقال والملاكمة حيث تميز بكل هذه الالعاب، وهذا الرياضي العاشق للرياضة والذي يقضي ساعات طويلة في التدريب وبشكل غريب يقول عنه الملاكم الدولي عامر ناجي: لم أر رياضيا يتدرب مثلما كان نافع الاسود. وقد لعب نافع امام ابطال من تركيا والاتحاد السوفيتي ولم يخسر معهم ولا مع اي ملاكم عراقي. عاش الشهيد نافع كادحا اضافة الى تميزه بالخلق الرفيع والصفات الانسانية العالية وان لم يعتد على اي انسان طيلة حياته. لعب نافع لنادي المهداوي وكان مثار اعجاب زملائه واصدقائه وجمهور النادي. وكان مشجعوه يطلقون عليه لقب جوليس العراق تيمنا ببطل العالم الامريكي يومها.
كان نافع بالطريق للاحتراف في نادي نابولي ولكن؟
حدثني الرياضي الرائد جمال مجيد مدير ادارة النادي المهداوي بأن مستوى الشهيد نافع واداءه الرجولي ونتائجه المتميزة فتحت له ابواب الاحتراف، حيث قدم نادي نابولي الايطالي عرضا باللعب باسم النادي الايطالي إلا ان الامكانيات المالية للبطل نافع كانت ضعيفة فهو فقير الحال ويتعذر معه توفير ثمن بطاقة السفر الى ايطاليا! يقول جمال بأننا في النادي قررنا ان نساهم باقامة مباراة تنافسية بين بطلي اللعبة عامر ناجي ونافع الاسود وتقرر موعد المباراة اول ايام عيد الفطر. إلا ان يوم 8 شباط 1963 والمصادف 14 رمضان حصل الانقلاب الدموي الذي تسبب في مجازر بشعة ضد القوى الوطنية والديمقراطية وكان نافع احد ضحايا ذلك الانقلاب الدموي الفاشي.
الرياضي الجنتلمان شهيداً
وبدل ان يسافر نافع للاحتراف في نادي نابولي نجده قد ودع الحياة لا لذنب اقترفه او جريمة نفذها بل كان انسانا شجاعا مبدئيا حمل هموم وطنه وقضايا شعبه في قلبه وضحى بحياته من اجلها. تحية حب وتقدير لذلك الانسان الكبير بأنجازاته وقلبه والخزي والعار للانقلابيين اعداء الحياة.