شهداء الحزب

الشهيد والمربي عامر شاكر رستم الاعرجي رمز للبطولة والفداء / شاكر كاظم الناهي

من اين ابدأ عن هذا الانسان الفذ الذي حفلت حياته بالمآثر خدمة لوطنه ومبادئه ومن اجل نصرة الفقراء والمحرومين ومقارعة الظلم والوقوف بوجه الدكتاتورية ومجرميها واذناب الرجعية والامبريالية العالمية وعلى رأسهم اميركا واسرائيل والدكتاتورية الصدامية.
الشهيد عامر شاكر من مواليد 1946 في ناحية زرباطية بمحافظة واسط، اكمل دراسته الابتدائية في ناحية زرباطية والمتوسطة في بغداد مع شقيقه الاكبر الرفيق المربي عز الدين شاكر بعد قيامه بتنظيم تظاهرة بتوجيه من الاتحاد العام لطلبة العراق للمطالبة باطلاق سراح الفلاحين المعتقلين في سجن بدرة وبعد ذلك استدعاه مدير الامن العام في بغداد (عبد الجليل) وتم التحقيق معه واخذ تعهداً منه بعدم اخراج تظاهرة وسوف يحمله المسؤولية، مما اضطره الى القدوم الى بغداد والخلاص من بطش النظام الرجعي في عام 1957 عندما كانت الساحة السياسية تغلي بالصراعات والتظاهرات ضد الانظمة المستبدة وخصوصا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بقيادة الاتحاد السوفيتي. ثم اكمل دراسته المتوسطة في بغداد مع شقيقه. وفي عام 1968 دخل معهد المعلمين المركزي في الاعظمية وانضم الى صفوف الحزب الشيوعي العراقي عن طريق شباب الاتحاد العام. وكان الرفيق الشهيد عامر مخلصا ومحبوبا من قبل الطلاب في المعهد ورفاقه في الحزب وتخرج من المعهد عام 1970 وفي عام 1971 عين معلما في مسقط رأسه زرباطية وبقي فيها ثلاث سنوات وهو مراقب من قبل جلاوزة الامن واذنابهم فكان رفيقا صلبا وقد كسب الكثير من الاصدقاء وضمهم الى صفوف الحزب الشيوعي العراقي، وكان النظام له بالمرصاد وتم نقله الى مشروع الشحمية في ناحية الزبيدية الى مدرسة العودة عام 1974 وكان معلما غيورا وحريصا على طلابه والفلاحين في القرية، وقام ببناء علاقات طيبة وشارك الفلاحين مناسباتهم بافراحها واحزانها واسس فريقا لكرة القدم، ثم اسس معرضا للرسم وما زالت رسومه باقية ويتذكره الفلاحون لحد الآن. ثم التقيت باحد طلابه وهو حسن مصباح وهو معلم في المدرسة حاليا وسألته عن الشهيد فاجابني عن سيرته وحب التلاميذ والمعلمين وابناء القرية له ويتفقد المرضى ويصرف من جيبه الخاص.
اما انا المتحدث التقيت بالشهيد بقرب المنطقة "منظمة الريف" وكنت اريد ايصال جريدة طريق الشعب سراً عام 1975- 1977. اما الشهيد كان يحبني كثيرا لصغر سني ويوصني على ان لا اكشف من قبل ازلام النظام وفي عام 1977 القي القبض عليه من قبل امن الزبيدية بتهمة التحريض على ضرب البعث الفاشست. الرفيق عامر رأيته انسان هادىء الطبع ومخلص لمبادئه ومحبوبا من قبل الجميع وحريص على عمله. عند خروجي من السجن سالت احد رفاقنا فقال ترك التعليم ولم يعرف مكانه.
وفي عام 1978 تمت مضايقته من قبل امن الشحمية ومن الزبيدية واضطر لترك التعليم والهروب الى بغداد وخوفا من بطش النظام وجلاوزته من البعثيين وبعد سقوط النظام المجرم عثرت على الاضبارة الامنية واطلعت على كافة المعلومات فيها ثم التقيت بشقيقة الرفيق محيي الدين وهو اكبر سنا من الشهيد. فقال لي ان الرفيق عامر ترك التعليم واشتغل عاملاً مع صديقا له في سيد سلطان علي بمحل ميكانيك وبعدها اشتغل عاملاً في فندق الحمراء في بغداد متخفيا من ازلام النظام المقبور، ثم اعلن اسمه في جريدة الثورة بالهارب والعميل وكانت المراقبة شديدة تجاهه. في عام 1979 حدثني شقيقه محيي الدين عن قصة عنه ثم التقى به مدير مدرسة العودة التي انقطعت منها هو المعلم منيف بناي شاهر لجلب رواتبه التي قطعت منه. فقال له خذ تلك الرواتب لاني لم امارس عملي وهذا حرام لان مبادئي واخلاقي لا تسمح لي ولا يشرفني، ثم اعاد الرواتب الى الدولة وهو في ظرف حرج وبحاجة الى المادة فاستغرب مدير المدرسة. ثم تعرض للاعتقال عدة مرات ولم ينثن عن مبادئه السامية لنصرة المظلومين والفقراء وبعدها تم مراقبة جميع اصدقائه ثم اضطر شقيقه الاكبر الرفيق عز الدين مع عائلته للسفر الى بلغاريا. اما الرفيق الشهيد ودود عز الدين فقد اكمل دراسته في بلغاريا.
وفي عام 1980 تدرب في لبنان وانضم الى فصائل الانصار في شمال الوطن عام 1981 وترد الدراسة وفي عام 1982 استشهد في منطقة بين تركيا والعراق وكان مثلا اعلى في التضحية. اما ما ظل من اشقاء الشهيد عامر فهو الرفيق محيي الدين وهو رفيق بكل معنى الكلمة محافظا على تاريخ اخوته وابناء اخوانه والاتصال بهم في مدن العالم.
في عام 1980 القي القبض على الشهيد عامر شاكر الاعرجي من قبل امن بغداد في فندق الحمراء وحسب شهادة الادارة في الفندق وبعد سقوط النظام الدكتاتوري اتضح ان الاقتحام كان من امن واسط (امن الزبيدية) حيث ارسلوا صديقاً له يعمل في محل وهو وكيل امن تعرف على عنوان الشهيد عامر ثم القي القبض عليه وتم ارساله الى امن واسط ومن ثم الى بغداد ثم محكمة الثورة سيئة الصيت وتم اعلامه ومحاكمته صوريا من قبل الجلاد الملعون عواد البندر عام 1984، ولم يعثر على رفاته لحد الآن. اما ابن شقيقه الشهيد عز الدين تم نقل رفاته الى مقبرة شهداء الحزب الشيوعي العراقي في اربيل.
المجد والخلود لشهداء الحزب والشهيدين.. والخزي والعار للنظام المقبور والى مزبلة التاريخ من اجل عراق الحرية والديمقراطية.