شهداء الحزب

الشهيد علي النوري حيّ في ذاكرتنا / صاحب باقر

هو الرفيق علي شيخ محمد نوري من عائلة دينية تسكن محلة المخيم في كربلاء كان ابوه معمما الا انه لم يكن مرتبطا بالحوزة الدينية شانه شان الكثير من المعممين في كربلاء. عند اقتراب مواسم الزيارة للمراقد المقدسة كان الاب يسافر الى الخليج كما هو حال اغلب المعممين لجلب الزوار واصطحابهم الى كربلاء واستضافتهم وتقديم الخدمات لهم والقيام معهم بجولات لزيارة المراقد خارج مدينة كربلاء وفي نهاية الموسم يحصل على مبالغ مالية وهدايا لقاء تلك الخدمات، تضمن له إعالة الاسرة.
لم تكن علاقتي بالشهيد علي مباشرة ولكنني كنت اراه كثير التردد على دور العبادة والمحافل الدينية ولديه علاقات مع أبناء محلته. اما عن علاقته بالشيوعيين فلا ادري كيف ومتى ارتبط بعلاقة حميمية مع هاشم زكي وهو من الشيوعيين القدامى في منطقة باب العلوة واعتقد هو الذي كسبه للحزب وكان يوصل له جريدة القاعدة لسان الحزب الشيوعي العراقي وأيضا الادبيات الأخرى. الجدير بالذكر كان نفوذ الحزب يمتد لمناطق الحسينية والجرية وله مؤيدون في أوساط الطلبة . السلطات القمعية شنت عام 1955 حملة اعتقالات استمرت لغاية 1956 ولم يبق في المدين? من الشيوعيين الا القليل، وكان الوضع قاسياً جدا ولكن المفاجأة هي قرار قيادة منظمة راية الشغيلة حل نفسها وانضمام أعضائها كأفراد الى الحزب والإقرار بان الانشقاق كان خطا فادحا اضر بنضال الشيوعيين واضعفه. المهم الحال تغير بالتحاق الرفيق جاسم حلوائي مسؤولا عن التنظيم وبدا يشرح لنا في صحة وصواب الحل والافاق الرحبة التي ستواجه عملنا بعد توحيد القيادة في النشاط الجماهيري وبالتدريج لمسنا صحة القرار حيث انتعش عملنا وساد بيننا شعور بالثقة والامل بالمستقبل وبحماس عال بدانا بالاتصال برفاق الحزب وبناء منظمة المدينة فكان?ان اتصلت بالشهيد النوري الذي لديه صلات مع المثقفين وبعدد من الفلاحين بينهم أعضاء منقطعون عن الحزب. أيضا صلاته جيدة مع بعض الشخصيات البعثية المعتدلة، وبعناصر أخرى من الوطني الديمقراطي. انعكس هذا النشاط على الفعاليات وتحديدا خلال العدوان الثلاثي على مصر عبر تظاهرات الطلبة خصوصا متوسطة العباس التي انطلقت وكان يتقدمهم الطالب فيصل الشامي حيث التقت بهم التظاهرة التي يقودها الشهيد النوري القادمة من شارع العباس وشارع باب العلوة يشاركهم عدد من القوميين، وقد تعرض للاعتقال. وبعد فترة وجيزة اطلق سراحهم اما انا فق? نقلت الى سجن بعقوبة سيئ الصيت حيث كان يرسل لي اخبار المدينة مع عائلتي التي تزورني في المواجهات الشهرية . بعد ثورة تموز اطلق سراحي وزارني الشهيد مع جمع من شباب المحلة وفي وقتها عملت في لجنة المدينة المشكلة بقيادة جاسم حلوائي الى جانب إبراهيم كرماشة وعلي النوري المسؤول عن منظمة الطلبة والمثقفين. في بداية عام 1960 استلم مسؤولية منظمة المدينة بعد تكليف الحلوائي بمهمة حزبية أخرى خارج كربلاء واشرف على النوري مع الرفيقة نبيهة مسؤولة التنظيم النسوي والتي اعجب جدا بنشاطها والتزامها. هذا الاعجاب انتهى بالزواج منها?ورزقا ولدا اسمياه احسان وظلت وفية له مخلصة بعد استشهاده وفضلت مرافقة عائلته بعد تسفيرها الى ايران والعيش معهم . وعندما انتقل إبراهيم كرماشة مسؤول العمل الفلاحي للعمل في لجنة منطقة الفرات الاوسط استلم الشهيد النوري مهمة العمل الفلاحي، وكانت اخر مرة التقينا معا في محلية النجف بحضور عدد من الرفاق في منطقة الفرات الاوسط وقد علمت لاحقا انه ذهب الى ايران ثم عاد واختفى في بغداد ولم التق به مرة اخرى الا عند انفراج الوضع وقيام الجبهة مع البعث حيث التقيته في كربلاء ايام محرم والمشاركة في عزاء العباسية وفي ذلك الوقت ?لف الشهيد بإعادة بناء المنظمات الحزبية وكلف ايضا بتمثيل الحزب في الاجتماعات لقيادة الجبهة في المحافظة، وكان قد كتب عددا من المقالات عن المسالة الفلاحية .
المجد والخلود لشهداء الحزب الشيوعي العراقي والعار للقتلة .