شهداء الحزب

في الذكرى الـ37 لاعدام نجم المنتخب العراقي : بشار رشيد ابن الرياضة وشهيد الوطن الغالي / منعم جابر

(اذا كانت الكتابة عن الشهيد _ اي شهيد _ واستذكار موقفه البطولي وتضحيته العظيمة من اجل الوطن والقيم والمبادىء واجبا وطنيا وانسانيا واخلاقيا تقع مسؤوليته على عاتق كل كاتب غيور، فاني اعتقد بان الكتابة عن شهيد بارز وكبير مثل الشهيد بشار رشيد هي شرف كبير للكاتب قبل ان تكون واجبا وطنيا واخلاقيا ) اخترت هذه المقدمة التي كتبها الاخ والزميل العزيز فالح حسون الدراجي كجزء من مقدمته لكتاب ( بشار الطائر المذبوح ) للزميل عبد الرحمن فليفل والتي وجدت فيها فعلا ان مانقوله بحق بشار ونكتب عنه بين الحين والاخر وخاصة ايام استذكار جريمة اعدامه التي اقدم عليها النظام الفاشي المقبور هو شرف كبير لمن يكتب ووسام فخر لمن يستذكر هذا النجم الكروي الكبير الذي كان نموذجا للرياضي الجنتلمان ومثالا للاعب المتالق الذي مثل العاصفة الاهلي والمنتخب العراقي المدرسي ونادي السكك واليات الشرطة واخيرا المنتخبات العسكرية والاولمبية والوطنية كاحد اعمدة هجومها البارزين وعلى الرغم من ان عمر الشهيد بشار الكروي كان قصيرا الا انه كان ربيعا زاهيا حمل كل الزهور بالوانها وعطورها ووزعها على الناس.
مسيرة الشهيد بشار رشيد
ولد الشهيد بشار رشيد من عائلة كادحة عام 1949 في الديوانية وانتقل مع عائلته الى بغداد حيث سكن منطقة ابو سيفين وهي من احياء بغداد الفقيرة وكان اول اصدقائه الزميل الصحفي فيصل صالح وكان ملعب الامانة في منطقة الشيخ عمر هو مرتعه الاول مع زملاء الطفولة صباح حاتم وطارق عزيز ومنعم جابر ونامس مهدي وكان فريق شباب الجمهورية هو فريقهم الاول عام 1960 ثم فريق نسور العاصفة تحت اشراف المربي الشعبي غازي عباس عام 1962 وتوطدت علاقات بشار مع لاعبي ذلك الزمن ومنهم ستار خلف ومحمد علي قنبر وفخري ابو الليل وتقدم بشار بالعمر والمستوى ليصبح قائدا لفريق العاصفة الاهلي ويبني علاقات طيبة مع الرياضيين ومنهم كاظم عبود وقيس شاكر وجاسم محمد وقيس مصطفى وغيرهم وكان الوسط الرياضي والفرق الشعبية فيه كلها ذات توجهات يسارية وقريبة من الشيوعيين ومنها فرق العاصفة وشباب الاحرار والطليعة وعمال بغداد وانتصار الجزائر والمربعة والنهضة الكاظمي ومنتخب الكرادة والعوينة والحضارة وغيرها من فرق تلك الحقبة ومن العاصفة مثل بشار منتخب العراق المدرسي في الدورة المدرسية العربية عام 1966 تحت اشراف المدربين محمد حسون و داود العزاوي ونجح بشار في تجربته الاولى لينتقل مباشرة للعب في الدوري الممتاز مع فريق السكك الحديد بمرافقة مؤيد محمد صالح ورسن بنيان وجاسم محمد وستار خلف وانور جسام وفي الموسم الثاني انتقل الى فريق القوة السيارة ليلعب بجانب حسين فاضل وصمد اسد وفانوس الاسدي ومنها تالق ليلتحق بفريق اليات الشرطة مع الكابتن عبد كاظم ودكلص عزيز وطارق عزيز ومظفر نوري وجاسب شندي ولطيف شندل ومنعم حسين واخرين.
كيف اقترب الشهيد بشار من الشيوعيين ؟
في منطقة عمالية كادحة عاش الشهيد حياته الاولى واختلط بالرياضيين وكان الكثير منهم يحمل معتقدات وافكاراً تقدمية ويسارية وكان منبعه مدينة الديوانية وتوجهاتها اليسارية واخيرا استقرت عائلة الشهيد بشار في مدينة الفقراء والكادحين الثورة (الصدر حاليا) وضمن هذه الاجواء والافكار اقتبس شهيدنا الغالي افكاره وقناعاته وفي هذه الاثناء كان القائد الشيوعي كمال شاكر لاعب منتخب خانقين السابق قريبا من الرياضيين واستطاع ان يشخص بعض نجومها ومبدعيها ليقيم علاقات قوية معهم حيث تم تشكيل اول هيئة رياضية ضمت الشهيد بشار رشيد والمناضل كاظم عبود وكاتب هذه السطور وكان الجميع يلعبون لفرق الدوري الممتاز والمنتخبات العراقية يومها! لقد كان الشهيد بشار يمتلك اخلاقا عالية ومبادىء انسانية رائعة مع رقي واخلاص للوطن وفقراء الشعب لهذه المواصفات وجد الشيوعيون بالمبدع بشار رفيقا امينا لخدمة المبادىء الوطنية وفعلا ظل الشهيد بشار امينا على قيمه حتى الرمق الاخير من حياته.
الامن يقتحم ملعب الشعب ويعتقل بشاراً!
في ملعب الشعب وعند افتتاح منافسات الدوري الممتاز بكرة القدم يوم 20/9/1975 وعند نهاية مباراة الافتتاح بين فريقي الشرطة والجامعة (الطلبة حاليا) اقتحم رجال الامن منازع اللاعبين لفريق الشرطة وقبضوا على بشار مدعين انه مطلوب لفترة خمس دقائق في الدائرة (هذا الاسلوب كان شائعا ايامها) خلع بشار ملابسه الرياضية وارتدى الملابس المدنية وذهب معهم، حاول الكابتن عبد كاظم معرفة السر والاستفسار الا ان الجماعة لم يجيبوا على اي سؤال قضى بشار ليلته الاولى في موقف تابع للاليات واقتيد صباحا الى الامن العام في منطقة القصر الابيض! وقد حاول ازلام النظام وشرطته السرية توريط بعض الاسماء والشخصيات الرياضية وتوسيع دائرة الاتهام والشبهة حيث استدعوا الكابتن عبد كاظم ومظفر نوري وطارق عزيز واخرين ولكن شباكهم خابت وكان هدفهم المهم هو الرفيق كمال شاكر (سكرتير الحزب الشيوعي الكردستاني حاليا) ويومها كان الرفيق كمال في مؤتمر خارج العراق وما ان عاد حتى نصبوا له كميناً واعتقلوه. وكانت تلك الخطوة هي الاولى في الحرب على الرياضيين حيث كانت حملة شعواء شملت العشرات من الرياضيين ومن مختلف الالعاب الرياضية بين معتقل وسجين ومحكوم ومطارد ومعدوم اضافة الى عشرات الرياضيين الذين اجبروا على الهجرة وعاشوا سنوات العذاب والالم.
في 17 و18/5/1978 اقترف الفاشيون الجريمة!
في مثل هذه الايام من 1978 اقترف النظام البعثي جريمته الكبرى باعدام 22 مناضلا بتهمة اقامة تنظيم عسكري تابع للشيوعيين للقيام بانقلاب عسكري وكان على راس القائمة لاعب المنتخب الوطني بشار رشيد وشاكر رحيم وعبد الرحمن الكردي وصميدح خديم كحط وعبد الكريم وابو وافد وصباح شياع وكيلو صبيح وحامد واخرين وقد ذكر لي احد الاخوة من جنود الانضباط بانه شاهد الشهيد بشار رشيد وهو لايعرفه ولكنه وحده شجاعا سار الى الموت بشموخ وهتف بحياة الوطن والشعب والحزب وبسقوط الدكتاتورية والفاشية .. المجد والخلود لشهداء الوطن والحزب والخزي والعار للفاشية واذنابها . هذا وستقيم المنظمة العراقية للتنمية الرياضية جلسة استذكار صباح يوم الخميس القادم 21/5 /2015 على قاعة الجواهري في اتحاد الادباء في ساحة الاندلس استذكارا من الرياضيين لزميلهم رمز الرياضيين الشهيد بشار رشيد والدعوة عامة للجميع.