شهداء الحزب

نصيرات شهيدات باسلات / صنوبر قادر

في سنوات النضال ضد ديكتاتورية المجرم صدام حسين، ساهمت المراة العراقية بشكل بارز ومتميز في الكفاح المسلح، وحملت السلاح جنبا الى جنبا ورفيقها الرجل في مختلف مناطق كردستان. وكان هناك ما يقرب من مئة نصيرة واكثر ضمن قوات انصار الحزب الشيوعي العراقي، ومن مختلف القوميات والاديان والمذاهب، مما ميز حركة الانصار الشيوعيين عن غيرها من الحركات الثورية المسلحة. كان الغالبية منهن اعضاء في «رابطة المرأة العراقية» ومنهن كوادر ووجوه كانت وما زالت معروفة في الحركة النسوية . عشن حياتهن وسط مجتمع رجالي ، وحياة قاسية تفتقد ابسط مقومات حياة المدينة بل قرية، وكن محرومات من كل متع المدينة والمتطلبات البسيطة لحياة المرأة .
كانت الحياة في القواعد في الأودية والجبال والمفارز بين القرى تمتاز بالخشونة، يعشن بملابس موحدة مع الرجال، بدون مكياج او زينة، يتوسدن الحجر ويلتحفن الصخور . وعرف ابناء قرى كردستان المرأة العراقية النصيرة ، ليس فقط في مفارز العمل السياسي والاداري والطبي ، بل وتابع مشاركتهن في العمل الانصاري العسكري . كانت لهن مساهمات بارزة في مفارز الاستطلاع والهجوم والدفاع ، وسقط العديد منهن شهيدات على ارض كردستان، راسمات بدمهن صورة حية لقدرات المرأة العراقية للتضحية لاجل مبادئها بكل شيء ، وحتى حياتها . وكمثال لا للحصر من الشهيدات النصيرات يمكن ان نذكر:

الشهيدة احلام ،عميدة عذبي حالوب الخميسي
من مواليد سوق الشيوخ 1954. عاشت في منطقة الكرخ في بغداد في منطقة شعبية، وعرفت بنشاطها الطلابي والنسوي حين كانت طالبة كلية الزراعة جامعة بغداد، واضطرت لقطع دراستها ومغادرة العراق مع الحملة الإرهابية 1978 والموجهة ضد الشيوعيين والديمقراطيين، فتوجهت الى بلغاريا، ومن هناك الى اليمن، وبعدها الى كوردستان حيث التحقت في 28 ايار عام 1982 بفصائل الانصار للمشاركة في الكفاح المسلح ضد النظام الديكتاتوري البغيض. استشهدت احلام في الاول من ايار 1983 في جريمة بشت اشان الغادرة.

بشرى صالح عباس ـ ام ذكرى
مواليد مدينةالسماوة 1956، معلمة . نشطت في العمل النسوي وكانت عضوة وكادر في رابطة المرأة العراقية. اضطرت لمغادرة العراق عام 1978، وعملت في اليمن الديمقراطية لفترة، ثم التحقت ومعها زوجها الفقيد ناظم ملك ـ ابو ذكرى . كانت في مهمة حزبية داخل الوطن، حين اكتشفت انها تحت مراقبة اجهزة النظام الديكتاتوري وتم تطويق الشقة لإلقاء القبض عليها في 27/11/1983 فقامت بأحراق كل الوثائق التي بحوزتها، وحفاظا على اسرار الحزب وسلامة رفاقها اشعلت النار في نفسها .




الشهيدة أنسام أمين منشد ـ موناليزا
الشهيدة انسام امين منشد، مواليد 1951 في مدينة الناصرية،من عائلة شيوعية، التحقت بحركة الانصار الى جانب التحاق ثلاثة من اشقائها، واستشهدت شقيقتها سحر بايدي الفاشست في بغداد، حيث اعدمت بعد القاء القبض عليها. كانت أنسام مثالا رائعا للنصيرة الشيوعية. تمرّنت على اجهزة المخابرة اللاسلكية وكيفية وضع الشفرات وحلها وعملت لدى المكتب السياسي والمكتب العسكري . انتقلت الى قاطع بهدينان حينما انتقل المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي اليه وبقيت فترة تعمل مع كوادر بهدينان حيث كسبت ثقة ومحبة واحترام الجميع . وفي كمين غادر مع الجندرمة الاتراك استشهدت في عام 1986 .