شهداء الحزب

إحياء يوم الشهيد في الدنمارك

كوبنهاكن: مزهر بن مدلول
ازدحمت جدران القاعة الاربعة بصور الشهداء الشيوعيين، نساء ورجال، شباب وشيوخ، مدنيين وعسكريين، انهم كثيرون ومميزون واستثنائيون، وعندما تقف وتتأمل صورهم، تشعر بأنّك أمام اشخاص لهم هيبة خاصة، هي هيبة القدرة على التضحية بالروح من اجل الآخر، اولئك الابطال يستحقون ان نحتفي بهم كل يوم، لكي نتمكن من استلهام شجاعتهم في الدفاع عن الوطن والشعب.
وفي يوم الاحد 23/2/2015 ، اقامت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الدنمارك، حفلها
السنوي بهذه المناسبة المهيبة، وكما هو معروف، فأن لعوائل الشهداء الحضور الاول والكثيف، كما حضر الاحتفال عدد كبير من الشيوعيين واصدقائهم وبعض ممثلي منظمات المجتمع المدني العراقية وضيوف اخرون من الجاليات العربية الاخرى.
سلام عليه.. حين وقف شامخا.. ليقبّل الحديد يديه
سلام عليه.. حين ادت بوابات السجن.. له تحية التقدير والاحترام
سلام عليه.. حين رددت الزنازين.. صدى عبارته
(الشيوعية اقوى من الموت....)
بهذه الكلمات المعبرة، بدأت الرفيقة (همسة) الاحتفال، مرحبة بالحضور وداعية إياه للوقوف دقيقة صمت على ارواح شهداء حزبنا الابرار.
ولكي تكون الصورة واضحة وتنبعث من بين ثناياها الحركة والحيوية، قامت لجنة الاحتفال بعرض فلم (الشهداء حاضرون ابدا) وهو من اخراج الفنان (علي رفيق) والذي يروي فيه جانبا من قصص الشهداء ومعاركهم الشجاعة التي خاضوها ضد الانظمة القمعية التي حكمت العراق بالحديد والنار وفي مراحل زمنية مختلفة.
اما الكلمة الاولى في هذه المناسبة، فكانت لمنظمة الحزب في الدنمارك والتي القاها الرفيق (ابو وسيم)، وجاء فيها: (ان مايعيشه شعبنا وبلدنا اليوم من معاناة كبيرة جراء استيلاء داعش وحلفائه على اراض واسعة من بعض المحافظات، ومايقدم عليه من جرائم شنيعة بحق العراقيين على مختلف انتماءاتهم لا يذكرنا الا بما فعله انقلابيو 8 شباط الاسود عام 1963 حيث جلبوا الدمار والخراب للبلد الناهض توا. ان مسيرة النضال اتشق طريقها على الرغم من الصعاب، والقضية العادلة لا تثنى ولا تشوه.. هكذا يخبرنا التاريخ في العراق والبلدان التي تناضل شعوبها من اجل التحرر والانعتاق من الظلم والاستبداد الى فضاء الحرية والتقدم والازدهار).
ثم القت الرفيقة (ام شروق) مقاطع من الشعر الشعبي الجميل ألفتها بالمناسبة:
او آني محتارة، شلون أوصفكم
وبيا جلمات أحاجيكم
يل ما نمتو طول الليل، او شفت أطيافَ
ويل الفريتو عراﮔﻨا، بكل مدن وأريافَ
او من مركز السراي، للفضيلية، السجن ﻨﮕرة السلمان، بترابَ ورياحَ
اوضميتو كل الاسرار، ﺒﮕلوب الرجال الماتهاب الموت، أو تطرد أشباحَ
او غايتكم، زرع الدرب بقرنفل او قداحَ
والناس تعيش بأمان، تنام الليل مرتاحَ
يابن أمي، بس آني ﻋﮕﺏ عينك، مثل طير اﻠﮕصو جناحَ
ظليت أتلاوه ويالوكت، وبذكراك أسلي الروح،
وأكولن ياريت الزمان يعود، او نكعد سوه نتبادل همومَ وأفراحَ
ولم تغب عن الاحتفال ايضا اللوحة الفنية التي تتغنى الوانها بحب الوطن والتضحية من اجله، فكانت الفقرة التالية عرضا جميلا بعنوان لوحات فنية للفنان الكبير محمود صبري.
وبعد استراحة قصيرة، قدمت (فرقة ينابيع المسرحية)، مسرحية (ام ذكرى)، المرأة الشيوعية التي شكلت اسطورة قلّ نظيرها في التفاني من اجل الحرية، والمسرحية من تاليف (آشتي) واخراج (سلام الصكر) وتمثيل (نضال عبد الكريم).
ثم قدم الرفيق (ابو هادي)، استذكارا لمجموعة من الشهداء الموهوبين، متطرقا الى ابداعاتهم في مجال المسرح والشعر والموسيقى التي اخافت السلطة وكانت سببا في ملاحقتهم وتعذيبهم واعدامهم.
وكانت للرفيق (اشتي) مساهمة مؤثرة من حيث الكلمات والأداء، وهي بعنوان (مرثية النخيل.. مرثية كامل شياع)، تحدثت عن الشهيد البطل صاحب مشروع الثقافة التنويرية (كامل شياع)، والتي امتدت له يد الغدر وهو في ذروة عطاءه الثقافي.
ووردت الى قاعة الاحتفال، مجموعة من البرقيات، من رابطة الانصار الشيوعيين العراقيين، ورابطة المراة العراقية، وتيار الديمقراطيين العراقيين في الدنمارك، وجميعها اشادت ببطولات الشيوعيين وتضحياتهم.
وقبل الفقرة الأخيرة، قامت الطفلتان (سالي وليال) بتوزيع الورود على جميع المشاركين في الأحتفال.
اما الفنان الفلسطيني الدكتور (نسيم)، فقد اختتم الحفل بمجموعة من الاغاني الوطنية التي تلهب الحماس وتمجد الشهداء والمضحين من اجل الوطن والناس.