شهداء الحزب

احياء يوم الشهيد الشيوعي في مدينة كولون الالمانية

أقامت منظمة الحزب الشيوعي العراقي احتفالية استذكارية بيوم الشهيد الشيوعي العراقي، في الرابع عشر من شباط على قاعة الديوان الشرقي الغربي، وقد بدأ الحفل رئيس نادي الديوان السيد هيثم الطعان مرحبا بالحضور وداعيا الرفيق ماجد فيادي لإلقاء كلمة الحزب في هذه المناسبة، التي تضمنت استعراضا تاريخيا قصيرا للمناسبة، باعتلاء الرفاق فهد وصارم وحازم اعواد المشانق، وما تلاه من كواكب الحزب التي جرى اعدامها او تغييبها، لا لشيء سوى اعتناقها حب العراق والعمل على تحقيق طموحات الطبقة الكادحة، متطرقا الى معاناة العراقيين على يد الارهاب والادارة السيئة للدولة وسط مفهوم المحاصصة الطائفية العرقية والحزبية، وابواب الفساد المالي والاداري التي مهدت الارض لتنامي الارهاب وسقوط مساحات كبيرة من ارض العراق بيد داعش، التي حولت حياة الايزيديين والمسيحيين وباقي مكونات الشعب العراقي الى معاناة لا توصف لهول الاجرام الذي مارسته، ثم عرج على الحلول التي يطرحها الحزب الشيوعي العراقي للخروج من هذه الازمة وصولا لبناء الدولة المدنية على اسس رصينة.
بعد الوقوف دقيقة صمت وحداد على ارواح شهداء الحزب الشيوعي العراقي وشهداء الحركة الوطنية العراقية وضحايا الارهاب، طلب من الرفيق ناظم ختاري ان يقدم الرفيق كريم كطافة النصير في حركة الانصار الشيوعيين والكاتب والروائي للحديث عن روايته، حصار العنكبوت، التي تناولت حصار النظام الدكتاتوري لقطعات من قوات الانصار الشيوعيين وعوائلهم ،عندما قام بمذبحة الانفال سيئة الصيت.
في بداية حديثه تطرق الرفيق ناظم الى بداية علاقته بالرفيق كريم كطافة اثناء حركة الانصار الشيوعيين على جبال كردستان العراق، ومعايشته لتجربة الانفال مع رفاق اخرين، ثم دعاه للحديث عن روايته، عندها شكر الديوان على الاستضافة والرفيق ناظم على التقديم ومنظمة الحزب على دعوته . و بدأ حديثه عن روايته حصار العنكبوت حيث قال، لا احد يتمرد على الدكتاتور الا ذلك الشخص الذي يعلم انه سيعرض اهله واصدقاءه ومحيطه الى معاناة كبيرة تصل حد الاعتقال والتعذيب وحتى الاعدام، لهذا جاءت روايته للتذكير بمعدن واصرار مناضلي حركة الانصار الشيوعيين على مبادئهم وافكارهم ، كذلك هي فرصة لتسليط الضوء على معاناة العوائل التي أبيدت في تلك الحملة الاجرامية ، والتي نسي مصيرهم ولم يبذل احد من الاحزاب الحاكمة جهدا للبحث عن جثثهم او مقابرهم الجماعية.
يقول الكاتب انه واجه مصاعب كثيرة في كتابة الرواية انطلاقاً من وجود أحياء من أبطال هذه الاحداث، وتداخل الاحداث في فترة زمنية قصيرة ومساحة صغيرة من الارض، كذلك القراءات المختلفة للحدث من وجهات نظر متعددة عاشت التجربة وقيمتها، فلجأ الى دمج عدة شخصيات حقيقية في شخصية فنية واحدة، ما صعب على القارئ من شهود الحدث ان يتعرفوا على ادوارهم ضمن الرواية.
ومضى يقول: تناولت في الرواية موقفا مهما الا وهو الموقف من الحرب العراقية الايرانية، فهناك من كان يرغب في استمرارها تجنبا لتفرغ الدكتاتور لهم والقضاء عليهم ، وموقف مهم جدا للحزب الشيوعي العراقي الذي طالب بإنهاء الحرب واسقاط الدكتاتور، الذي اجده الأنضج بين مواقف الاحزاب الاخرى، بالرغم من أن اول من كان ضحية الموقف هذا هم الشيوعيون، عندما ذهب ضحية حصار العنكبوت الذي فرضه الجيش علينا مائتي عائلة، أغلبهم من اتباع الديانة الايزيدية ومسيحيين وعائلة عربية واحدة، بالإضافة الى عدد غير قليل من الانصار الشيوعيين من مختلف مكونات الشعب العراقي.
احد اهم الاسباب التي جعلتني اتناول هذا الموقف، انني اجد فيه موقفاً ناضجاً اتخذه الحزب الشيوعي العراقي، لأنه فكر بالعراق ككل ولم يحصر تفكيره في الشيوعيين الذين يأخذون من الجبل ملاذا لهم في حربهم ضد النظام الدكتاتوري.
وخلال الحوارات أوضح ان اختيار العنوان جاء من شكل الحصار الذي فرض عليهم والذي يسمى عسكرياً بحصار العنكبوت، الذي يهدف الى القضاء الكامل على كل من يقع به وعدم السماح لخروج شهود يروون ما حدث، كما اجاب عن اختيار شخصية الشهيد فؤاد يلدا (ابو ايار) الرسام والشيوعي والمقاتل والانسان لانه كان شخصية مميزة، ومحبوبة من قبل الجميع لما يمتاز به من صفاء، اخيرا اوضح في اجابته عن امكانية ان تكون الرواية تمثل حالة مراجعة لتجربة الانصار، قائلا انه يتصف بالمراجعة الدائمة لما يفعله في حياته، للوقوف على الايجابيات والسلبيات، لكنه يجد في تجربته ضمن حركة الانصار انها صقلت شخصيته وجعلت منه انساناً آخر، بعدما كان معرضا لان يكون احد المهربين في البحر، فتجربة العطش والجوع والقتال التي عاشها كذلك نوعية الرفاق الذين رافقهم والفكر الذي تناوله، صبت كلها في ان يكون ما هو عليه اليوم.