شهداء الحزب

الشهيد البطل الرفيق عزيز حميد ما زلت معنا / نجية الساعدي*

لقد واكبت نضال الرفيق عزيز حميد قبل أن أكون شيوعية، وبعد نيل عضويتي في الحزب الشيوعي، إلتحق الرفيق بالحزب وهو ما زال طالباً في الثانوية. وعمل متميزاً بالشفافية وحسن الأخلاق وكسب محبة زملائه الطلبة وإحترامهم. ولد الشهيد في أوائل الثلاثينيات من عائلة كادحة في ناحية الكحلاء بمحافظة ميسان (لواء العمارة سابقاً)، وفي أواسط الأربعينيات ، بعد إنتصار الشعوب ودحر الفاشية والهتلرية في الحرب العالمية الثانية، حيث تعاظم نضال شعبنا دفاعاً عن حريته وسيادته الوطنية، فشمل هذا النهوض وإنتشار الوعي السياسي، أوساطاً واسعة من محافظة ميسان (معلمين، طلاب،فلاحين وكسبة)، وفي هذه الأجواء تعرف الشهيد عزيز حميد على الحزب الشيوعي العراقي وعمل بكل حماس وحيوية ونكران ذات، ولا بد من الإشارة الى أنه كان المثل الجيد في القدوة الحسنة، كان طموحاً وسمة للشيوعيين وظل نهجاً مميزاً لديهم في عملهم وسلوكهم ونشاطهم اليومي لتوسيع قاعدة الحزب ودفع الجماهير للدفاع عن مصالحها وحقوقها المهضومة، وما زالت هذه السمة شأن الكثير من الشيوعيين بإستمرار. ومع إنفجار وثبة كانون الثاني عام 1948 المجيدة ساهم الشهيد بنشاط مميز في الحركة الطلابية وكسب ثقتهم، وكان إلى جانبه زميله ورفيقه الطالب ا?شهيد ستار خضير الحيدر ورفاق آخرون، وكان دورهم بارزاً في تظاهرات العمارة، ووفودهم إلى الجهات الرسمية، والمشاركة في مؤتمر السباع لطلاب العراق، في 14 نيسان 1948، لعقد المؤتمر التأسيسي لإتحاد الطلبة العام.
أكمل الشهيد دراسته الثانوية بتفوق، وشعوراً منه بحاجة عائلته إلى مساعدته، عمل محاسباً في إحد المحال التجارية ولم يتسن له إكمال دراسته الجامعية. بعد الهجمة الوحشية على كافة القوى الوطنية العراقية في 5/5/1948، وخاصة الحزب الشيوعي العراقي، أعتقل وسجن العشرات من الشيوعيين والأصدقاء والديمقراطيين من مختلف الإتجاهات، واصل الشيوعيون الذين لم تطلهم الحملة الإرهابية في العمارة، نشاطهم. وكان الشهيد الشيخ حسن الشيخ مهدي الشيخ الساعدي قد تحمل مسؤولية المنظمة مع الشهيد عزيز حميد، بعد إعتقال كادرها، وكنت حينها مراسلتهم. واصل الشهيد نشاطه العلني والسري، فقاد تظاهرة حاشدة في العمارة لمساندة جماهير بغداد في إنتفاضة تشرين الثاني عام 1952، فتعرضت التظاهرة لرصاص الشرطة وأستشهد أحد أبنائها (الشهيد حسن العلاق). وإستمر عزيز في نضاله متخفياً مع مجموعة من رفاقه ومن ضمنهم الرفيق الشهيد المعلم (ستار خضير). وبإستمرارية نضال حزبنا وصموده ومثابرة رفاقنا الأبطال، توسعت وإمتدت الحركة الفلاحية في العديد من قرى أرياف العمارة وإلتحق من أبنائها في صفوف الحزب حتى ثورة تموز المجيدة 1958. وكلف الشهيد بمهام حزبية إسوة بالكادر الحزبي. وللطموح الذي يمتلكه منحه الحزب فرصة الدراسة الاكاديمية في صوفيا، وكان موضع إعتزاز رفاقه وزملائه العراقيين الذين زاملوه في بلغاريا، لتفوقه العلمي ودوره في الحركة الطلابية. وبعد رجوعه إلى الوطن عام 1966، عمل في محل تجاري بصفة محاسب، وساهم في العمل الحزبي بهمة، وبذلك أختير عضواً في اللجنة العسكرية للحزب، وعمل في هذا المجال بدور ونشاط فكري متميز، حيث كان يتمتع بثقافة عالية وتواضع وإلتصاق بالحزب وسياسته. وتزوج وأصبح أباً لحيدر.
وفي عام 1969 دهمت جلاوزة نظام البعث الدار التي كان فيها، فأعتقل وعذب تعذيباً همجياً فأستشهد في قصر الموت وهو صامد ومحافظ على كل أسرار حزبه. هكذا يستشهد الشيوعيون وهم واثقون من إنتصار قضيتهم العادلة في تحقيق شعارهم "وطن حر وشعب سعيد".
ــــــــــــــــــــــــ
* المعلومات مقتبسة من مذكرات الرفيق الراحل عبد علوان «أبو بشرى»