شهداء الحزب

الشهيدان الشقيقان / علي عبد الواحد محمد

الشهيد أمجد عبد الواحد يهوى التصويرالفوتغرافي، فجلبت له هذه الهواية الكثير من المشاكل مع البعثيين، لكنه لم يتركها ولم يكترث لمضايقاتهم، كان شابا حيويا، ودودا ومقبلا على الحياة، محبا لأبناء مدينته ومبادرا لمساعدة المحتاجين، هذه الصفات النبيلة دفعته لان يختار العمل في صفوف الطلبة والشبيبة، فكان نشيطا وطموحا ومبدعا في عمله، لذلك اصبح متفرغا للعمل في المجال الطلابي.
ولد الشهيد امجد عام 1957 في البصرة، واكمل دراسته الثانوية، وتم قبوله في كلية الإدارة والإقتصاد، الا إنه لم يتمكن من مواصلة الدراسة، حيث ظلت تطارده العصابات الصدامية وتتعقب خطواته بسبب نشاطه المتواصل، فقد كان الى جانب نشاطه الطلابي الديمقراطي، يعمل في منظمة الحزب في البصرة، التي منحته عضوية الحزب ما ان بلغ الثامنة عشرة من عمره في العام 1975.
اعتقل الشهيد في شهر آب من عام 1982 في بيت شقيقته، ومعه زوج شقيقته الفنان (طارق الشبلي) واخته الصغيرة وأخوه نضال، وبعد محاكمة صورية حُرم فيها من الدفاع عن نفسه، نطق المجرم (عواد البندر) بالحكم باعدام امجد مع كوكبة لامعة من الفتية كانت كل جريمتهم انهم رفضوا التخلي عن افكارهم ومعتقداتهم وحزبهم الشيوعي.
أما الشهيد نضال عبد الواحد محمد، فهو من مواليد 1961، كان عاشقا للفن بأنواعه وللموسيقى بشكل خاص، وأصبح عازفا على آلة الكمان تحت إشراف الفقيد الفنان طارق الشبلي، وكان أقرب أصدقائه هو شقيقه أمجد وشقيقته منى، حيث كانوا سوية لايفترقون، وللشهيد نشاط ملحوظ في جميع الفعاليات الجماهيرية التي تقام في البصرة، مما أثار سخط البعثيين عليه، وتم استدعاؤه وضربه وتعذيبه من قبل طلبة الاتحاد الوطني، فاضطرت عائلته الى نقله الى عدة مدارس اخرى لكي تجنبه شرهم ومراقبتهم، وما ان أنهى الشهيد نضال المرحلة المتوسطة من الدراسة حتى أعتقل في العام 1983 وأحيل الى محكمة الثورة وحكم بالاعدام مع شقيقه امجد بتهمة العمل في صفوف الحزب الشيوعي العراقي.