شهداء الحزب

أية خاتمة هذه؟! / حكيم الداوودي

الى أخي نوزاد...في ذكرى يوم إستشهاده
يسطعُ الغضب فيّ ويغتصب حلمي ويريق نجيع راحتي.. هذه الباقة من الشبق الشفق العقيق تهطل رذاذاً على معضلتي.. فأنا بلا مظلة تقيني من مطرالغفلة.. حين يتراخى أفق رصانتي.. أهذرفي الصحو، وفي سكرالعشق.. ومنطقي يستقيم في المنام.. رحل الطيرالشارد عن المدينة، تاركاً إرث نَوحهِ عند عتبة المدينة.. أية خاتمة هذه يا صوت حزني ويا بقايا فرحي.. عائداً من دحان التعب أحمل بقايا دهشته المنسية.. في المشهد البعيد ثمة رجل خمسيني وامرأة مبللة برذاذ التعب، يقظفان بقايا العذق اليابس.. والعراجين الهرمة تتدلى في زمن الاحتضار.. نفدت قرابيني واقترب موعد الاحتراب بين النور والغلس.. والشرفات المطلة على الأخيلة قصائد تُقرأ على صخب النهار.. لي فضيلة أني ما أهرقتُ أسفي على الأرصفة.. أهٍ يا ليلي ما أكرم سوح أحلامك تتنزه في الطرقات وفي تعاريج العمر..ما بين الوباء واليباس حريق يأكل أحياء الطريق.. لا أثرلخطوه فوق حمم نارية.. شظايا خراب، لكن وراء أكمات الأمل ربيع يرتعش بخلائقه المبجلين.. أنا خارج الأفق .. خارج قوانين الرصد.. آفاق بلا إطارأرتديه.. بلا وجه يعرفني بغيري.. أفق مجنون بأسفاري.. وفي النهارأعود الى صمتي المحتضربين الغيم.. الظلام يسحق قامتي، يسحق غبارالطريق.. من الأزل تركت مداعبة أديم الحزن.. أكتب على جدران الانتظار.. هنا غريق موج الحلم .. يحلم بعودة الزمن الزائل..فأية خاتمة هذه؟!! يا زئيرالعواصف .. كان البحر يدي.. وهديرالموج حنجرتي.. وزئيرك صرختي .. أزل أزميلك عن ظلي، لاتهابي من الرمل.. دعي عصاك يهش على خيالي وعلى رمل الشواطئ.. هم ما زالوا حوالي يضحكون، ويسمرون كما كنا في أمسنا الراحل الزائل.. هي ذات الذكريات والرغبات التي كانت تسبقنا في الوطر،تحرضنا على الاصرار، والمطلب بعد الأفول عقيمٌ مستحيل.. لِمَ عادوا.. ولِمَ يلحّون فينا السفر، ويلجون في تفاصل الحلم من كل الجهات.. أسماء وأحداث وأشياء، وهباء، ونداء من على مآذن مدن الغرباء.. فأية خاتمة هذه يا زئيرالعواصف!؟..