شهداء الحزب

الفقيدة الرابطية سهاد زكي طاهر

في البصرة، وفي قرية متواضعة تغفو بين احضان نهر الفرات ومن اسرة شيوعية مناضلة تمكنت الفقيدة ان تأخذ دورها في الحياة بعد سقوط النظام الفاشي، ورغم حداثة سنها، لكن افكارها كانت كبيرة. فما معنى ان يمضي انسان مائة عام في الحياة بلا دور يذكر ولم يقدم فيها لشعبه ووطنه ما يفيده !
ان الفقيدة الغالية قدمت في غضون سنوات قصيرة من عمر الزمن ما لم يجرؤ عليه الكثير غيرها. لقد كانت سهاد من مواليد 1987 مؤمنة بالفكر الشيوعي الخلاق، ومن خلال رابطة المرأة عملت على تعبئة النساء والفتيات في مناسبات عدة، ولكن الاقدار خطفتها من حيث لا ندري.
كان الخبر وكانت الفاجعة، لقد رحلت مبكراً بعد ان خلدت وراءها ذكرى مضيئة ستكون بلا شك حافزاً لكل المناضلات من اجل غد سعيد مشرق.
لقد كانت الفقيدة تؤمن بأهمية المساواة بين الجنسين في ميادين الدراسة والعمل والوظائف.
وان تنطلق مع اخيها الرجل من اجل بناء عراق ديمقراطي تعددي يضمن الحرية والعدل والمساواة للجميع.
كانت ترى الحياة مشعلاً وهاجاً وسط اسرتها ومحيطها ومدرستها.
وعند التصويت على الدستور ثم الانتخابات البرلمانية التي تلتها كانت تدعو الناس لانتخاب الشرفاء ذوي الايادي البيضاء.
حديثها يبعث العمل والامل في صدور المناضلين وعندما يعاكسها الآخرون في الرأي تبدو اكثر حصافة منهم. لا تمل من اقناعهم بأهمية البدء بالعمل من جديد حتى لو كانت البداية صعبة، وترى انه لا بد من بذل الجهد والمثابرة من اجل التغيير.
رحلت زهرة اللوتس وهي ما تزال في عز شبابها وعطائها. قد لا يجود الدهر بأمثالها دوماً، ولكن تبقى العوائل الشيوعية ولادة لهذا الطراز من المناضلات الباهرات، ويبقى والدك يا سهاد مناضلاً شيوعياً على العهد الذي رباكم عليه في السير بالطريق الذي تشم الحياة من اريج بستانك المليء بالازهار والورود الحمراء وسنقطفها في الربيع ونضعها على قبرك الذي يحوي فكراً لو قدر له العودة لقال خذوني انا ما زلت شيوعية وسأعود.
انثروا بذوري حتى تنبت رابطيات جدد يوزعن ورداً وفكراً احمر على اعتاب الذكرى الثمانين لحزبنا الشيوعي العراقي، فأنا ما رحلت عنكم يا حزبي، يا وطني، يا روحي التي ترفرف بينكم..
قووا تنظيم حزبكم وضاعفوا همتكم من اجل رفع راية الحزب عالياً، لتكن لنا مقاعد برلمانية ومن اجل ذلك ادعوكم رفيقاتي العزيزات، فالدرب طويل وانا ابنتكم ادعوكم لذلك غادرتكم جسداً وسأبقى معكم روحاً تبث الامل فيكم. وادعوكم كذلك لتجديد حزبكم بالمناضلين والمناضلات وكل المخلصين الى حب العراق، ولأبي الحبيب كل الوفاء.
نامي قريرة العين يا سهاد ونعاهدك ان نسير بالدرب الذي تمنيته لو كنت معنا فيه، لكن ما باليد حيلة، تلقفتك الحتوف في غفلة من الزمن وهكذا تكون الاقمار البهية تحل وتغادر مودعة للحياة ولكنها تخلف نوراً ساطعاً ينير دروب الحياة ويُعلمْ الآخرين معنى العطاء.

والدك ورفيقك
زكي طاهر صبيح