شهداء الحزب

في ذكرى رحيل القائد الشيوعي وضاح حسن عبد الأمير- سعدون / صادق محمد عبد الكريم الدبش

اليوم تمر الذكرى الحادية عشرة لاغتيال المناضل البارز وعضو المكتب السياسي لحزبنا الشيوعي العراقي وعضو الجمعية الوطنية لجمهورية العراق، وضاح حسن عبد الامير (سعدون).. ففي الثالث عشر من تشرين الثاني، وعشية العيد حين كان متوجها الى أربيل للقاء عائلته هناك ، اعترضته في منطقة ناحية العظيم، مجموعة إرهابية مجرمة ، وأمطرتهم بوابل من رصاص غادر ، هو وأثنين من رفاقه المرافقين له، مما أدى الى استشهادهم في الحال .
وللأسف الشديد ما زال الجناة لم تطلهم يد العدالة، ولم يتم الكشف عن الجريمة وأبعادها والجهة المنفذة لهذا العمل الغادر والجبان .
وهنا أهيب بالجهات المسؤولة في السلطات التنفيذية والقضائية والتشريعية بتبني ومتابعة حيثيات هذه الجريمة النكراء ومتابعة التحقيق والوصول الى الجناة وتقديمهم الى العدالة وبأسرع وقت.
الذكرى العطرة لك ايها المضحي بالنفس والنفيس قربانا لشعبك وحزبك.. وانتصارا لكل القضايا العادلة والإنسانية. لا أرثيك لأني لا أجيده. ولا يستهويني. ومثلك لا يجوز رثاؤه! بل تكريما لنكران ذاتك وشهامتك ورقتك ودماثة أخلاقك ورقيك.. كنت ودودا جميل المبسم والمحيا. راق في عنفوان شخصيتك ورجولتك وسموك. كنت صادقا في ما تقوم به وملما بالمهمات الموكلة اليك، متواضعا، وأقول ومن دون أطراء ولا مبالغة ، كنت متصوفا ومتعففا وخجولا. ولكنك تمتلك من الشجاعة والاستبسال والمروءة، ما لا تجدها عند الكثيرين من أقرانك. تتمتع بديناميكية عالية في التواصل مع رفاقك، ومتابعتك مميزة وفريدة ، وفي أدائك لمهماتك ،وفي التزاماتك. لا تعرف السكون والخدر والترهل والانتظار. ديدنك دائما أن تسابق الزمن ..وكنت تتمنى أن تكون ساعات اليوم أكثر من ذلك. تكررها دائما الوقت لا يكفي! فهناك عمل كثير ويحتاج الى زمن ووقت أطول من المعتاد، كنت تواصل الليل بالنهار لمتابعة عمل المنظمات ، جماعات وأفراد، وتحرص أشد الحرص على تذليل كل المعوقات لتطوير عمل المنظمات ورفع كفاءتها وأدائها ، وتمتين صلتها بالجماهير. والتي كنت تقول ( الناس تريد كل شئ ..متعطشة للحرية وللحياة الأمنة وللديمقراطية). لم أراك يوما طيلة الفترة التي قضيتها وأنت قريب منا في متابعتك لعمل المنظمات التي كنت أعمل فيها. ما رأيتك يوما منزعجا أو مكفهرا ..أو عبوسا أو تشعر بالضجر ، كنت تفيض حيوية ونشاطاً وتفاؤلاً. ثق يا أبا كفاح لم أجد من الكلمات ما تسعفني وتشفي غليلي...وتعبر عما يجول في خاطري من أحاسيس ومشاعر.. ولا أقول من حب وأحترام وتقدير! لأنك أنت الحب كله. أنت تمثل أرفع معاني التقدير والاحترام للمقابل ، فكيف لا تحظى بكل ما هو جميل ونبيل وعظيم من الذين عرفوك.. كيف لا وكما قال الشاعر: على قدر أهل العزم تأتي العزائم. وتأتي على قدر الكرام المكارم. وكأن هذا قيل بحق وضاح .. الانسان الفاضل والمكافح، والشيوعي الثابت على موقفه ، المتسمر دائما في معارك شعبنا الطبقية والكفاحية والنضالية ، هكذا عرفك خصومك قبل رفاقك وأصدقائك ومحبيك.
جميل العزاء لأسرتك.. زوجتك أم كفاح.. ولكفاح وأخوتك وأخواتك ورفاق دربك ، وحزبك الذي برحيلك خسر مناضلا صلبا مقداما.. ترجل عن صهوة النضال وألتحق في ركب الأباة الخالدين ، وقد سلٌمت الراية لأناس ذوي عزيمة لا تلين، وهم يواكبون المسيرة في الدرب الذي أخترته ، ليكملوا مشوار ما أبتدأه من سبقك للفداء والتضحية والخلود ، ومن ألتحق بك، عزاء جميل لكل محبيك وصحبك وأهلك وأبناء جلدتك.
المجد لكل ضحايا الدكتاتورية والإرهاب والقمع.
عاش حزبنا الشيوعي العراقي مدافعا أمينا،عن أماني وتطلعات شعبنا في الحرية والديمقراطية والعيش الكريم.