شهداء الحزب

في الذكرى الخامسة والأربعين لأستشهاد الرفيق صالح أحمد العبيدي ( ابو محيسن) / ناصر حسين

في شهر تموز مرت الذكرى الخامسة والأربعون على استشهاد الرفيق صالح احمد العبيدي ورفاقه الميامين .
ابو محيسن يا فتى الفتيان، واستميح الشاعر الجواهري العذر حين استعير منه هذا الوصف الذي خص به الشاعر الواسطي ابو الطيب المتنبي في قصيدة له القاها في سبعينيات القرن الماضي في مهرجان شعري نظم لاستذكار الشاعر المتنبي . ابو محيسن حين نستذكرك لا نبكيك بل نمجدك.. نمجد فيك البطولة، التضحية، الاستشهاد ورفض الذل والهوان واستميح الشاعر عريان السيد خلف العذر في ان استعير من شعره ما خص به الشهيد عبد الكريم قاسم :
يا غرة بياض ابكصة التاريخ
جسدت الرجولة بكل معانيهه
لاكيت المناية بهيبة الفرسان
ما دورت حفره وعفنت بيهه
الشهيد الرفيق ابو محيسن الذي ولد ونشأ في ام الربيعين وتعرف منذ شبابه على الفكر الماركسي الذي درسه فيما بعد في المدرسة الحزبية دراسة منهاجيه، كان عام 1971 يشغل سكرتارية اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة واسط وقضاء الشطرة. كان ذلك في تلك الفترة التي شهدت اعتى هجمة ارهابية ضد منظمات الحزب قامت بها عصابات امن المقبورين ناظم كزار وصدام حسين، والتي كانت من جرائمها الاغتيال الجبان للشهيد محمد احمد الخضري أواخر شهر آذار 1970.
ومن خلال تقارير عناصر أمنهم وأعضاء البعث المقبور الذين حولتهم قياداتهم إلى مجرد مخبرين سريين لأجهزة السلطة القمعية المنتشرين في الأرياف استطاعوا التعرف على مكان عقد اجتماعات اللجنة المحلية في الريف. وفي شهر تموز 1971، ويبدو انهم كانت لديهم معلومات عن بدء تجمع رفاق اللجنة المحلية, قامت مجموعة كبيرة من عصابات الأمن العامة بقيادة معاون المدير العام بالتوجه إلى محافظة واسط حيث يقع مكان اجتماع المحلية وتطويقه ليلاً .
أحس الرفاق بالتطويق فتناولوا بنادقهم وركبوا خيولهم وغادروا المكان على عجل. وكان بالامكان تفويت الفرصة على ذلك الهجوم بتأجيل عقد الاجتماع إلى يوم آخر والتفرق إلى جهات مختلفة. على كل حال الأمور اخذت منحى مختلفاً،اذ تجمع الرفاق في مكان آخر من ارياف قضاء الشطرة وكانت المتابعة لهم من جانب مفارز الامن متواصلة. فتمكنت من محاصرة مكان عقد الاجتماع، وكان التطويق محكماً هذه المرة فلم يبق امام الرفاق سوى المقاومة والدفاع عن النفس حتى استشهدوا جميعاً استشهاداً بطولياً يشكل مفخرة لهم ولحزبهم الذي رباهم على الاقدام والتضحية. فأعلنت قيادة الحزب في بيان اصدرته في حينه عن استشهاد الرفيق ابو محيسن ورفاقه الميامين مع بعض التفاصيل عن الحادث.
أتذكر انني كنت آنذاك أقود منظمات الحزب في قضاءي الشامية وابي صخير وبعد ان قرأت البيان الذي اصدره الحزب بهذا الخصوص كتبت رسالة تعزية إلى قيادة الحزب باسم رفاق المنظمة .
وهنا اجدد مقترحا اطرحه على الرفاق في اللجنة المركزية للحزب لتهيئة باقة زهور يقوم وفد مشترك من محليتي واسط والشطرة بوضعها في احتفال مهيب يليق بالفرسان على مكان استشهاد الرفيق ابو محيسن صالح احمد العبيدي والمثل يقول ( خير البر عاجله) .
المجد الخالد للرفيق الشهيد ابو محيسن صالح احمد العبيدي.
والمجد الخالد للرفاق اعضاء محلية واسط وقضاء الشطرة الذين استشهدوا مع الفريق او محيسن في تموز 1971.
والمجد الخالد لعضو محلية الكوت آنذاك الرفيق الشهيد جواد عطية شناوة الذي اختطفه الجلادون واستشهد تحت التعذيب الوحشي في معتقل قصر النهاية سيئ الصيت عام 1971 أيضاً.
المجد كل المجد للشهيدات والشهداء جميعاً.