شهداء الحزب

الوجه المألوف / مزهر بن مدلول

سازيح الفراغ من مخيلتي كي اخزن الصورة!
في محاولة لترويض الذاكرة التي قست عليها الايام وتراكمتْ عليها الاثقال، فتشوهتْ الاشياء الجميلة وضاع ذلك الحيز الذي نبحث فيه عن ملامح باقية، حتى اضحت ذاكرتنا وفي اغلب الاحيان ككوّة ضيقة تطلّ على فراغ شاسع،
لكني عودت ذاكرتي على نوع من المكر، خاصة في اللحظات الاكثر كآبة ، كي استجلي الصورة واخرجها من تحت اكداس الحطام الذي تركته السنين الطويلة..
صورة تلك الوجوه التي في يوم ما، استوطنتْ الزوايا الحادة في العقل والروح وشيّدتْ لها صرحا راسخا لاتجرفه فيضانات التلاشي ..
اليوم، بل في هذه اللحظة الخاصة جدا ،
لحظة من الوجد المباغت ، طفحت اشواقي الى هذا الوجه الذي ترون ..
الدموع تشاركني صياغة الكلمات، دموع الوداع الاخير او العناق الاخير او ربما كانت دموع الاعتذار عن اشباح حاولوا تمزيق الصورة..
العزيز ابو وسن، ذلك الذي لم ينكسر تحت وطاة الرصاص ولم يمتصه الجوع على حد تعبير فولكر براون ، كانت في يده شتلة ورد وفي مخيلته قبضة احلام ومن عينيه تومض اغنية حنينة تتغلغل بنسيج القلب وتشيع الدفء في الجسد كأنفاس الحبيبة ..
هذا الوجه الذي ترون ، شمعدان في ليلة قاتمة، طافح حتى الطوفان بالاحاسيس المفعمة بكل ماهو انسانيي ورقيق،
هذا الذي ترون قتله البعثيون بقنبلة نووية!
نم ايها العزيز واعلم ان لك رفاقا يحبوك حتى وان احرقت القبيلة الحلم.