شهداء الحزب

بورتريت الشهيد خالد حسين اطيمش / إعداد : عبد جعفر

قال له رفيق
- كيف لنا الصمود وهم يتلذذون بتعذيبنا؟
فأجاب:
- لنا إيمان بقضية أكبر من أن ينالها تعذيبهم لأجسادنا.
- ألا تشعر بالألم حين يطفئون أعقاب السكائرعلى جسدك؟
ضحك، لن اشعر بالألم ، أشعل سيكارة وأخذها منه، ثم وضع رأسها المجمر على العظم الخلفي أعلى قدمه، الى أن انتهت السيكارة تاركة رائحة لحم محترق في الجو، وبقعة سوداء كبيرة على جسده، ولكنه التفت اليه:
-أهذا ما يفعلون؟ ومهما يفعلون لن ولن ينالوا من عزيمتي.
بهذه الكلمات حدد الشهيد خالد حسين ابراهيم مسيرته، حياته، فالرجل الهادىء القادم من أسرة فقيرة بريف الشطرة، تمكن من العمل بعد ان انهى دراسته في معهد المعلمين في بغداد وإعالة أخوته الصغار وفي الوقت نفسه ثابر وبجد في الحصول على البكالوريوس في العلوم السياسية من الجامعة المستنصرية في بغداد.
ولكن همه الاكبر كان هو كيفية الحفاظ على الحزب وديمومته، ولهذا رفض أن يخرج من العراق وقت اشتداد حملات الاعتقال والمطاردة، وفضل الإختباء وأن يترك زوجته الشابة التي كانت مطاردة هي الاخرى وطفله الرضيع (سرمد) ، ورغم تشتت العائلة ، فأنه لم يعدم الوسيلة في الاتصال بزوجته، وأن يرى طفله بين الفترة والاخرى، الى أن وقع في مصيدة الأمن، وكان بالنسبة لهم صيدا ثميناً، ولكي ينتزعوا الاعتراف منه أخذوا يضربونه ليل نهار لمدة ثلاثة ايام رغم إضرابه عن الطعام، ويؤكد رفاق في السجن في تلك اللحظة، أنه لم ينطق بكلمة الى أن استشهد ، ولم يعثر لحد الان على جثته، فهو واحد من ضحايا النظام الذين فقد اثرهم ، فالجلادون بخلوا عليه حتى في قبر.
ذهب وكان يتمنى على زوجته ذات مرة، وربما كانت هي وصيته الاخيرة أن تربي إبنه (سرمد) على الطريق نفسه الذي سلكه.
ومن المفارفات في حياة هذا المناضل الجسور، أنه حين تقدم لخطبة زوجته رفض أخوها الشهيد شاكر الكحال مقابلته، وكان لا يعرف من هو؟ ولكن خالد أصر على المقابلة، وقال للكحال حين سأله في لقائهما عن الضمانات التي يقدمها لأخته، أنه يستطيع أن يقدم ما يستطيع أن يضمن لها حياة كريمة ملؤها الحب والاحترام، ولكنه لن يستطيع أن يضمن لها أو يرد عنها ما هو آت في الغد من مفاجآت على الصعيد السياسي، فحياة المناضل على كف عفريت! وكانت رسالته واضحة ومقنعة.
ولم يعرفا بعد ذلك كل من شاكر وخالد ما خبأ لهما القدر، فراح كل منهما الى عالم الخلود، عالم الشهادة ، وهما مقتنعان أن راية الدفاع عن الشعب والوطن لن تسقط مهما حطم الجلادون من أجساد.
قالوا عنه
كفاح حسن:
الشهيد أبو سرمد هو أول مسؤول حزبي اتصل بي عند انتقالي الى بغداد للدراسة الجامعية. كان الشهيد مثالا يحتذى به في الاخلاق والتعامل الاجتماعي. قادنا العمل الحزبي للعمل في منظمات حزبية طلابية مختلفة، ولكننا بقينا على اتصال دائم من خلال خطيبته التي كانت تدرس معي في القسم الصباحي في الجامعة المستنصرية حتى فرقتنا الهجمة الدموية التي خاضتها السلطة ضد منظمات الحزب. المجد للشهيد خالد اطيمش!
إبتسام فهد:
المجد والخلود أبو سرمد, روح الغالية المناضلة فاتن أم سرمد.
فرات المحسن:
السؤدد والرفعة لروحك الطاهرة وتلك السجايا الطيبة والصحبة الرائعة وبشاشة الوجه وملاحته.أبا سرمد تمجدت في كل ساعة من دهرنا الفاني.
تحسين المنذري :
مجدا خالدا ايها الرفيق المناضل خالد حسين إطيمش كم كنت أصيلا صادقا مازلت أهتدي بما تعلمته منك ، وفاءا لك ولامثالك
شهداء الحزب.. شهداء الحرية، نواصل المسير من أجل وطن حر وشعب سعيد.