شهداء الحزب

الشهيد شاكر محمود البصري كما عرفته / محمد عباس البدراوي

في سنة 1955 كنت مسجوناً في سجن البصرة المركزي في جناح المحجر، أي السجن الانفرادي وقبل نقلي الى سجن بعقوبة جيء بالرفيق شاكر محمود محكوما عليه لمدة 3 اشهر لاشتراكه في تظاهرة طلابية خرجت في مدينة البصرة احتجاجا على الاوضاع المتردية في العراق عامة ومدينة البصرة خاصة، وقد نال من التعذيب ما ناله على يد ادارة السجن ومديره نعمان الروضان. كان هذا المدير ضابطا في الجيش العراقي وقد اتهم في وقته بالمشاركة في انقلاب رشيد عالي الكيلاني في سنة 1941 وكانت ميوله نازية.
وجدت في الرفيق شاكر مناضلاً صلبا لم تلن له قناة ابدا بالرغم من صغر سنه الذي كان لا يتجاوز الـ 16 عاماً، وكان مرحا في علاقاته بالآخرين وقد لمست من خلال طروحاته الفكرية وآرائه نظرته الثاقبة في كثير من الامور، وكنت اتوقع له ان يتبوأ موقعا قياديا في الحزب، وفعلا تحقق ذلك واصبح عضوا فاعلا في اللجنة المركزية بكل جدارة واقتدار.
كان الرفيق الشهيد شاكر محمود منحدرا من عائلة ميسورة جدا وقد نبذ طبقته الاجتماعية وانحاز الى جانب العمال والكادحين وجعل من نفسه مشروعا للاستشهاد من اجل قضية الشعب والحركة الثورية، وقد عانى من ضروب الاضطهاد على يد الجلادين من عملاء الامبريالية. وفي سنة 1956 جيئ به الى سجن بعقوبة محكوما عليه لمدة سنة وسنة تحت المراقبة. وكانت الزنزانة التي كان فيها مع الرفيق هشام البعاج ايضا من مدينة البصرة مقابل الزنزانة التي كنت انا فيها. وقد مورس ضده الضرب المبرح في محاولة من ادارة السجن ومديره الجلاد علي زين العابدين لانتزاع البراءة منه لكن خاب املهم. هكذا سليقة المناضلين من رفاق الحزب الحقيقيين. ونتيجة لمواقفه المبدئية قام النظام البعثي الغاشم بمؤامرة لتصفيته، وفعلا تم ذلك من خلال عملية دهس بسيارة في الشارع العام، وذلك في عام 1972.