شهداء الحزب

المجد والخلود للشهيد سلام سۆله‌یی رمز النضال / أحمد رجب

على شبكة التواصل الاجتماعي )الفيسبوك) كتب لقمان سلام عدة اسطر قال فيها ان والدي سلام سۆڵه‌یی من پێشمه‌ركه‌ الحزب الشیوعي العراقي قد استشهد قبل أربعين سنة وبالضبط في هذا الشهر من عام 1973 عند أطراف وضواحي قرية كاني سارد في منطقة وارماوا {دربنديخان}.

نعم، كان سلام سۆڵه‌یی إنسانا كادحا من بيئة فلاحية ومنذ صباه كان توّاقاً للحرية والقضاء على الإقطاعية وتعّرف وهو شاب يافع على الأفكار القومية من خلال الإلتقاء المُستمر بالپێشمه‌رگه‌ الأوائل في ثورة أيلول سنة 1961 الذين يزورون قريته بين حين وآخر والإستماع إلى الأحاديث التي تجري بينهم وأهالي القرية ومن خلال طرح الاسئلة المُختلفة من شباب القرية وإجابات البيشمركة.

ولد سلام سوله يى عام 1942 في قرية شيخ ته‌ویل (الشيخ طويل) العائدة لناحية (باوه نور) قضاء كلار، ولعدم وجود مدرسة في قريته والقرى القريبة الأخرى درس وهو طفل صغير في مساجد قرى زاله ناو وباني خيلان وجلولاء ليتعلم عند الفقية او الملا باديء الامر حروف الهجاء والتربية الاسلامية، وفيما بعد عندما يكبُر شيئاً فشيئاً يتعلم الدروس في الفقه والتوحيد والحساب، ووصل مرحلة النهاية واقترب من نيل شهادة الفقيه، لكنه ترك الدراسة لعدم رغبته ان يكون (ملا) كما اراد والده، لأنّه ومنذ طفولته احبّ قراءة الشعر وكتابة ونظم الشعر.
انتمى الشخ سلام في بداية عمره السياسي للحزب الديموقراطي الكوردستانى (البارتي)، واستغل وجوده هناك بتحريض الناس ضد الآغوات والاقطاعيين والإرتباطات العشائرية، الامر الذي جلب له مشاكل عديدة نظراً لنفوذ هؤلاء عند البسطاء من سكان القرى وصداقاتهم وقربهم من المسؤولين، وفي عام 1962 كان يخدم في الجيش العراقي واتفق مع عدد من اصدقائه في التنظيم الحزبي على وضع خطة لقتل المجرم الزعيم صديق مصطفى الذي كان يقتل الأبرياء من الفلاحين بعد دخوله القرى وجمع الناس واصدار الاوامر برميهم في طريقة همجية واكبر دليل على جرائمه قتل فلاحي قرية سيارة في دربنديخان، ولكن، وبعد كشف خطتهم تم اعتقاله مع اصدقائه، وإرسالهم إلى كركوك، حيث واجهوا التعذيب الوحشي بتعليقهم على البنكات وحرق اجزاء من الجسد بواسطة الكوي بالمكواة والكهرباء، وكان موقف سلام بطولياً ولم يحصل المحققون الذين يشرفون على التعذيب أي شيء، وتمّ بعد عامين، عام 1965 على إطلاق سراحه من السجن.
بعد إطلاق سراحه عاد إلى قرية بساكان، والتحق من جديد بقوات الثورة وأصبح آمر سرية عند البارتي، ونفذ واجباته العسكرية والسياسية بدقة، وفي عام 1967 تم حرق بيته.
عام 1970 ترك صفوف الحزب الديموقراطي الكوردستاني والتحق بالحزب الشيوعي العراقي لكي يبدأ حياة سياسية جديدة، وفي نفس العام اصدر ديوانه الشعري بعنوان شاخي سوله (جبل سولة).
كان الشيخ سلام مناضلاً جسوراً اتصف بالتواضع، وكان مستعداً التعلم من الآخرين، وتجنب الغرور، وتاريخه النضالي الحافل بنكران الذات يشهد بأن هذا المناضل وهو لا يزال في ريعان شبابه ناضل ببسالة في سبيل تحرير الوطن، وعرف بجرأته وصلابة موقفه المُعادي للأنظمة الدكتاتورية والإقطاعيين و الرجعيين، ومن اهم خصاله ايضاً الصبر والجرأة وتمسكه بالمباديء والدفاع عنها.
خلال عمره القصير بين صفوف قوات الحزب الشيوعي العراقي اسندت إليه مسؤولية عسكرية، وقام بإداء مهامه وواجباته بصورة جيدة، وبرز كنجم ساطع يحترم التقاليد الثورية ويعمل دون كلل لترسيخ الروح الرفاقية، ويتغنى بها في اشعاره، وكان مستعدا في التضحية من اجل افكاره مناضلاً اختار طريقا شاقاً من اجل الآخرين، وقد ترك بصمات كبيرة من خلال عمله الدؤوب ودوره الوطني.
في معركة غير متكافئة مع الاعداء في منطقة (قه‌ڵاسوره‌ی كانی سارد) التابعه‌ لقضاء دربندیخان، وعدم إنسحابه من المعركة رغم نداءات رفاقه، إذ اقسم بانه لا يترك المعركة حتى الرمق الأخير فعند إشتداد المعركة وضراوتها استشهد المناضل الشيوعي الشيخ سلام سۆڵه‌یی في 8/11/1973.
ترك هذا المناضل الشيوعي بعد استشهاده ديوان شعر تحت عنوان (مرض القلب) عن الآلام ومرارة العيش مع قصة طويلة جاهزة للطبع، كما ترك (4) اطفال وهم: گۆران، لوقمان، كویستان وگه‌رمیان.
ومن المؤسف أن ابنه كوران خريج معهد المعلمين اغتالته عام 1994 مجموعة من المشاركين في عمليات الأنفال السيئة الصيت وأزلام الأمن العام وزمرة النقيب سعدون وفق خطة مُحكمة.
المجد والخلود للشهيد الشيوعي الشيخ سلام
الخزي والعار للقتلة
12/11/2013