شهداء الحزب

من أين أبدأ؟.. فمحطات الشهيد ( سعدون وضاح ) كثيرة / صباح حسن عبد الامير*

البدايات في حضانة الوالد( حسن عبد الامير ) و مكتبته العامرة في بيتنا في كربلاء التي بها تربينا على حب الثقافة و الوطن و الشعب و منه عرفنا اننا عائلة حسبت على اليسار و الشيوعية، و محطته الثانية مدينته كربلاء وما كانت تلفها من مناسبات تعلمنا عن حياة وشهادة الامام الحسين ثائرا ضد الظلم و الاستعباد.. ثم كانت محطته المفصلية الثالثة في ارتباطه بالحزب الشيوعي أواخر الستينيات فكان الحزب حاضنته الجديدة التي بها التصق بشعبه ووطنه أكثر، وصنعت منه ذلك المناظل و البطل و به احب شعبه و شعوب العالم و به تعمقت ثقافته و احبه كل المحيطين به من رفاق و اصدقاء و مرافقين .. و كانت محطته الاخرى رحيله أبان الهجمة الشرسة على الحزب و كوادره في 1978 و سفره مع اخيه اللصيق و معلمه ( كفاح ) بمعية الوالد والوالدة الى سوريا و منها الى لبنان ملتحقا بصفوف الحزب و المقاومة الفلسطينية في الجنوب اللبناني ثم توج هذا بالتحاقه بقوات الانصار في كردستان العراق مضحيا بفرصة دراسته في موسكو و مفضلا النضال لأسقاط النظام بديلا عنها .... و هناك ظهرت مهارته القتالية و شجاعته التي تربى عليها من تربة كربلاء و نسيجها و مما تربى عليه من والده حسن عبد الامير و من حزبه الشيوعي ، و صار من الصعب الفصل بين سعدون وضاح الشخص و بين انتمائه للحزب الذي صار عائلته و حياته حتى لحظة أغتياله.........
قبل بداية معارك تحرير العراق 2003 لإسقاط النظام البعثي بشهر تقريبا أستدعتني دائرة الامن في كربلاء و طلبوا مني ان اسافر الى اربيل شقلاوة لأقناع الشهيد سعدون وضاح بترك الحزب ومقاومة النظام والسفر خارج كردستان العراق و سيعطونه ما يريد من مال وأطيان و طلبوا من المعاون السياسي إعداد خطة سفري وترتيب طريق الذهاب ... أخذني المعاون الى غرفته و اغلق الباب وسرني. ( ... منذ 15 عاماً كلفت ضمن فريق أمني بمراقبة تحركات ونشاطات أخيك سعدون.. ومن كثرة مراقبتي له بدأت بالإعجاب به و بدأت أحبه و أحترمه ، و اعرف اننا ننفخ في قربة مقطوعة لنحيده عن الطريق و ما يؤمن به ، ستذهب وسيرفض اخوك بشدة وسيمارس عمله في حزبه و المعارضة بجدية أكثر... فأستغل هذه الفرصة لزيارته و قد تكون هناك فرصة أخرى لتلتقيا في كربلاء... بعد رحيلنا ... فأوصيه بنا!!).
واليوم أرى في جمعكم هذا رسالة ل ( سعدون وضاح ) ولأبنه كفاح و لنا عائلته ولأصدقائه و حزبه تذكرة محبة و عهد بأن نبقى نحث الخطى نحو وطن حر و شعب سعيد.
والسلام عليكم
*شقيق الشهيد