اعمدة طريق الشعب

بعد منين نأكل لحم؟ / عاصي دالي

في جميع دول العالم تفكر الحكومات، اول ما تفكر ، في تقديم الخدمات للشعب. ومن اولى هذه الخدمات توفير الطاقة الكهربائية، لأنها عصب الحياة الرئيس. فمن خلالها يتم تشغيل المصانع والشركات التي تستقطب الكثير من الأيدي العاملة.هذا إلا في بلدنا العراق الحبيب، الذي أبتلى بمتنفذين فاسدين لا يهمهم سوى مصالحهم الشخصية، والاعتداء على المال العام، حيث تفيد تصريحات المسؤولين ، بانه تم صرف مبلغ تجاوز 50 مليار دولار على الكهرباء وحدها، ولا تزال نسبة التجهيز لا تتجاوز 50 في المئة من حاجة البلد الى الطاقة الكهربائية في أحسن الأحوال. وتشير عروض الشركات العالمية لإنتاج الكهرباء إلى أن المليار الواحد من الدولارات، يؤمن انتاج ألـف ميكا واط، وبما إن العراق، وبحسب التقارير الرسمية لوزارة الكهرباء ، يحتاج إلى 16 ألف ميكا واط، فهنا نتساءل: أين نحن من هذه المعادلة؟! وهل ان قادتنا السياسيين غير جادين في حل هذه المشكلة؟ أم انهم مقبلون على جعلها بابا للاسترزاق!؟
يذكرنا هذا الأمر بـ (سالفة) ذلك القصاب، الذي سقط عظم صغير في عينه أثناء عمله، فذهب إلى الحكيم الموجود في المنطقة، واخذ معه كمية من اللحم هدية للحكيم بعد أن رأى العظم الصغير في عينه. لكن الحكيم لم يخرج العظم، بل وضع في عين القصاب بعض الأدوية التي كانت بحوزته، وقال له تعال بعد ثلاثة أيام. واخذ القصاب يذهب إلى الحكيم كل ثلاثة أيام ويأخذ معه كيسا مملوءا باللحم. وفي احد الأيام ذهب الحكيم لأداء الصلاة في الجامع وترك (ابنه) في مكانه ، وفي هذه الإثناء جاء القصاب، وكالمعتاد كان حاملا معه كيس اللحم، وطلب من ابن الحكيم ان يداوي عينه. فنظر الابن في عين القصاب، وأخرج العظم بسهولة، وقال له انتهى كل شيء، وانه لا يحتاج أن يراجع الحكيم مرة ثانية. ولما عاد الحكيم ووجد كيس اللحم عرف إن القصاب حضر للتداوي ، فسأل ابنه ماذا عملت مع القصاب؟ فقال الابن أخرجت العظم من عينه! فقام وصفع ابنه وقال له: «بعد منين نأكل لحم!؟».