اعمدة طريق الشعب

نفس الطاس ونفس الحمام / كفاح محمد مصطفى

تحت عنوان مأساة ما بعدها مأساة كتب في هذا العمود بتاريخ 13 آذار 2012 ما يلي: مؤتمر وطني ام ملتقى وطني او اجتماع وطني؟ وهل سيعقد في بغداد ام في اربيل ام في كركوك ام في النجف؟ وهناك مشكلة اخرى فهل ستطرح فيه اتفاقية اربيل ام قضية صالح المطلك ام الاتهامات الموجهة للهاشمي وهل هي قضية سياسية او قضائية ام هي قضية قضائية سياسية.
ايها السيدات والسادة هذا ليس مشهداً من احدى قاعات مستشفى للامراض النفسية وليس مشهداً مسرحياً من مسرح اللامعقول وما بعد اللامعقول او من مسرح ما بعد اللامعقول، انه مشهد حقيقي وواقعي لقادة يقررون مصير بلادنا الحبيبة ومصيرنا ومصير الاجيال القادمة فمن يصدق ذلك؟ انه مشهد من مشاهد قادة شعب ربع سكانه يعيشون تحت خط الفقر واكثر من نصف الايدي العاملة فيه عاطلة عن العمل ونصف عدد العوائل تعيش في اكواخ من الطين وفي بيوت الصفيح والخيام وفي بيوت آيلة الى السقوط لا تصلح حتى لسكن الحيوانات! فمن يصدق ذلك؟ من يصدق ان ذلك يحدث في دولة تعاني ايضاً نقصاً حاداً في الطاقة الكهربائية ومناطق عديدة محرومة من المياه الصالحة للشرب ومن شبكات الصرف الصحي؟ ومن يصدق ان ذلك يحدث في دولة عدد الارامل والايتام فيها يتجاوز الخمسة ملايين وهم بدون ضمان اجتماعي؟
يا سادة يا كرام حكومتكم ليست حكومة شراكة وطنية انها حكومة عداوة وطنية، حكومة خلافات وطنية، حكومة منتجة بنجاح ساحق لأزمات وطنية ستؤدي لا محالة الى كوارث وطنية. فمتى تستفيق القوى المتنفذة التي اعمى ابصارها بريق السلطة والجاه والمال قبل حلول الكارثة؟ نعم متى تستفيق القوى المتنفذة قبل حلول الكارثة؟ هذا ما كتب في هذا العمود بتاريخ 13آذار 2012 ولم تستفق القوى السياسية المتنفذة التي اعمى ابصارها بريق السلطة والجاه والمال حتى هذه اللحظة رغم ان عصابات داعش الارهابية تحتل حوال ثلث مساحة العراق ورغم ان بلادنا الحبيبة اصبحت على حافة الافلاس المالي والانهيار الاقتصادي ولم تتفق على برنامج عمل موحد ينقذ ما يمكن انقاذه من بلادنا الحبيبة وما زال النقاش يدور حول هل نحن بحاجة الى اصلاح حكومي جذري او تغيير حكومي وهل هو تغيير شامل ام تغيير جزئي وهل يشمل التغيير رئيس مجلس الوزراء ام الوزراء فقط وهل ان الوزراء الجدد من التكنوقراط المستقلين وهل يمثلون مكونات الشعب العراقي ام ترشحهم الكتل والاحزاب الممثلة في مجلس النواب وهكذا عدنا الى نفس الحمام ونفس الطاس وبلادنا تسير نحو الهاوية، عيب يا ناس عيب.