اعمدة طريق الشعب

وفي القيافة هيبة! / راصد الطريق

الانضباطية، هذا هو اسمهم في زماننا ولا ادري ماذا يسمونهم اليوم، إذا ما وُجدوا.
كانوا يتابعون سلوك العسكريين في الشارع والمقهى، ويتابعون قيافتهم إذا ما لاحظوا نقصاً او عدم « انضباط «!
هذا في الجيش. في الشرطة، وبخاصة اجهزة المرور كانت المتابعة لا للمظهر فقط، ولكن ايضا للجاهزية، لقوة الشخصية وحسن التصرف. من الوقوف في الشارع واعطاء الاشارات، الى طريقة المحاسبة.
في السنوات الاخيرة، وبخاصة في الصيف، هناك ملاحظات يتوجب الاهتمام بها لا لأنها شروط عمل والتزامات سلوكية، ولكن لانها ضرورية ولازمة لهيبة الدولة.
ثمة ترهل، رخاوة، لامبالاة، افتقاد حزم وجدية، سواء في المفارز العسكرية على الطرق او في شرطة المرور.
مثلاً ايقاف السيارة ليس على الجانب ليستمر السير، ولكن في وسط الطريق، قريباً من العسكري، وهو واقف يحاسب السائق او يجامله والسيارات واقفة تنتظر. او هو يأكل او يعلك او يتمازح..
هذا لا يصح في اثناء اداء الواجب. هذا يفقد الاحترام والهيبة ويسيء لمظهر الدولة واللياقات الاجتماعية. وما قلناه عن عسكريي المفارز والسيطرات، نقوله ايضاً عن شرطة المرور. المآخذ السلوكية نفسها! هذا لا يجوز، وهذا ايضاً لا يصعب تجاوزه او منعه بتعليمات حازمة ومتابعة.
بقيت مسألة. الاخوة شرطة المرور في الصيف. مع تقديرنا لصعوبة العمل وحرارة الشمس، والزحامات وسوء سلوك بعض السواق وارباكات الشارع، أقول، مع كل ذلك لا يجوز ان يكون قميص شرطي المرور وسخاً او غير ناصع البياض. بعض منهم قمصانهم كالحة تفقدهم اللياقة وتقلل الاحترام. بعضهم لا يرتدي تحت قميصه القديم فانيلة، فتزيد بشرته السمراء او السوداء من عتمة القميص وتزيح ما تبقى من بياضه.
ارى ان تزود دائرة المرور افرادها بقمصان بيض خاصة، وتلزمهم بقيافة محترمة مثلما تلزمهم بسلوك محترم.
نعم، مجتمعنا متعب ومشاكلنا وعيوبنا الحضارية كثيرة. لكننا نستطيع تلافي بعضها والتغلب على بعض منها. المظهر الجيد والحركة المتقنة، لا المرتخية الذابلة التي توحي بالضعف والبؤس، امور مطلوبة، بل شروط اساسية لازمة للعمل.
إخوتي في مديرية المرور، هذه مسائل ليست ثانوية، هذا مظهر واخلاقيات دائرتكم ودولتنا وحضورنا المتمدن، الحضاري امام شعبنا والعالم.
لكم تحياتي.