اعمدة طريق الشعب

الاولمبياد عرس انساني المطلوب الاستفادة منه / منعم جابر

الاولمبياد عرس انساني جميل انطلقت في العام 776 ق . م في اثينا باليونان وكانت تقام في مدينة اولمبيا العاصمة الدينية للإغريق وبدأت بلعبة واحدة الا انها تطورت الى مئات الالعاب ولكلا الجنسين خاصة عندما أعيدت في العصر الحديث وفي العام 1896 حيث اقيمت اول دوراتها في اثينا باليونان في العام المذكور . واشترك فيها 300 رياضي فقط من ثلاث عشرة دولة وبتسع لعبات وبـ 43 مسابقة وشهد حفل الافتتاح يومها 80 الف متفرج ! ونتيجة للنجاح تواصلت اقامة الدورات الاولمبية الدولية كل اربع سنوات ولم توقفها الا الحربين العالمية الاولى والثانية لان الرياضة رسالة صداقة ومحبة وسلام وبالرياضة ومن خلالها توطدت علاقات دول وامم وشعوب وانهيت الحروب واقيمت علاقات انسانية متطورة . وكان لنا نحن العراقيين مشاركات مبكرة في الدورات الاولمبية حيث كانت مشاركتنا الاولمبية الاولى في دورة لندن عام 1948 بفضل الجهود العراقية الخيرة ولضرورة ظهورنا كبلد يسعى لبناء علاقات انسانية مع امم الارض ومن خلال الرياضة ودوراتها الاولمبية وكان لجهود الرعيل الاول من الرياضيين اثر كبير فيما تحقق وفي مقدمتهم باني الحركة الاولمبية الراحل اكرم فهمي وحصدنا من هذه المشاركة واخواتها نتائج ايجابية اثمرت عن اول ميدالية حصل عليها الرباع البصري الراحل عبد الواحد عزيز في دورة روما الاولمبية عام 1960 كإنجاز لثورة 14 تموز المجيدة عام 1958 ولكننا نمنا على ذلك الانجاز ولم نسع إلى تحقيق مثيله او تجاوزه لإنجازات اخرى لأسباب لا مجال لذكرها . رغم الدعم والاموال لكننا تأخرنا وفقدنا الكثير بسبب الخلافات والاختلافات وضياع بوصلة العمل الرياضي والصراعات الثانوية فالبعض يلوم البعض الاخر ويحمله المسؤولية وها هو الواقع الرياضي العراقي يعيش هموما ومشاكل كثيرة وصراعات ذات طابع شخصي ونفعي ومصلحي والرياضة تتراجع وتنحدر بسرعه بينما بلدان العالم جميعها تعمل بجد وهمة من اجل الارتقاء برياضتها والتعامل بوضوح وصراحة لبنائها بناء علميا صحيحا . اما نحن فالكل يدعي ولا احد يعمل جادا! احبتي امامنا هذا العرس الاولمبي الرياضي الانساني وتجارب دوله ومناهجها فلماذا لا نتعلم منها ونستفيد من خبراتها وتجاربها ونتجاوز سلبيات الماضي ومشاكله ونبني وطنا جديدا نفخر به .